ملحمة تنظيمية يقودها شباب البرنامج الرئاسى المتطوع لتنظيم والإدارة الكاملة للمنطقة الخضراء المقامة بحديقة السلام على هامش فعاليات قمة مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ cop27.
جهود كبيرة قام بها الشباب منذ إعلان مصر رئيسًا للدورة الـ ٢٧ تمخضت عن تنظيم مبهر وإدارة حكيمة حازت إعجاب الزائرين وضيوف المؤتمر من كل أنحاء العالم والمترددين بشكل يومى على المنطقة الخضراء.
وهذا ليس جديدًا على الشباب المصرى الواعد فلعل تنظيم منتدى شباب العالم أكبر دليل على نجاحهم فى تنظيم منتدى شباب العالم وإبهارهم لكافة الحضور تنظيمًا أو إداريًا، وهذا ناتج عن تقدير الدولة لقيادتها الحكيمة لوعى وفكر الشباب.
الأخبار التقت اثنين من شباب مصر الواعد والمتطوع من بين ٢٥٠ شابًا متطوعًا ضمن البرنامج الرئاسى لتنظيم فعاليات وإدارة المنطقة الخضراء، والتى تعمل تحت إدارة الدولة المصرية، بعيدًا عن المنطقة الزرقاء التى تخضع لإدارة وإشراف الأمم المتحدة.
فى البداية أكدت جينا نصيف إحدى المتطوعات لتنظيم مؤتمر cop27 أنها سعيدة بانضمامها فى لجنة تنظيم منتدى شباب العالم وهى نفس اللجنة المتطوعة لتنظيم وإدارة غرفة عمليات cop27 ، فهى وكل الشباب المتطوع معها مسئولون عن كل الفعاليات والأحداث منذ وصول وفود وضيوف مصر وحتى مغادرتهم، وأشارت إلى أن بدايتها كانت مشاركتها ضمن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وهذا ما منحها فرصة التطوع وتحمل مسؤولية هذا الحدث التاريخي.
وأكدت - فى حديثها للأخبار-« نشعر بالفخر لمشاركتنا فى هذا الحدث العالمى والمهم بالنسبة لمصر» . وعن دورها فى فعاليات مؤتمر المناخ أكدت جينا أنهم مسئولون عن إدارة غرفة العمليات المركزية لكوب ٢٧، ومسئولون أيضًا عن تنظيم كل الفعاليات والأنشطة وورش العمل داخل المنطقة الخضراء على هامش المؤتمر.
وأضافت: نحن نعمل طوال الوقت للتأكد من جاهزية كل الترتيبات والفعاليات على أكمل وجه، وبشكل مشرف لمصر، ودورنا باختصار هو تنظيمى وإدارى لكل الفعاليات التى تشهدها المنطقة الخضراء.
وأضافت أن هناك دعمًا غير مسبوق داخل البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، لتمكين الشباب، وهذا ما يتواكب مع مقولة الرئيس: «هذا وقت الشباب للمشاركة فى خطة التنمية المستدامة»، ولهذا تلقينا دعمًا من كافة أجهزة الدولة، حتى نتمكن من تنظيم هذه الفعالية الدولية، ومن أهم ما تلقيناه من البرنامج الرئاسى، هو كيفية القيادة والتدريب على تحمل المسئولية، كما سبق تنظيم مؤتمر المناخ العديد من الاجتماعات والتحضيرات لتنظيم هذا المؤتمر.
من جانبه أكد شريف شاهين «بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية وأحد «الشباب المتطوع فى تنظيم مؤتمر المناخ، أن الفرصة أتيحت للشباب فى الفترة الأخيرة وقبل حتى انعقاد المؤتمر بدعم غير مسبوق من القيادة السياسية، وهذا ما أتاح لنا الفرصة الحقيقية للمشاركة بالأفكار والمقترحات والعمل الجاد للمشاركة ليس فقط فى فعاليات المؤتمر بل معظم الفعاليات الكبرى ومنها منتدى شباب العالم.
وأكد شريف- فى حديثه للأخبار- أن المشاركة فى مؤتمر المناخ فى دورته السابعة والعشرين هو حدث كبير وفرصة للشباب لإثبات وجودهم على الساحة الدولية، وكان دورنا وشغلنا الشاغل هو إظهار الصورة المصرية المبهرة للعالم.
وأضاف شاهين أن الشباب يستثمر طاقاته لإظهار مصر بالصورة التى تليق بها، وأكد أن الدافع وراء الحرص على المشاركة فى تنظيم فعاليات مؤتمر المناخ هو شعوره بأهمية قضية التغيرات المناخية للبشرية كلها، وخطرها الداهم الذى يهدد الكوكب، فضلاً عن حرصه على إظهار مصر بالصورة التى تليق بتاريخها العظيم.
وقال شاهين إن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة أضاف إلى معرفتنا الكثير، ومنحنا تدريبات ودورات تؤهلنا لتنظيم مثل هذه الأحداث العالمية بشكل يليق بمكانة مصر عالميًا، وأن دورنا الأكبر يتمحور حول المنطقة الخضراء وتنظيم لما تشهده من فعاليات ومناقشات وورش عمل بهذه المنطقة.
وأضاف أننا تمكننا من تفعيل عملية استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، وتم توفير الدراجات الهوائية والإسكوتر الكهربائى للزائرين، تيسيرًا عليهم للانتقال بين الفعاليات التى تشهدها المنطقة الخضراء، مشيرًا إلى وجود العديد من الأعمال الفنية التى تعبر عن الآثار السلبية على المجال الحيوى كالغابات والأضرار البحرية والبرية.
وأضاف أننا نختص باستقبال الزائرين والوفود فى المنطقة الخضراء والعمل على توعيتهم بمخاطر التغيرات المناخية داخل قاعة تحتوى على ٧ أجنحة، تحاكى الآثار السلبية التى يتعرض لها الإنسان نتيجة هذه التغيرات، كما أن هناك منطقة لتوعية المشاركين بالدور الإيجابى للتكيف مع هذه التغيرات، والحد من الانبعاثات.
وقال شريف-موجهًا رسالة للشباب- إن العمل التطوعى لخدمة البلد يعد من أفضل الأعمال التى يقومون بها، فبغض النظر عن العمر أو المستوى الثقافى، فلابد من المشاركة التطوعية فى مثل هذه الفعاليات الدولية للمشاركة فى تغيير الوضع القائم.
وتابع شاهين قائلاً: لابد لكل شاب أن يأخذ المبادرة بطرح أفكاره وحلوله، على طاولة المفاوضات، لمعرفة حقيقة الوضع على أرض الواقع وتحسين البيئة المحيطة به.. كما أكد شريف أنه من أهم مكتسبات عملية التطوع هى تراكم الخبرات لدى الشباب من خلال المعرفة الحقيقة عبر الانخراط والاحتكاك بالقضايا الحيوية على أرض الواقع، وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة وتوفير الحلول لها فى أسرع وقت، كما اكتسبت من هذا التطوع مهارة العرض المباشر لأفكارى وأطروحاتى والثقة عند وقوفى أمام الجمهور لعرض قضية ما أو وجهة نظر فى قضية أخرى.
وأشار شريف إلى أن الشباب هم أكثر الفئات وعيًا وعلى دراية بمخاطر التغيرات المناخية، لأنه عاصر بشكل واقعى مخاطر التغيرات المناخية، من فيضانات فى بعض الدول وجفاف فى دول أخرى، وارتفاع منسوب المياه للبعض الآخر، فالشباب عايش كل هذه الأحداث، وشاهد واقعها المرير.
وأشار إلى وجود علاقة مباشرة بين الاقتصاد والتغيرات المناخية، فمصر مثلاً تنتج جزءًا كبيرًا جدًا من قطاعها الزراعى بالدلتا التى تطل على البحر المتوسط، وحال ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط فهذا يهدد الإنتاج الزراعي، وبالتالى تضر هذه العملية بالاقتصاد الزراعي، وحينها تضطر الدولة لاستيراد الغذاء، والذى يترتب عليه ارتفاع سعر الصرف للجنيه.
