شيرين أبو عاقلة: إسرائيل لن تتعاون مع تحقيقات أمريكية في مقتل الصحفية الفلسطينية

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

قتلت شيرين ابو عاقلة خلال غارة اسرائيلية على مخيم جنين للاجئين

قالت إسرائيل إنها لن تتعاون مع أي "تحقيق خارجي" في مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة.

ووصف بيني غانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، قرار السلطات الأمريكية بفتح تحقيق في مقتلها بأنه "خطأ".

وكانت المراسلة الفلسطينية الأمريكية قد أصيبت برصاصة في رأسها أثناء تغطيتها غارة في الضفة الغربية المحتلة في مايو/أيار الماضي.

وقال شهود عيان إن القوات الاسرائيلية أطلقت عليها النار، بينما قال مسؤول اسرائيلي إن هناك "احتمالا كبيرا" بأن جنديا قتلها.

وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، يوم الإثنين، أن وزارة العدل الأمريكية أبلغت وزارة العدل الإسرائيلية بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" فتح تحقيقا في مقتلها.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • اشتباكات نابلس: ستة قتلى من الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في المدينة الفلسطينية ورام الله
  • الطفل ريان سليمان: وفاته تثير غضبا فلسطينيا وعربيا وواشنطن "تؤيد إجراء تحقيق فوري"
  • شيرين أبو عاقلة: إسرائيل تقول إن هناك "احتمالاً كبيراً" بأن جندياً من قواتها قد قتل الصحفية
  • عريضة تطالب بريطانيا بالاعتذار عن جرائم حرب ارتكبتها في فلسطين

قصص مقترحة نهاية

وقال غانتس إن الجيش الإسرائيلي أجرى "تحقيقا مهنيا ومستقلا" أطلعت عليه السلطات الأمريكية، مضيفا أنه أبلغ المسؤولين الأمريكيين "أننا نقف إلى جانب جنود الجيش الإسرائيلي، وأننا لن نتعاون مع تحقيق خارجي ولن نسمح بالتدخل في التحقيقات الداخلية".

وقُتلت أبو عاقلة، التي تعد واحدة من أبرز الوجوه المعروفة للصحافة في العالم العربي، في 11 مايو/أيار أثناء تغطيتها عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، والتي شهدت معارك مسلحة بين جنود إسرائيليين ومسلحين فلسطينيين، وكانت ترتدي وقت مقتلها خوذة وسترة واقية زرقاء مكتوب عليها كلمة "صحافة".

وقال شهود عيان ومسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية أطلقت عليها النار، وهي رواية أيدتها الأمم المتحدة فيما بعد وتحقيقات متعددة أجرتها وسائل إعلام. كما خلصت مراجعة أمريكية إلى أنه من "المحتمل" أن يكون جنود إسرائيليون قد أطلقوا الرصاصة القاتلة.

  • شيرين أبو عاقلة: صوت الحرب والسلام
  • شيرين أبو عاقلة: إسرائيل تقول إن هناك "احتمالاً كبيراً" بأن جندياً من قواتها قد قتل الصحفية

صدر الصورة، Reuters

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

وقال مسؤول بارز في الجيش الإسرائيلي، في سبتمبر/أيلول، إن هناك احتمالا كبيرا أن تكون (شيرين أبو عاقلة) قد أُطلق عليها الرصاص "بالخطأ من جندي إسرائيلي، بالطبع لم يعرف هويتها الصحفية".

وأضاف المسؤول أن المحققين تحدثوا إلى الجندي المتورط: "أخبرنا بما فعله، وإذا كان فعل ذلك فقد كان على سبيل الخطأ".

وأضاف المسؤول "أريد أن أؤكد على البيئة القتالية التي كان هؤلاء الجنود فيها. فقد حوصروا في عربة محمية تحيطهم نيران متعددة من جميع الاتجاهات".

وعلى الرغم من ذلك لا تدعم أدلة الفيديو، للحظة إطلاق النار على أبو عاقلة، ادعاء إطلاق مسلح النار في المكان الذي كان يتجمع فيه الصحفيون والمارة.

ويُعتقد أن القوات الإسرائيلية كانت على بعد 200 متر، وتظهر لقطات إطلاق نار متكرر لعدة دقائق باتجاه المنطقة التي كان الصحفيون يتحركون فيها.

وولدت أبو عاقلة في القدس لكنها أمضت وقتا في الولايات المتحدة وحصلت على الجنسية الأمريكية. كما قضت معظم حياتها المهنية في تغطية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولا سيما لقناة الجزيرة الإخبارية العربية.

وقالت ذات مرة: "اخترت الصحافة لكي أكون قريبة من الناس. قد لا يكون من السهل تغيير الواقع، لكن على الأقل يمكنني أن أنقل صوتهم إلى العالم".

  • شيرين أبو عاقلة: السلطة الفلسطينية تسلم الرصاصة التي قتلت الصحفية لخبراء أمريكيين

صدر الصورة، Instagram/shireenabuakleh

"خطوة مهمة "

وأشادت أسرة أبو عاقلة يوم الثلاثاء بالقرار الأمريكي بفتح تحقيق في مقتلها.

وقالت الأسرة في بيان "هذه خطوة مهمة"، مضيفة أن السلطات الأمريكية مسؤولة عن التحقيق "عندما يُقتل مواطن أمريكي في الخارج، لا سيما عندما يُقتل بواسطة جيش أجنبي، كما هو الحال بالنسبة لشيرين".

كما رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بقرار وزارة العدل الأمريكية لفتح تحقيق في مقتل أبو عاقلة، وتولي القضاء الأمريكي زمام أمور التحقيق.

واعتبرت الوزارة، في بيان صادر عنها اليوم الثلاثاء، أن ذلك يعكس تولد قناعة لدى الجانب الأمريكي بغياب أي تحقيقات إسرائيلية جدية واعتبارها شكلية، ولا تعدو كونها محاولات لتغطية على المجرمين والقتلة، بحسب البيان.

وأكدت الوزارة أن السلطة الفلسطينية تجدد استعدادها الدائم للتعاون مع أي تحقيقات دولية أو أمريكية في قتل شيرين أبو عاقلة وغيرها من الضحايا.

من هي شيرين أبو عاقلة؟

صدر الصورة، Getty Images

ولدت شيرين أبو عاقلة في يناير/ كانون الثاني عام 1971 في القدس، وتخرجت من مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في مدينة القدس، وتحمل الجنسية الأمريكية.

ودرست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، ثم اتجهت بعد ذلك إلى الدراسة الصحفية، حيث حصلت على بكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك الأردنية، وكان تخصصها في الصحافة المكتوبة.

وعادت أبو عاقلة بعد تخرجها إلى الأراضي الفلسطينية، وعملت في عدة هيئات إعلامية من بينها إذاعة صوت فلسطين وقناة عمّان الفضائية، ثم انتقلت في 1997 إلى العمل بقناة الجزيرة الفضائية بعد عام من انطلاقها، حيث كانت من الرعيل الأول لمراسليها الميدانيين.

وعملت أبو عاقلة في تغطية الكثير من فصول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في الأراضي المحتلة على مدى ربع قرن.

وقامت أبو عاقلة بتغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في عام 2000، والاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطولكرم عام 2002، والغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية المختلفة التي تعرض لها قطاع غزة.

وكانت أبو عاقلة أول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان في عام 2005، حيث قابلت الأسرى الفلسطينيين الذين أصدرت محاكم إسرائيلية أحكاما طويلة بالسجن في حقهم.