لدى ميلينكوفيتش-سافيتش، القوة لفصل الدفاعات المفتوحة، يمرر كوستيتش وتاديتش كرات غير متوقعة وخطيرة إلى منطقة الجزاء، فلاهوفيتش وميتروفيتش مهاجمان غزيرا الإنتاج بأساليب متباينة.

يمكن أن تكون صربيا مفاجأة كأس العالم فيفا قطر ٢٠٢٢، على الرغم من فشلها في التأهل إلى كأس الأمم الأوروبية ٢٠٢٠ وعدم وصولها إلى مراحل خروج المغلوب في بطولات كأس العالم السابقة.

“النسور” الذين كان يلعبون سابقاً تحت راية يوغوسلافيا، خرجوا حتى الآن مرتين من دور المجموعات في كأس العالم، مرة باسم صربيا ومرة باسم صربيا والجبل الأسود (في ألمانيا ٢٠٠٦).

ومع ذلك، قد تكون حظوظهم على وشك التغيير بعد أن قاد المدرب دراجان ستويكوفيتش فريقه الطموح إلى قطر ٢٠٢٢ في تصفيات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم دون هزيمة وتصدره المجموعة الأولى، متغلباً على بلد كريستيانو رونالدو في الطريق.

أوقعت القرعة الفريق البلقاني الموهوب في مجموعة صعبة تضم البرازيل وسويسرا والكاميرون، مما يجعل من الصعب التكهن بفرص المنتخب في الصعود.

لكنه عازم على إحداث مفاجأة، حيث قال مدربه مؤخراً لصحيفة توتوسبورت إن صربيا تهدف إلى “أن تكون ‘المدفع السائب‘ في كأس العالم”.

تولى ستويكوفيتش زمام القيادة من ليوبيسا تومباكوفيتش، الذي أقيل في فبراير ٢٠٢١، منذ ذلك الحين، لم يهدر لاعب خط الوسط السابق لنادي ريد ستار (النجم الأحمر) وأولمبيك مرسيليا أي وقت في إعادة بناء الفريق والتأهل لكأس العالم في غضون تسعة أشهر فقط.

وقد ساعدته مجموعة واعدة من اللاعبين الصربيين من الأجيال الأخيرة، وهي مجموعة ذات جودة هجومية وقدرة على اللعب الجميل إذا ما تكاتف الجميع على أرض الملعب.

خمسة من أكثر لاعبي كرة القدم إثارة للاهتمام في صربيا تجدر مراقبتهم خلال كأس العالم وهم سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش (لاتسيو)، دوسان تاديتش (أياكس)، دوسان فلاهوفيتش (يوفنتوس)، ألكسندر ميتروفيتش (فولهام)، وفيليب كوستيتش (يوفنتوس).

1- سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش (٢٧ عاماً، لاعب خط وسط مهاجم):
ميلينكوفيتش-سافيتش هو لاعب متكامل يجمع بين القوة والقدرة على انتزاع الكرة والبنية الجسدية لقلب الهجوم (يبلغ طوله ١.٩١ متراً) والتحكم بالكرة.
إنه ماهر من الناحية التكتيكية، ويمكنه كسر الهجمات وخلق الفرص والوصول إلى المرمى باختصار، من الصعب إيجاد ثغرات في لعبه، وسيكون أحد اللاعبين الذين سيعتمد عليهم ستويكوفيتش.
ستثير مباراة صربيا الافتتاحية في كأس العالم ٢٠٢٢ ضد البرازيل ذكريات جميلة لميلينكوفيتش-سافيتش، الذي لعب دور البطولة في فوز صربيا ٢-١ على البرازيل في نهائي كأس العالم تحت ٢٠ سنة فيفا عام ٢٠١٥.
منذ ذلك الحين، أثبت ميلينكوفيتش-سافيتش نفسه كواحد من أفضل لاعبي خط الوسط في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وتتودد إليه الأندية الأوروبية الرائدة، بعد أن سجل ١١ هدفاً وقدم ١٢ تمريرة حاسمة للاتسيو الموسم الماضي.
ويضم المنتخب الوطني أيضاً شقيقه الأصغر فانيا، الذي يحرس مرمى تورينو.
في الفترة التي سبقت نهائيات كأس العالم روسيا ٢٠١٨، تجاهل سيرجي مقارنته مع أحد أعظم صانعي الألعاب في كأس العالم، قائلاً لـ FIFA: “أنا؟ مثل زيدان؟ أنا سعيد بهذا الوصف، لكني أرى نفسي أكثر شبهاً بيايا توري”.
ومن بين نجومه المفضلين أيضاً لاعب خط وسط ذو عقلية دفاعية هو زميله الصربي نيمانيا ماتيتش، الذي انتقل مؤخراً إلى روما بعد اعتزاله كرة القدم الدولية.

2- دوسان تاديتش (٣٣ عاما، لاعب خط وسط مهاجم):
سيبلغ الكابتن واللاعب المخضرم في المنتخب الصربي دوسان تاديتش ٣٤ عاماً في ٢٠ نوفمبر، يوم افتتاح كأس العالم، نشأ لاعب الجناح هذا في فويفودينا وأمضى أربع سنوات في اللعب مع ساوثهامبتون قبل أن ينتقل إلى أياكس في ٢٠١٨ حيث أصبح لاعباً أساسياً، وساعد فريق الدوري الهولندي في الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في عام ٢٠١٩، يرتدي شارة الكابتن للنادي وكذلك للبلد.
سجل تاديتش ١٦ هدفاً و٢٢ تمريرة حاسمة لعملاق أمستردام الموسم الماضي، بعد أن سجل ٢٢ و٢٥ هدفاً على التوالي في الموسم السابق.
إبداعه ونكرانه للذات وعدم القدرة على التنبؤ بما سيفعله ستكون عوامل أساسية في آمال صربيا في الفوز بالكأس في قطر.
وأبعد من معدله الهائل في تسديد الضربات، فإن تاديتش موضع تقدير لقدرته على إبراز أفضل ما في زملائه في الفريق، وهو ما يبشر بالخير لقلب هجوم الفريق البلقاني ميتروفيتش وفلاهوفيتش ويوفيتش.
بالإضافة إلى ذلك، قدم تاديتش ست تمريرات حاسمة خلال التصفيات، كان آخرها التمريرة التي سجل منها ميتروفيتش هدفه المتأخر ضد البرتغال، والذي أكد فوز صربيا بالمجموعة على الطريق إلى قطر ٢٠٢٢.

3- دوسان فلاهوفيتش (٢٢ سنة، مهاجم):
دوسان فلاهوفيتش هو نجم صاعد في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، عند انتقاله من فيورنتينا إلى يوفنتوس في أواخر يناير، وهو انتقال دعمه ستويكوفيتش نفسه، لم يكن المهاجم بحاجة إلى وقت للاستقرار، حيث سجل تسعة أهداف لناديه الجديد لتضاف إلى العشرين هدفاً التي سجلها في حملة فيورنتينا المبكرة.
واصل المهاجم المولود في بلغراد هذا الموسم من حيث توقف، ليصبح واحداً من عدد قليل من اللاعبين المتميزين في فريق يوفنتوس المتعثر الذي يكافح من أجل أداء أفضل وتعوقه الإصابات.
فالهوفيتش هو قلب هجوم يتمتع بقوة بدنية قوية وبراعة في خلق الفرص الحاسمة, يفضل اللاعب الغزير الأهداف أن يسلك الطريق المباشر إلى الهدف بدلاً من اللعب المتراكم، مستخدماً الخدع والسرعة المذهلة والقوة المطلقة لشق طريقه عبر الخصوم.
وهو معجب بإيرلينج هالاند ويأمل في أن يسير على خطاه، إذ قال: “قد يكون هذا فظاً، ولكن مع الالتزام، يمكنني أنا أيضاً الوصول إلى ما وصل إليه”.

4- ألكسندر ميتروفيتش (٢٧ عاما، قلب هجوم):
يعتبر ميتروفيتش مهاجما لا يمكن قهره وصاحب رأس ذهبية بارعة في التسديد وهو معبود مشجعي صربيا، إنه أحد اللاعبين الذين يبثون الخوف فعلياً في دفاعات الخصم.
في عام ٢٠١٥ عندما اشتراه نيوكاسل، نادي طفولته المفضل إلى جانب بارتيزان، حذّر المدافعين في الدوري الإنجليزي الممتاز قائلاً: “سيركلونني وأركلهم، عانيت من بعض الندوب خلال المباريات، وهو ما يثبت أنني مستعد لتحمل الألم، إذا كان الأمر يعني أنني سأسجل هدفاً، فسأضع رأسي في أي مكان”.
ووفقاً لصحيفة التلغراف، قال والده إنه كان سيكون “مجرماً أو ملاكماً” لو لم يلعب كرة القدم.
على مر السنين، عمل ميتروفيتش بجد لضبط مزاجه، محافظاً على الحد الأدنى من التجاوزات ومسيطراً على اندفاعه التنافسي.
في عمر ٢٨ عاماً تقريباً، لا يزال المهاجم المولود في سميديريفو في قمة مستواه وليس مستعداً بأي حال من الأحوال لتسليم الراية إلى فلاهوفيتش الصاعد.
لم يكن أحد قادراً على إيقافه خلال لعبه مع فولهام الموسم الماضي، حيث سجل ٤٣ هدفاً في ٤٤ مباراة، كما أنه يحطم الأرقام القياسية مع المنتخب الوطني.
كان هدفه ضد البرتغال الذي أهّل بلاده إلى الذهاب مباشرة إلى قطر ٢٠٢٢ دون الذهاب إلى مباريات الملحق، هو الهدف رقم ٤٤ له مع صربيا، ومنذ ذلك الحين زاد رصيده إلى ٤٦، مما جعله متقدماً بكثير على قائمة الهدافين في تاريخ صربيا.
بوجود لوكا يوفيتش، الذي انتقل هذا العام من ريال مدريد إلى فيورنتينا، يمتلك ستويكوفيتش مجموعة من المهاجمين تحت تصرفه، لكن الاختيار بين ميتروفيتش وفلاهوفيتش لن يكون بالمهمة السهلة، ولهذا السبب غالباً ما يشركهما مدرب صربيا جنباً إلى جنب، القوة الهوائية لميتروفيتش تميزه عن مهاجم يوفنتوس فلاهوفيتش، الذي يشعر براحة أكبر بركل الكرة بقدميه.
حقق ميتروفيتش بالفعل أحلامه الأربعة في طفولته – اللعب مع بارتيزان، والتسجيل ضد ريد ستار، والفوز بلقب الدوري الأول، والظهور كمعبود للمشجعين – وتمتع بفترات لعب ناجحة في الخارج، أولاً مع أندرلخت والآن في إنجلترا.
إحدى المحطات الكبيرة التي لا تزال في الأفق هي كأس العالم، حيث سيكون حريصاً على قيادة فريق صربيا إلى الفوز بالكأس.

5- فيليب كوستيتش (٢٩ سنة، لاعب خط وسط):
“إنه يغطي كامل الجناح الأيسر، صعوداً ونزولاً. يجمع فيليب بين القدرة الفائقة على الجري والدقة الممتازة في تمريراته العرضية، عندما يكون كوستيتش على أرض الملعب، فأنت تعلم أن التمريرات العرضية قادمة، وجميعها تقريبا خطرة”.
هكذا وصف ستويكوفيتش أسلوب لعب كوستيتش لتوتوسبورت عندما سؤل عن انتقال الجناح إلى يوفنتوس في أغسطس.
تشير الدلائل إلى أن من المحتمل أن يكون لدى يوفنتوس لاعبان من بين أكثر المهاجمين فتكاً في قطر ٢٠٢٢.
فقد تم تصميم لعب كوستيتش وفلاهوفيتش خصيصاً ليناسب بعضهما البعض، وبدأت استعداداتهما لكأس العالم بشكل فعال في أغسطس، عندما بدأ موسم دوري الدرجة الأولى الإيطالي، أمامهما الآن ثلاثة أشهر لصقل شراكتهما الهجومية، والتي ستظهر بلا شك بشكل بارز في خطط ستويكوفيتش.
طريقة عمل كوستيتش بسيطة ومباشرة وفي بعض الأحيان أولية، تتمثل في الجري بالكرة لأعلى عبر الجناح ومن ثم تمريرها عرضية.
يعمل بشكل أساسي على الجانب الأيسر، مفضلاً السرعة على المراوغة، ويصنع تمريراته العرضية دائماً بدقة شبيهة بالليزر على رأس أو قدم زميله في الفريق.
ليس من قبيل المصادفة أن هذا الجناح حقق ١٣ تمريرة حاسمة الموسم الماضي، و١٤ في الموسم السابق و١١ في موسم ٢٠١٩-٢٠، بمهاراته المتميزة في التمرير، سيساعد نجم آينتراخت السابق تاديتش على توفير الكثير من الذخيرة لمهاجمي صربيا لتسجيل الأهداف.