مناهج دراسة وقراءة التاريخ
مناهج دراسة وقراءة التاريخ
[email protected]
ينبغي للمؤرخ أو كاتب التاريخ أن يتحلى بصفات هامة وحيوية على رأسها الأمانة والصدق فيما يتناوله من أحداث، وألا يزج بها في متاهات الخيال التي قد تبعده تمامًا عن معرفة حقائق وتفاصيل تلك الأحداث، ولابد أن يستقي ما يتعلق بموضوعاته من مظانّها ومصادرها التي يعوّل عليها في تبيان تفاصيل ما يتناوله من معلومات، فالأحداث التاريخية إذا اختلطت بالفنون الروائية أو القصصية قد تخرجها من مضامينها التي ينبغي أن تُطرح أمام المتلقين بكل تجرُّد ووضوح، وقد بدأت النهضة الحقيقية لكتابة التاريخ في أوروبا التي وضعت هذا النهج من الكتابة على مشرحة التحليل، فقامت بعمليات تنقيحه، وقد أدى ذلك إلى ظهور دراسات وتحليلات لتلك الكتابة بصور موضوعية ومحسوسة، لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالتخيُّلات التي قد تُبعدها عن الواقع، وتزج بها في مهاوي المغالطات المؤدية حتمًا لفهم التاريخ بطريقة خاطئة بدلًا من فهمه بصوره العلمية الدقيقة.
إلى هذا النهج، أشار الباحث التاريخي الدكتور فائز الحربي في ندوة قيّمة نظمها مؤخرًا منتدى الثلاثاء الثقافي بمحافظة القطيف لصاحبه المهندس جعفر الشايب، حيث ركَّز فيها على تعريف مفصَّل ودقيق للتاريخ، وأهمية دراسته بأساليبه الحديثة، والإحاطة بالأسس والأركان العلمية التي تُبنى عليها كل الدراسات ذات العلاقة، فالمصادر الأولى للتاريخ، كما هو معروف، بدأت من النقولات، ثم النقوش، ثم الكتابة، ثم التصوير والصوت، حيث أحدث ذلك ثورة غير مسبوقة في طرق التوصل للحقائق التاريخية المهمة، وتأكيدها وتوثيقها، فالمعايير التي تُبنى عليها الكتابة الصحيحة للأحداث التاريخية مرتبطة بطريقة جذرية ومباشرة بالدقة المتناهية في الوقوف على أي حدث، ولابد من توافر العلم والأمانة والفطنة لدى كاتب التاريخ حتى يصل إلى الحقائق ومعرفتها بشكلٍ صائبٍ وصحيح، ويعرضها أمام المتلقين دون خلل أو أخطاء.
أخبار متعلقة
دفع عجلة العمل المناخي حول العالم
لقاء يشرّف الأحساء
