دور كبير أداه الشباب المتطوعون فى تنظيم مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «COP 27»، الجارية فعالياتها، حاليًا، فى مدينة شرم الشيخ، وذلك على مستوى التحضيرات، وإرشاد الزوار وتلبية متطلبات الحضور، وتقديم المبادرات المختلفة لدعم جهود الحفاظ على البيئة.

وأحدثت إسهامات الشباب المتطوعين زخمًا واستحسانًا كبيرًا لدى ضيوف الحدث، الذين أشادوا بكفاءاتهم وحرصهم على تلبية احتياجات المشاركين، فضلًا عن جودة المشروعات النظيفة والمثمرة التى قدموها، وتصب فى صالح الحفاظ على البيئة، بما عكس قدرة هؤلاء الشباب على تحمل المسئولية والتميز فى الأداء. فى السطور التالية، يتحدث عدد من المتطوعين لـ«الدستور» حول قصص مشاركاتهم فى تنظيم مؤتمر الأطراف، وكيف تم تأهيلهم لأداء هذه المهمة، وتفاصيل أدوار كل منهم، إلى جانب الخبرات التى اكتسبوها من هذه التجربة.

كريم الجيوشى: توليت التسجيل والتواصل.. وحلمى الالتحاق بـ«جوجل»

قال كريم الجيوشى، طالب فى الفرقة الثالثة بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة المنصورة، إن مشاركته فى تنظيم مؤتمر المناخ تمثلت فى تسهيل لوجستيات التسجيل والتواصل بالصوت والصورة داخل قاعات الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية، إلى جانب المساهمة فى إعداد أرشيف وطنى وآخر للأمم المتحدة عن كل ما يدور من نقاشات داخل المؤتمر.

وأضاف «الجيوشى» أنه يؤدى مهمته الرئيسية داخل قاعة المؤتمرات الصحفية، إلى جانب دعم زملائه فنيًا فى باقى القاعات، فضلًا عن مراقبة أجهزة الفيديو والتسجيلات الصوتية وغيرها.

وشدد على أن المشاركة فى مؤتمر المناخ أتاحت له خبرات التعرف على أجهزة تسجيل فيديو وصوت، وكيف يتم الربط بينهما بصورة دقيقة، لافتًا إلى أن هذه الأجهزة متقدمة إلى حد كبير عما استخدمه من قبل.

وتمنى أن يترجم الخبرات التى اكتسبها فى أعمال أخرى، خاصة بعدما أتاحت له المشاركة التعرف على شباب متطوعين من داخل مصر وجميع أنحاء العالم، أغلبهم من المهتمين بالمناخ، معتبرًا أن المؤتمر فرصة لتواصل الشباب من مختلف الجنسيات مع بعضهم البعض.

وأوضح أن المشاركة فى مؤتمر المناخ قرَّبت الـ١٣٠٠ شاب وشابة المتطوعين من بعضهم البعض، وسمحت لهم بتبادل الأفكار والتعاون معًا بكل سهولة ويسر، وتحقيق التكامل فيما بينهم من أجل نجاح الحدث العالمى.

وكشف عن أن صديقه هو من دله على رابط التقدم للمشاركة فى الأعمال التطوعية لمؤتمر المناخ فى شرم الشيخ، فتحمس للمشاركة من أجل أن يرسل رسالة للعالم بأن الدول النامية ومنها مصر، ليست السبب فى مشاكل المناخ، وأنها تتأثر بها بشدة، وأن بإمكان الشباب فى العالم أن يحموا الكوكب إذا توحدوا على هذا الهدف.

ونبه إلى أهمية معسكرات وزارة التضامن الاجتماعى التى نفذتها لإعداد المتطوعين وقادتهم لمؤتمر المناخ، مشيرًا إلى أنها نجحت فى تعريف الكثيرين من الشباب المصريين على بعضهم البعض.

وتابع: «اكتسب الجميع مهارات جيدة استفادوا منها»، لافتًا إلى أنه «يمكن للتكنولوجيا أن تجعلنا دائمًا على تواصل، وأن تسمح لنا بالعمل معًا فى المستقبل، ونتمنى أن يكون هذا بتوجيه ورؤية وتشجيع من وزارة التضامن الاجتماعى».

واسترجع تفاصيل علاقته بالعمل التطوعى، التى بدأت حينما كان طالبًا فى مدرسة «ميت غزال الثانوية المشتركة»، حيث شجعه المشرف الاجتماعى على أن يشارك فى مبادرات تفيد المدرسة، مثل صناعة سلال للقمامة بالتعاون مع زملائه.

وفى الجامعة شارك «الجيوشى» فى أنشطة مركز «كرياتيفا» للإبداع، الذى أنشأته وزارة الاتصالات فى جامعة المنصورة منذ عامين، ويوفر أماكن للمحاضرات والورش التدريبية للطلاب.

ورأى أن مشاركته فى «كرياتيفا» أصقلت مواهبه، خاصة أن المركز يشجع الطلاب على العمل التطوعى، بما يقدمه من مهارات وتدريبات متخصصة لهم جميعًا فى تخصصاتهم المختلفة، خاصة مهارات تقديم المحاضرات.

وأضاف أنه ورث حب الرياضيات عن والده الراحل مدرس الرياضيات، وورث حب اللغة الإنجليزية من والدته مدرسة اللغة الإنجليزية، التى حببته هو وأخته الكبرى وأخاه الأصغر فيها وجعلتهم يتقنونها، رغم أنه لم يدرس فى مدارس اللغات، ما أهله لأن يكون ضمن القادة المتطوعين البالغ عددهم ١٣٠٠ متطوع فى المؤتمر، تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى.

وأشار إلى حصوله على ٩٤٪ فى الثانوية العامة، ما مكنه من الالتحاق بكلية الحاسبات والمعلومات، رغم أن مجموعه عالٍ يؤهله للالتحاق بالهندسة، وذلك لرغبته فى دراسة الذكاء الاصطناعى، الذى جعله يتقدم للحصول على منحة أمريكية للالتحاق بقسم الذكاء الاصطناعى، وحصل عليها بالفعل بفضل تفوقه الكبير.

واختتم بالكشف عن حلمه بالعمل فى شركة «جوجل» بعد تخرجه، خاصة بعدما تعرّف من خلال الإنترنت على شباب مصريين استطاعوا العمل فى هذه الشركة العالمية، كما أنه يريد أن يكمل دراسته فى الماجستير والدكتوراه، وأن يسهم بما تعلمه فى خدمة مجتمعه، فى ظل أن التكنولوجيا أكثر مجال يستطيع فيه إفادة المجتمع. 

زينة مجدى: حصلت على كورسات عديدة

قالت زينة مجدى، طالبة فى الفرقة الثانية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إنها سبق وتقدمت للتطوع فى مؤتمر الشباب من خلال وزارة الشباب والرياضة، كما سبق وتطوعت فى تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية التى أُقيمت فى مصر عام ٢٠١٩، وبطولة إفريقيا لكرة اليد التى أُقيمت فى مصر العام الماضى. وأضافت طالبة الإعلام: «فكرة الانضمام لفريق التطوع لمؤتمر المناخ جاءت لحبى الشديد لمصر، ورغبتى فى أداء أى دور بالمؤتمر»، لافتة إلى حصولها على العديد من «الكورسات» لتأهيلها لهذا الحدث. وتمنت «زينة» المشاركة فى الأحداث العالمية والعربية على كل الأراضى المصرية، حتى لو كان ذلك دون مقابل، لأن المشاركة والتطوع فرصة عظيمة لخدمة الوطن، مشيرة إلى حصولها هى وباقى المتطوعين على الخبرات التى تؤهلهم لذلك.

السودانى حسين يعقوب: مصر أنقذتنى من آلام الحرب الأهلية

قال حسين يعقوب، شاب سودانى خريج كلية العلوم فى جامعة القاهرة، ويستعد حاليًا لمناقشة رسالة ماجستير حول «استخدام مواد كيميائية محضرة فى المعمل لعلاج السرطان»، إنه جاء إلى مصر كلاجئ من الحرب الأهلية التى نشبت فى دارفور عام ٢٠١٤، حتى تخرج فى الكلية عام ٢٠١٨.

وأضاف «يعقوب»: «أحلم بأن أصبح أستاذًا جامعيًا بعد الحصول على الدكتوراه، وأن أحاضر فى مختلف الجامعات الإفريقية، ثم التطوع للعمل فى الاتحاد الإفريقى».

وأرجع حصوله على فرصة للتطوع فى مؤتمر المناخ إلى إتقانه العديد من اللغات، إضافة إلى تطوعه لدى المنظمات الدولية، خاصة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، والمنظمة السويسرية «تيرتيزوم»، وهيئة إنقاذ الطفولة فى مصر.

واختتم بقوله: «المؤتمر يعتبر فرصة للتعرف على العديد من الشباب المصريين المشاركين فى هذا الحدث العظيم، وأتمنى أن أشارك فى الأحداث والفعاليات المقبلة التى تنظمها مصر، وأنا وغيرى من المتطوعين جاهزون لذلك».