مؤتمر المناخ 2022: تلوث النفط في البحر الأحمر يهدد واحدة من الشعاب المرجانية القليلة

التعليق على الصورة،

أثبتت الشعاب المرجانية في البحر الأحمر قدرتها على مقاومة درجات حرارة البحر المتزايدة-لكن بان يهددها تلوث صناعة النفط

في الوقت الذي تستضيف فيه مصر قادة العالم لبحث اتخاذ اجراءات تتعلق بتغير المناخ، تسكب منشأة نفطية مياه عادمة سامة في ساحل البحر الأحمر المصري حسبما كشفه تحقيق للي بي سي نيوز عربي. ونوع نادر من الشعاب المرجانية يتيح الامل للحفاظ على حياة المحيط على كوكب تزداد درجة حرارته ، يمكن ان يصبح ضحية جراء ذلك التلوث.

كشفت وثائق مسربة حصلت عليها البي بي سي والمجموعة الصحفية غير الربحية سورس ماتيريال أن "مياها منتجة" من منشأة راس شقير النفطية في مصر يتم سكبها في البحر الأحمر كل يوم.

وهذه المياه التي تكاد تكون معالجة والتي تجلب الى السطح أثناء عمليات الحفر والتنقيب عن النفط والغاز تحتوي على معدلات عالية من المواد السامة والزيت والشحم.

اختبر معلوماتك: ما الذي تعرفه عن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ؟

هل يشهد العالم العربي حركات متطرفة للدفاع عن البيئة؟

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • العراق: هل تحول إنتاج النفط إلى نقمة على سكان المناطق القريبة من حقوله؟
  • شركات نفط عملاقة تخفي كميات هائلة من الانبعاثات الغازية السامة
  • التغير المناخي: فشل جهود إقرار معاهدة دولية لحماية المحيطات
  • علماء يتوصلون إلى طريقة لتفتيت المواد الكيميائية الضارة في الأدوات المنزلية

قصص مقترحة نهاية

والوثائق التي أصدرتها شركة بترول خليج السويس (جبكو) عام 2019 لمحاولة تأجير شركة لمعالجة المياه تفيد بأن مستويات التلوث" لا تتوافق " مع قوانين وتشريعات البيئة المصرية .

وتنص الوثائق التي اطلعت عليها بي بي سي على أن 40 الف متر مكعب من هذه المياه السامة تُسكَب في البحر الأحمر يومياً وهو ما يعادل ست عشرة بركة سباحة أوليمبية.

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

الدكتور أزنار وهو عالم بيئة من جامعة ولاية اريزونا يقول إن الوثائق تبعث على القلق البالغ، إذ تظهر تلوثا ناجماً عن رصاص و كادميوم ونحاس ونيكل ومعادن ثقيلة أخرى ." ولا تحتاج أن تكون خبيراً لتدرك أن هناك شيئاً غير سليم هنا" على حد قوله.

الوثائق المسربة تشير الى أن الحكومة المصرية كانت على علم بمشكلة المياه العادمة منذ عام 2019 على الأقل بعد أن باعت شركة النفط البريطانية بي بي 50 في المائة من حصتها في المنشأة لشركة دراجون اويل من دولة الإمارات العربية المتحدة. وتمتلك شركة البترول المصرية النصف الآخر 50 في المائة.

عملية بيع بي بي لحصتها جزء من قرار بالتخلص من أصول تبلغ قيمتها 10 مليار دولار، ويرى العديد من المعلقين أنها خطة للوفاء بأهداف المناخ.

وتقول كارولاين لوكاس عضو البرلمان البريطاني عن حزب الخضر "إنه ليس من قبيل المفاجأة ان بريتش يتروليم وشركات أخرى تفضل بيع أكثر أصولها قذارة وإضراراً بالبيئة عوض القيام بعمليات التنظيف بأنفسها".

بي بي أخبرت بي بي سي أنها باعت حصتها لجبكو لأسباب مالية، وأحالت الأسئلة المتعلقة بالمياه العادمة الى جبكو.

الخارجة: ماذا نعرف عن أول مدينة مصرية صديقة للبيئة؟

كيف يهدد تغير المناخ المحاصيل الزراعية في مصر؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

تستضيف مصر قمة المناخ كوب 27 في منتجع شرم الشيخ حيث يغطس السياح بين الشعاب المرجانية

لا جبكو ولا وزارة البيئة المصرية ردتا على طلب البي بي سي بإبداء التعليق والرد.

الولوج الى منشئات راس شقير يُقتصر على العاملين في مجال النفط ومفتشي الحكومة، ومع ذلك تمكنت بي بي سي من استخدام صور أقمار صناعية لفحص مدى تلوث المياه.

تحليل صور الأقمار الصناعية عالية الجودة ـظهر نفايات سائلة خضراء تدفق إلى البحر، وتمتد الى 20 كيلومتر جنوبا إلى المناطق التي تئوي الحياة البحرية.

وباستخدام أساليب فنية متطورة لمراقبة جودة الماء من شركة سور ايرث لتحليل صور الأقمار الصناعية تمكن سيرجيو فوكمر، خبير الشركة في مجال الاستشعار عن بعد، من التوصل إلى نتيجة مفادها أن" كتلة النفايات السائلة الخضراء أو الريشة الخضراء ليست مكونة من بعض الطحالب المتفتحة بل من شيء ما تحت سطح الماء مثل انبعاثات محلية لترسبات أو سوائل.

الريشة الخضراء نفسها يمكن رؤيتها في الصور الأولى للأقمار الصناعية التي عثرت عليها بي بي سي وتعود إلى عام 1985 وتشير إلى أن المنشأة النفطية ربما كانت تسكب " المياه العادمة المنتجة" في البحر الأحمر منذ عقود. ولا تزال تظهر في معظم الصور الحديثة للمنشأة من سبتمبر أيلول 2022.

الكتور أزنار، وهو عالم بيئة من جامعة ولاية اريزونا، فحص المنطقة باستخدام أطلس الان للشعاب المرجانية وهو أداة صورَ أقمارٍ صناعيةٍ عالية الوضوح تراقبُ الشعابَ المرجانيةَ.

يقول إنه بينما توجد علامات لعالم أحياء على جانبي المنطقة المتأثرة إلا أنك فجأة" يمكنك أن تدرك أنه بات من الصعب عليك أن ترى شيئاً من خلال الماء. لأن هناك" شيئاً ما على السطح يبدو كتلوث.".

ويقول الدكتور جيرا ترويزي المحاضر في جامعة برونيل لندن والذي يدرس آثار المواد السامة على الكائنات الحية " إن المكونات التي تحتويها "المياه العادمة المنتجة "يمكن أن تتفاعل مع مياه البحر وتمتص الأكسجين وتخنق حتى أقوى أشكال الحياة البحرية مقاومة .

وتقول " إننا نخنقها ثم نحجبها عن الضوء بسبب كل هذه المواد الصلبة العالقة".

وقد حذرت الأمم المتحدة من أنه إذا ارتفعت درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية ، فإن 90 في المائة من الشعاب المرجانية في العالم سيفنى. ولكن رغم أن درجات حرارة البحر ترتفع في البحر الأحمر بمعدل أعلى من متوسط درجات الحرارة العالمية ، فإن " الشعاب الخارقة" في المنطقة أثبتت -حتى الآن- قدرتها على مقاومة آثار التغير المناخي.

سيلفيا ايرل ،عالمة محيطات رائدة ، وكذلك بعض العلماء الآخرين ، يعتقدون أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر يمكن أن تحمل السر المؤدي الى إنقاذ الشعاب المرجانية في أنحاء العالم . ولكن سيلفيا تقول إن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لنكتشف ماهو الشيء الخاص الذي يجعل هذه الشعاب المرجانية أقل عرضة لخطر درجات الحرارة المتزايدة؟".

لكنها تقول إن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر ذات أهمية كبيرة للمجتمع الدولي نظراً لاحتمال نقل شعاب مرجانية من البحر الأحمر لإعادة تأهيل الأنواع الأقل درجة في أماكن أخرى من العالم مثل الحيد المرجاني العظيم".

ورغم أن الشعاب المرجانية تغطي فقط 0.1 في المائة من المحيطات فهي مأوى ل 30 في المائة من الكائنات الحية المتنوعة وهي تمثل في البحر الأجمر شريان حياة لأنواع من الكائنات المعرضة للخطر مثل سلاحف منقار الصقر الى جانب دعم صناعة الصيد والزراعات البحرية والسياحة التي توفر دخلاً لملايين المصريين.

وقد أوصى العلماء في كل من مصر وعلى المستوى العالمي بأن تُضّمَن المنطقة التي تعمل بها جبكوفي منطقة حماية ممتدة جديدة تغطي جميع منطقة الحيد الكورالي العظيم في البحر الأحمر.

و توقعت المنظمات غير الحكومية الإعلان عن ذلك من جانب وزارة البيئة المصرية أثناء مؤتمر المناخ كوب 27 ولكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن شيء.

وأجرت شركتا شل وشيفرون عمليات مسح مؤخرا هذا العام 2022 للتنقيب عن آبار نفط وغاز جديدة على بعد 30 كيلومتر فقط من الشعاب المرجانية في مناطق محميات بحرية.