شكل دور استثمارات الجالية المغربية والإفريقية في الانتعاش الاقتصادي والتنمية، محور لقاء نظمته السفارة المغربية بفنلندا، أمس الأربعاء بهلسنكي، وذلك على هامش النسخة السابعة من منتدى “فكر بإفريقيا” (ثينك أفريكا).

ويهدف هذا المنتدى، الذي نظم حول موضوع “فلنغير الآفاق”، إلى تكثيف الحوار بين المجتمعات المدنية الإفريقية والفنلندية لابتكار حلول للتحديات المشتركة العديدة، وإيجاد الظروف لإجراء مبادلات حرة، شفافة ومتزنة بين الطرفين والعمل على التطوير المشترك لآليات تعاون جديدة.

وبهذه المناسبة، أبرز سفير المغرب بفنلندا، السيد محمد أشكالو، في مداخلة له خلال هذا اللقاء الذي تمحور حول موضوع “إشراك الجالية في الانتعاش الاقتصادي والتنمية من خلال الاستثمار.. الآثار والتحديات والآفاق”، في البداية، أن تنظيم هذه الندوة يأتي عقب الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الـ 69 لثورة الملك والشعب.

وقال إن جلالة الملك، تساءل في هذا الخطاب عن المواكبة المطلوبة والظروف المواتية لنجاح المشاريع الاستثمارية للجالية المغربية المقيمة بالخارج، قبل أن يعطي جلالته تعليماته السامية لإحداث آلية مكلفة بمواكبة الكفاءات والمواهب المغربية في الخارج ودعم مبادراتها ومشاريعها.

وأضاف الدبلوماسي أنه تم منذ ذلك الحين اعتماد ميثاق الاستثمار الجديد، كما تعمل لجنة تقنية برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على قدم وساق، على تنفيذ التعليمات الملكية بهذا الشأن.

وأكد السفير المغربي في هذا السياق أن خمسة ملايين مغربي، الذين يعيشون في الخارج، يشكلون رافعة رئيسية لجهود التنمية في البلاد، مضيفا أن الجالية المغربية توجد في صلب اهتمامات السلطات المغربية التي وضعت سلسلة من الآليات لتشجيع ودعم مبادراتها في مجال الاستثمار.

وبخصوص الجالية الإفريقية، التي تساهم بشكل كبير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للقارة من خلال تحويل الأموال والكفاءات، قال الدبلوماسي المغربي إنه بالنسبة للمملكة، من المهم دعم مشاريعها الاستثمارية، معتبرا أن السلطات المغربية على استعداد لاستقبالها وتسهيل استكمال مشاريعها الاستثمارية في المغرب وبقية القارة.

وأكد في هذا السياق، أن حافز المغرب في هذه المقاربة، الإمكانات المهمة للجالية، والتي ينبغي إعطائها زخما جديدا من خلال إطلاق مبادرات داعمة وتحفيزية في بلدان المنشأ، حيث أن الاستثمارات المغربية التي تعمل بشكل جيد وتجسد التعاون جنوب-جنوب، مدعوة إلى مزيد من التطور بمساهمة الجالية المغربية.

وقال إنه للقيام بذلك، يوفر المغرب حزمة من الحوافز التفضيلية للمستثمرين في المنطقة، الذين يتعين عليهم استغلال الإمكانات الاستثمارية الهائلة في المغرب، لاسيما موقعه الجغرافي والاستراتيجي، واستقراره السياسي ومناخ الأعمال الملائم به، والتي أكسبته الاعتراف به “كقطب إفريقي حقيقي”.

كما تناول السفير التحديات الصعبة التي يواجهها العالم وإفريقيا بشكل خاص بسبب الوباء وأزمات الطاقة والغذاء الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، مذكرا في هذا الصدد، بالمقاربة المتضامنة والواعدة للمملكة، بقيادة جلالة الملك، الرامية إلى دعم البلدان الإفريقية الشقيقة في جهود التعافي الاقتصادي من خلال المساعدات خلال الوباء، والمشروع الضخم لخط أنبوب

المصدر الدار: و م ع