قال فينيت ميتال، رئيس مجموعة «أفادا- Avaada» الهندية المتخصصة فى مجال الطاقة المتكاملة وتوليد الطاقة المتجددة، إن COP 27 يعد فرصة لا تقدر بثمن لتقييم ما تم تحقيقه منذ COP 26، الذى عقد فى جلاسكو العام الماضى. وأوضح «ميتال» أن التوقعات بشأن ثمار COP 27 تتضمن مناقشة موسعة لتعريف الهيدروجين الأخضر، والمعايير التقنية، والتزامات الشراء والتمويل وهياكل العقود، فضلًا عن إزالة الكربون، مشددًا على ضرورة التزام الدول الكبرى بتعويض أضرار التغير المناخى.

■ بداية.. كيف ترى أهمية مؤتمر «كوب ٢٧» وعقده فى مصر؟

- يعد COP 27 فرصة لا تقدر بثمن لتقييم ما تم تحقيقه منذ COP 26، الذى عقد فى جلاسكو العام الماضى، إذ يتيح المؤتمر للبلدان العمل معًا لتطوير أهداف ذات مغزى؛ للحد من انبعاثات الكربون العالمية وغيرها من التدابير المتعلقة بالمناخ، كما يسمح لنا بالتواصل واستكشاف فرص التعاون للاستثمارات والشراكات التكنولوجية وما إلى ذلك.

أردنا أيضًا تقديم بعض أفكارنا حول انتقال الطاقة والدعوة إليها ومشاركتها مع المجتمع العالمى الأكبر، وهو ما فعلناه خلال العديد من الجلسات التى تحدثنا فيها عن التحديات الرئيسية للإزالة السريعة للكربون والحلول المقترحة.

■ ما توقعاتك بشأن ثمار قمة المناخ؟

- كانت أحداث مؤتمر المناخ مفيدة فى تشكيل السياسات العالمية بشأن تغير المناخ، لما يقرب من عقدين من الزمن، والتوقعات ليست أقل فى هذه القمة.

وأود أن أوضح أولًا أن الاتحاد الأوروبى سيتأثر بشكل خاص، وسيعانى من أزمة طاقة هائلة إذا لم تنته حرب أوكرانيا وروسيا قريبًا، وأرى أن هذا الحدث يأتى بالتزامن مع ارتفاع مستويات الطاقة بشكل غير مسبوق على مستوى العالم.

ومن المشجع أن نلاحظ أن مصادر الطاقة المتجددة قد ساعدت فى التخفيف من حدة المشكلة، وأؤكد أن تسريع اعتماد الهيدروجين الأخضر Green Hydrogen ومشتقاته كوقود بديل ومادة وسيطة أمر جيد للغاية، ولكن هناك الكثير مما يتعين القيام به.

والآن نحن بحاجة إلى مناقشة موسعة لتعريف الهيدروجين الأخضر، والمعايير التقنية، والتزامات شراء الهيدروجين الأخضر، والتمويل، وهياكل العقود، وما إلى ذلك.

ونتوقع من الدول المشاركة فى COP 27، أن تناقش كل هذه القضايا الملحة حتى يمكن تطوير إطار عمل مشترك يمكن جميع أصحاب المصلحة من العمل.

ندرك جميعًا الآن أن الاعتماد على الطاقة المتجددة، بدلًا من الوقود الأحفورى، لن يقضى على مشكلة انبعاثات الكربون، فنحن نحتاج أيضًا إلى إزالة الكربون من قطاعات النقل والقطاع الصناعى. 

لم تتحرك الأمور بالسرعة التى تنبغى لها، وسيحتاج تسعير الكربون الموحد، إلى ضمان تكافؤ أسعار المصادر الأكثر مراعاة للبيئة مع المصادر الحالية، وكان تسعير الكربون محل نزاع لبعض الوقت، ونأمل فى أن تتوصل البلدان إلى توافق فى الآراء، وأن تضع اللمسات الأخيرة على إطار عمل فى القمة الأخيرة.

■ كيف تسهم الهند فى المؤتمر؟

- التزمت الهند فى COP 26 باستراتيجية «Net Zero» بحلول عام ٢٠٧٠، لكننا قد نصل إلى هناك فى وقت مبكر مع الوتيرة الحالية لانتقال الطاقة، والهند لديها سجل ممتاز فيما يتعلق بمكافحة تغير المناخ.

الطموحات فى الهند أعلى من أهداف الدولة للوصول إلى قاعدة مركبة تبلغ ٥٠٠ جيجاوات بحلول عام ٢٠٣٠، إضافة إلى ذلك تم قطع أشواط واسعة فى المركبات الكهربائية من خلال التدخلات السياسية. 

واتخذت الهند زمام المبادرة من خلال سياسة الهيدروجين الأخضر، فلدينا جهود كبيرة لتعزيز هذا القطاع، وتحتاج الهند إلى الدعم من حيث رأس المال والوصول إلى التكنولوجيا وبناء القدرات. 

فى COP 27، ستصر الهند، هذه المرة، على «العمل» والمسار الواضح الذى يجب على البلدان المتقدمة اتباعه لتقديم التمويل الذى وعدت به منذ فترة طويلة إلى البلدان النامية للتكيف مع تهديدات تغير المناخ، وإذا قدمت الدول المتقدمة التمويل، يمكن للهند تحقيق أهدافها الصفرية الصافية بسرعة وكفاءة.

■ ما مخاطر استمرار التغيرات المناخية على الكوكب؟

- بشكل عام، ارتفعت انبعاثات ثانى أكسيد الكربون العالمية بنسبة ٦ فى المائة العام الماضى، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، وهو رقم قياسى قاتم. أصبح التحدى الآن أكثر صعوبة. 

ما زلنا على طريق الاحترار ٢.٤ درجة مئوية مقابل هدف ١.٥ درجة مئوية. إن حجم المعاناة الإنسانية الهائلة بالفعل آخذ فى الازدياد بسرعة مع تصاعد عدد الكوارث المرتبطة بالمناخ. 

■ كيف نضمن تحقيق النتائج التى ستنبثق عن القمة؟

- استخدمت الدول المتقدمة الوقود الأحفورى الملوث للغاية لتزويد أعضائها بالطاقة فى القرن الماضى. وهى الآن غنية بالموارد ويجب عليها تحمل المسئولية تجاه وضع الترتيبات المالية للخسائر والأضرار، والالتزام بتمويل التكيف المزدوج، وتحمل المسئولية تجاه حماية المناخ والبيئة، وإظهار التعاطف تجاه البلدان الأقل حظًا والبلدان ذات الانبعاثات المنخفضة من الاحتباس الحرارى.

فى الوقت الذى يكون فيه الأقل حظًا أكثر عرضة لتأثير تغير المناخ، فى الأجزاء التى عجلت بها الانبعاثات الأعلى من العالم المتقدم، يصبح من الواجب الأخلاقى للدول المتقدمة تقديم تنازلات سخية. يجب على قادة العالم التأكد من أن COP 27 لا يتعلق بالوعد بأهداف إضافية، ولكن وضع وعودهم السابقة موضع التنفيذ، أود أن أقول إن الأمر يتعلق بالنوايا أكثر من أى شىء آخر. يجب أن يقر المتقدمون بأن تغير المناخ مشكلة عالمية ويمكن مكافحتها بالتعاون الجماعى.

يجب وضع ترتيبات مؤسسية قوية لتتبع تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهى قائمة بالفعل ويمكن تعزيزها لضمان التنفيذ الفعال فى الوقت المناسب للالتزامات، ولقد حان الوقت لأن نبدأ فى الاعتقاد بأننا نتشارك أرضًا واحدة وأننا جميعًا فى هذا معًا.