لم تمر صربيا بوضع أفضل مما عليه الآن للوصول إلى دور الـ ١٦, تصدرت صربيا مجموعتها في التصفيات ولم تتجرع مرارة الهزيمة في آخر خمس مباريات , بوسع ستويكوفيتش أن يعول على مهاجمين حاسمين هما فلاهوفيتش ميتروفيتش.

يتوقع أن يستمتع جمهور الساحرة المستديرة بالكرة التي تقدمها صربيا, فبعد أن فشلت في التأهل إلى نهائيات يورو ٢٠٢٠، يأمل الفريق الذي يدربه دراجان ستويكوفيتش في إثبات جودته لبقية العالم, لن يكون مشوار صربيا في نهائيات قطر ٢٠٢٢ سهلاً حيث أوقعتها القرعة في المجموعة السابعة برفقة البرازيل وسويسرا والكاميرون, يتعين على فريق ستويكوفيتش تكرار أو ربما الظهور بأداء أفضل من الذي قاده للوصول إلى المحفل العالمي الكبير.

كللت ملحمة صربيا في التأهل بليلة لا تنسى في البرتغال؛ فبفضل الهدف الذي سجله ألكسندر ميتروفيتش في الدقيقة ٩٠، احتلت صربيا المركز الأول في مجموعتها وأجبرت البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو على خوض منافسات الملحق الأوروبي.

نظرياً تبدو صربيا قادرة على خوض غمار المنافسات بقوة في قطر, فبالإضافة إلى وجود أسطورة كروية على رأس القيادة الفنية، فإن كتيبة اللاعبين الموجودة تحت تصرف ستويكوفيتش غنية بالمواهب.

فإذا ظهر فلاهوفيتش وميتروفيتش وكوستي وتاديتش بأدائهم المعهود وحققوا الانسجام المطلوب، سيكون من الصعب إيقاف صربيا.

وبحسب ما قاله ميلينكوفيتش سافيتش في مقابلة مع FIFA، فإن هدف صربيا هو الوصول إلى دور الـ ١٦, وبعد أن حققت انتصارين رائعين في نهاية سبتمبر ضد السويد (٤-١) والنرويج (٢-٠)، ستصل صربيا إلى قطر دون أن تتجرع مرارة الهزيمة في خمس مباريات متتالية وتسعى جاهدة للحفاظ على هذا الزخم.

_ مباريات صربيا في المجموعة السابعة:

– ٢٤ نوفمبر البرازيل ضد صربيا (٢٠:٠٠ بتوقيت الدوحة، استاد لوسيل)

– ٢٨ نوفمبر الكاميرون ضد صربيا (١١:٠٠ بتوقيت الدوحة، استاد الجنوب)

– ٢ ديسمبر صربيا ضد سويسرا (٢٠:٠٠ بتوقيت الدوحة ، استاد ٩٧٤)

_ أسلوب لعب ستويكوفيتش:

يعد دراجان ستويكوفيتش أحد أساطير الكرة العالمية وقد خاض ٨٤ مباراة مع يوغوسلافيا سجل خلالها ١٥ هدفا في الفترة ما بين ١٩٨٣ و٢٠٠١، كما شارك “مارادونا البلقان” في نهائيات إيطاليا ١٩٩٠ وفرنسا ١٩٩٨.

بعد أن اعتزل الساحرة المستديرة، شغل بيكسي عدة مناصب؛ فقد تولى شغل منصب رئيس الاتحاد الصربي لكرة القدم ورئيس نادي ريد ستار بلجراد كما شغل عدة مناصب تدريبية. وقبل أن يُعيّن على رأس الإدارة الفنية لمنتخب بلاده، درّب ستويكوفيتش في قارة آسيا حيث درب نادي ناغويا جرامبوس في اليابان (٢٠٠٨-٢٠١٣) وقوانغتشو آر أند إف في الصين (٢٠١٥-٢٠٢٠). وفي الثالث من مارس من عام ٢٠٢١ وهو ما يصادف عيد ميلاده، عُيّن ستويكوفيتش مدربًا لصربيا حيث نجح في قيادتها للتأهل لنهائيات قطر ٢٠٢٢.

يعتمد ستويكوفيتش على خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين هم ميلينكوفيتش وفيليوكوفيتش وبافلوفيتش، كما يستعين عادة بخط وسط مكون أربعة لاعبين منهما لاعبين بمهام هجومية هما كوستيتش على اليسار وزيفكوفيتش على اليمين.

من المرجح أن يكون لاعبي خط الوسط الدفاعيين الأساسيين في قطر هما لوكيتش وميلينكوفيتش سافيتش، كما يقوم دوشان تاديتش بدور صانع الألعاب بأسلوب بلقاني نموذجي حيث يتميز ببراعة في تزويد فيلاهوفيتش وميتروفيتش بالتمريرات القاتلة.

وإذا احتاج ستويكوفيتش أن يلعب بأسلوب دفاعي فهو يفضل تشكيلة ٣-٤-٢-١، حيث يدفع بمهاجم واحد وبلاعب إضافي في خط الوسط إلى جانب لوكيتش، على أن يلعب ميليونكوفيتش سافيتش دوراً متقدماً برفقة تاديتش.

ورغم أن خبرته في التدريب في البطولات الكبرى ليست بالكبيرة، إلا أن ستويكوفيتش يتمتع بخبرات عريضة من مسيرته كلاعب دولي متميز.

تعكس فلسفته الكروية، كما أوضح في مؤتمر صحفي في نهاية سبتمبر، أسلوب كلاعب حين قال: “أنا مدرب أحب أن ألعب كرة قدم جذابة ومبتكرة”.

_ لاعب لا غنى عنه: دوشان تاديتش:

لا شك أن كل من يؤمن بالقدر سيعتقد أن هذه ستكون بطولة دوشان تاديتش, سيحتفل صانع ألعاب أياكس المتميز بعيد ميلاده الرابع والثلاثين في يوم افتتاح نهائيات قطر ٢٠٢٢ وهناك أسباب كثيرة تشير أن تاديتش سيحرص على خوض تجربة مميزة.

يبدو أن قائد منتخب صربيا يمر بأفضل مرحلة في مسيرته, فقد مرر ٦ تمريرات حاسمة في ٨ مباريات في الدوري الهولندي هذا الموسم حتى الآن ليوطد نفسه مرة أخرى كواحد من أفضل المبدعين في أوروبا. سيحمل تاديتش على عاتقه مهمة قيادة المنتخب الصربي المتعطش للظهور بإمكاناته الكاملة في قطر.

مر تاديتش بموسم رائع العام الماضي حيث سجل ١٦ هدفاً وصنع ٢٢ هدفاً، بينما سجل في العام قبل الماضي ٢٢ هدفاً وصنع ٢٥ تمريرة حاسمة.

وفي ظل اعتماد صربيا على مهاجمين متميزين هما فلاهوفيتش وميتروفيتش، فإن حركة صربيا في الثلث الأخير ستكون حاسمة ما يعني أن إبداع تاديتش سيكون ضروريًا للقيام بتلك التمريرة الأخيرة لفك دفاعات الخصوم.

_ لاعب تحت المجهر: دوشان فلاهوفيتش:

على الرغم من أن شريكه في الهجوم ميتروفيتش (يملك في جعبته ٥٠ هدفًا) هو بلا منازع هداف صربيا الأبرز، إلا أن مهاجم يوفنتوس الشاب قد يلعب دورًا مهماً في قطر. يتمتع دوسان فلاهوفيتش بكل الصفات المطلوبة؛ وبعد أن وطد أقدامه مع يوفنتوس في الدوري الإيطالي، سيرغب في استعراض قدراته على أهم مسرح كروي.

يبدو واضحاً أن اللاعب البالغ من العمر ٢٢ عاماً لم يتأثر بقيمة صفقة انتقاله البالغة ٧٠ مليون جنيه إسترليني (والتي قد تصل إلى ٩٠ مليون جنيه إسترليني كمكافآت)، والتي أنفقها يوفنتوس للحصول على خدماته في ينايرالماضي, سيتطلع فلاهوفيتش في نهائيات قطر لإثبات أنه ليس مجرد لاعب واعد حيث سيسعى جاهداً ليفرض شخصيته وموهبته.

يناسب أسلوب لعب فلاهوفيتش فلسفة ستويكوفيتش:

فهو لاعب حاسم وفعال للغاية. سيرغب فلاهوفيتش وميتروفيتش، شأنهما شأن اثنين من سائقي الفورمولا ١ يتصارعان على الصدارة، في التفوق على بعضهما في إحراز الأهداف.

_ تاريخ صربيا في كأس العالم:

لم تنجح صربيا، كدولة مستقلة، حتى الآن في تخطي مرحلة المجموعات في كأس العالم. وقد خاضت نهائيات ألمانيا ٢٠٠٦ تحت اسم صربيا والجبل الأسود –حيث فشلت في الحصول على أي نقاط – قبل أن تلعب باسم صربيا بعد ذلك.

لكن يبدو تاريخ صربيا مختلفاً تماماً إذا أخذنا في الاعتبار أنها كانت جزءًا من يوغوسلافيا التي احتلت المركز الرابع في نهائيات كأس العالم ١٩٣٠ في أوروجواي مجددا في نهائيات تشيلي ١٩٦٢, كما كانت حملتها في نهائيات إيطاليا ٩٠ لا تُنسى لأنها جاءت في وقت بدأت فيه دولة البلقان عملية التفكك وكانت هذه هي المشاركة الأخيرة لها تحت اسم يوغوسلافيا.

تحطمت أحلام البلقان في نهاية المطاف في فلورنسا ضد الأرجنتين بقيادة مارادونا، بركلات الترجيح. كان ستويكوفيتتش أول من أهدر ركلة الجزاء قبل أن يهدر مارادونا نفسه, لكن الإهدار الحاسم كان من قبل سيء الحظ فاروق هادزيبيجيتش، الذي كان يدافع عن ألوان سوشو في ذلك الوقت، والذي صرح بأنه لم يكن يرغب في أن يكون من بين مسددي ركلات الترجيح.