لازال الموقف غير واضح في الحرب الروسية الأوكرانية؛ فيمكنك أن تقول بهزيمة روسيا، وستجد من المعلومات مايعضد كلامك، ويمكنك أن ترى أن أوكرانيا والتانو ينهزمان، وستجد من المعلومات ما يثبت موقفك.

فقد انسحب الجيش الروسي من مدينة خيرسون، وهي المنطقة التي أعلن بوتين انضمامها للاتحاد الروسي مؤخرًا.

ويعد ذلك ثالث انسحاب روسي، بعد انسحابه من أنحاء مدينة كييف، ثم الانسحاب من خاركيف.

وقد فقدت روسيا خلال الأشهر الماضي أكثر من ألف كيلومتر قد استولت عليها في بداية الحرب، وقد تقلص مساحة الهلال الذي رسمته هيئة الأركان الروسية في أوكرانيا.

من جانب آخر حذر وزير الدفاع البريطاني بن والاس من المبالغة في الشعور بالفرح، مشيرا الى أنه على الرغم من انسحاب روسيا من خيرسون، فإن موسكو لا تزال بعيدة عن الاستسلام.

كما قال الجنرال جون بول بالوميرو، القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي، في مقابلة مع BFMTV إن التحول الحاصل في خيرسون لا يمثل منعطفا استراتيجيا لصالح الأوكرانيين.

وساق نقاط توضح موقفه، قائلًا؛ أولا الروس تراجعوا بشكل مرتب ونجحوا في تحقيق تراجع استراتيجي، وجاءت الخطوة دون قتال .. الروس اتبعوا هذا الحل بشكل اختياري، وهو تحرك لصالحهم، حافظوا بهذا على جيشهم. ثانيا لا يزال الروس يسيطرون على 60% من منطقة خيرسون. ثالثا بات نهر دنيبر حاجزا أمام الأوكرانيين ودرعا للروس غير قابل للاختراق”.

هذا وقد أوعز وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بسحب القوات الروسية إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبر، لتنظيم دفاعاتها، تحسبا لإمكانية قيام كييف بإغراق مناطق خيرسون باستهداف سد كاخوفكا.

وفي نفس الإطار، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم، الاثنين، عن تحرير بلدة “بافلوفكا” التابعة لجمهورية دونيتسك الشعبية بالكامل، نتيجة للمعارك العنيدة التي خاضتها القوات المسلحة الروسية.

ويفتح الاستيلاء على هذه القرية الاستراتيجية جسرا لمزيد من هجوم القوات الروسية في دونباس وفقا لما قاله القائمة بأعمال حاكم جمهورية دونيتسك الشعبية، حيث تابع أنه “بدون السيطرة على هذه البلدة، يصبح من الصعب للغاية تحرير أوغلدار، الأمر الضروري لدفع العدو بعيدا عن دونيتسك”.

وكانت وزارة الدفاع قد أفادت منذ أسبوع ان نسبة الخسائر الأوكرانية إلى نظيرتها الروسية في اتجاه أوجلدار تصل إلى 9:1، إضافة إلى ذلك فقد فر الجيش الأوكراني يوم الجمعة الماضي من قرية أوبيتنويه بالقرب من أفدييفكا، التي حاصرتها القوات الروسية، في الوقت نفسه، تخلى مقاتلو القوات المسلحة الأوكرانية عن المحطات الإذاعية والتوثيق العسكري.

وكان قائد العملية العسكرية الخاصة الجنرال سوروفيكين قد أبلغ شويجو عن استئناف الجيش الروسي الهجوم في بعض المناطق، مشيرا إلى أنه قد تم الانتهاء من تحرير قرية بافلوفكا في اتجاه يوجنودونيتسك، وفي اتجاه دونيتسك، هزمت القوات الروسية القوات المسلحة الأوكرانية على الضفة اليمنى لنهر باخموتكا وتقدمت نحو مارينكا وبيرفومايسكي.