الفلسطينى هانى نجم: ٢٥% من الأمراض والوفيات سببها تدمير العناصر البيئية الطبيعية

كشف الفلسطينى الدكتور أحمد هانى نجم، مندوب مؤسسة «هايتى» لأبحاث مرض الكوليرا لدى الأمم المتحدة، عن أن مشاركته فى القمة، جاءت بهدف بحث التأثيرات المناخية على الصحة العامة، خاصة فى مجال تخصصه «الأنف والأذن والحنجرة». وأضاف «نجم» أن هناك حالة من الفخر على المستويين العربى والإفريقى بسبب تنظيم مصر الرائع للمؤتمر، لافتًا إلى أن القاهرة أثبتت للجميع أنها قادرة على لعب دور محورى لتحقيق التوازن المناخى وخفض الانبعاثات الكربونية.

■ ماذا عن طبيعة مشاركتك فى المؤتمر؟ 

- مشاركتى جاءت لكونى مندوبًا لدى الأمم المتحدة عن مؤسسة «هايتى» للدعم البحثى لمرض الكوليرا، ولكونى طبيبًا فى مجال الأنف والأذن والحنجرة، فى ظل ربط تغيرات المناخ والصحة البيئية بأمراض تخصصى، ومحاولة تقديم الحلول على المستويين القريب والبعيد لهذه الأزمة العالمية، وأيضًا نشر الوعى عن أضرار تغيرات المناخ على صحة الأفراد.

■ ما أهمية استضافة مصر القمة فى هذا التوقيت؟

- مؤتمر المناخ مؤتمر سنوى يقام وفق لوائح الأمم المتحدة، وتوقيت إقامة المؤتمر فى هذه الفترة له أهمية خاصة، فى ظل تعرض العالم لتبعات تغير المناخ من ارتفاع درجة حرارة الكوكب وذوبان الثلوج القطبية، التى تؤدى فى الأخير إلى اضطرابات بيئية مخيفة، قد تؤدى إلى اختفاء بعض المدن الساحلية إذا استمر الإنسان فى التأثير السلبى على عناصر البيئة الطبيعية.

ويتمثل التأثير السلبى على البيئة، من خلال تطور الصناعات ومخلفاتها والزيادة السكانية والاستخدام المفرط للطاقة غير النظيفة والممارسات الزراعية غير الآمنة على البيئة.

وكانت الأمم المتحدة موفقة فى اختيار مصر لتنظيم هذا الحدث العالمى الذى يشارك فيه عدد كبير من الدول على مستوى القيادة وممثلى الشعوب بمختلف أعراقهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم الدينية.

■ بصفتك فلسطينيًا.. ماذا عن انطباعات المشاركين من الجنسيات العربية حول تنظيم القمة؟

- على المستويين العربى والإفريقى تسود حالة من الفخر العام، وهنا فى شرم الشيخ مدينة السلام يستشعر الجميع التنظيم الرائع، فمصر كممثل للدول العربية والإفريقية أثبتت للجميع أنها قادرة على لعب دور محورى فى هذا المجال على المستويين العربى والإفريقى، بل والدولى لتحقيق التوازن المناخى وخفض الانبعاثات الكربونية وارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وهنا أود أن أشير إلى الاستراتيجية المصرية المثالية التى تعتبر نموذجًا يحتذى به فى استخدام الطاقة النظيفة بأشكالها المختلفة، وعلى سبيل المثال وليس الحصر أذكر محطة «بنبان» للطاقة الشمسية النظيفة التى تعتبر واحدة من كبرى محطات الطاقة الشمسية فى العالم.

وأنتهز الفرصة لشكر القيادة المصرية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى على هذا التمثيل المشرف والتنظيم الرائع وحفاوة الاستقبال.

■ كيف يؤثر تغير المناخ على الصحة العامة للإنسان؟ 

- لتغيرات المناخ آثار مباشرة وغير مباشرة على صحة الإنسان بشكل عام، وهنا أقول إن تغيرات المناخ والتعامل معها إنما هى مسئولية مشتركة تقع على عاتق كل فرد فينا، كل فى مجاله، فعلينا جميعًا تسخير جهودنا للتغلب على هذه الأزمة قبل فوات الأوان.

على المستوى الطبى والصحة البيئية، وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإنه من ٢٤٪ لـ٢٥٪ من الأمراض وحالات الوفاة، تأتى كنتيجة لتدمير العناصر البيئية الطبيعية. 

على سبيل المثال، ارتفاع درجات الحرارة والتغير فى معدلات الرطوبة فى الجو، يؤثران على المهام الفسيولوجية للأنف بشكل مباشر مما يؤدى إلى ظهور حساسية الأنف وانخفاض كفاءة الغشاء المخاطى للأنف فى أداء وظائفه الطبيعية.

وفى مجال طب الأنف والأذن والحنجرة، يوجد لتلوث الهواء دور فى انتشار التهابات الأذن الوسطى بتأثير مباشر من مُلَوث النيتروجين دايوكسايد وخاصة لدى الأطفال، مما يهدد قدراتهم السمعية، وهذا المثال يقودنا إلى مثال آخر من التلوث وهو التلوث الضوضائى وتأثيره المباشر على قدرة الأذن على أداء وظائفها السمعية؛ فالتعرض الدائم للتلوث الضوضائى وخاصة على العاملين فى بيئة فيها معدلات ضوضاء عالية، كالعاملين فى المصانع والمطارات دون حماية، يجعلهم أكثر عرضة للمعاناة من أمراض ومشاكل الأذن الداخلية، ما يؤدى إلى انخفاض قدرة الأذن على أداء وظائفها السمعية والحاجة إلى المساعدة الطبية من استعمال السماعات وفى بعض الحالات فقدان حاسة السمع.

وباختصار، فإن لقاءنا فى مؤتمر المناخ ليس رفاهية وإنما مسئولية مشتركة ومشاكلنا تمس كل فرد فينا على مستوى صحته الشخصية، وبناءً على ذلك يجب علينا جميعًا العمل معًا لمواجهة تغيرات المناخ التى ارتفعت بشكل مرعب فى الفترة الأخيرة، أعنى فى الـ٥٠ سنة الأخيرة، من انتشار الصناعات ومخلفاتها والزيادة السكانية والاستخدام المفرط للطاقة واستخدام الأساليب الزراعية غير الآمنة على البيئة التى تؤدى فى نهاية المطاف إلى المشاكل الصحية، فالوقاية خير من العلاج.

■ هل يمكن تفادى هذه التداعيات فى المستقبل؟

- كما يعلم المختصون، لقد تأخرنا كثيرًا فى مواجهة تحديات تغير المناخ، ولكن هذا يدفعنا للعمل بشكل أسرع ويدعونا لتسخير جميع الجهود فى إطار التعاون المشترك بين جميع الدول، وخاصة الدول المسئولة عن الجزء الأكبر من الانبعاثات الكربونية، لتحمل مسئوليتها ودعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق التوازن الطبيعى للبيئة على كوكبنا قبل فوات الأوان.

تاريخ الخبر: 2022-11-13 21:21:30
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

السجن سنة ونصف للمدون يوسف الحيرش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 12:25:48
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 55%

بوريل يدعو إلى عدم بيع الأسلحة لإسرائيل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 12:25:49
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

بوريل يدعو إلى عدم بيع الأسلحة لإسرائيل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 12:25:54
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية