تلعب الدفاعات الجوية الأوكرانية دوراً رئيسياً في التصدي للهجوم العسكري الروسي ومنع القوات الروسية السيطرة على الأجواء، والإسهام في حماية البلاد من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة.

لكن مع تكثيف روسيا ضرباتها على البنى التحتية للطاقة بموازاة تكبدها هزائم متزايدة على الأرض، تمارس كييف ضغطاً على مؤيديها، ولا سيما الولايات المتحدة لتزويدها بمعدات متطورة مثل صواريخ باتريوت وطائرات حربية طراز F-15.

وقال رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارك ميلي الأربعاء: "مع مواصلة أوكرانيا القتال، تصبح قدرات الدفاعات الجوية حيوية لنجاحها مستقبلاً".

وأضاف أن "منظومة دفاع جوي وصاروخي متكامل، ضرورية في الوقت الذي تصد فيه أوكرانيا هجمات جوية روسية".

وتأكيداً على الضرورة الملحة لأوكرانيا قال الجيش إنه أحصى 111 ضربة صاروخية روسية و26 طائرة مسيرة قتالية الثلاثاء، وهو ما اعتبره ميلي "على الأرجح أكبر موجة صواريخ شهدناها منذ بداية الحرب".

تفوّق في الجو

عندما شنت روسيا هجومها العسكري على أوكرانيا في فبراير/شباط كانت الدفاعات الجوية الأوكرانية تتشكل في غالبيتها من طائرات وصواريخ تعود للحقبة السوفيتية التي استغلتها كييف بفاعلية لتمنع موسكو التفوق في الجوّ.

وأثر ذلك "على كل نواحي الانتشار الحربي الجوي الروسي تقريباً"، على ما يقول الخبير السياسي البارز لدى مؤسسة راند والمتخصص في الاستراتيجية العسكرية والوطنية كارل مولر.

ودفعت المنظومات الأوكرانية المتوسطة وبعيدة المدى بروسيا إلى شن هجمات صاروخية لدرء الخطر عن طائراتها، وهو تكتيك يرتبط بمخزون موسكو من تلك الأسلحة، وفق مولر.

والمنظومات قصيرة المدى "قيّدت بالفعل قدرة الروس على استخدام مروحياتهم الهجومية وطائراتهم الهجومية البرية فوق ساحة المعركة".

ونسب مولر نجاح الدفاعات الجوية الأوكرانية إلى عوامل عدة من بينها أن أوكرانيا "كان لديها أنظمة الصاروخية أرض-جو" التي "جرى تشغيلها بكفاءة".

وقال إن الدفاعات الجوية الأوكرانية كانت متنقلة بالكامل تقريباً، ما ساعد القوات على الفرار من ضربات روسية.

علاوة على ذلك فإن "سلاح الجو الروسي ليس ماهراً في مهاجمة أنظمة دفاع جوي" إذ يفتقر إلى الوحدات المختصة التي يمتلكها الجيش الأمريكي لتلك المهمة.

وتلقت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية تعزيزات كبيرة منذ بداية الحرب. فقد زودتها الولايات المتحدة بمنظومة ناسامز وألمانيا بمنظومة آريس-تي المتطورتين، إضافة إلى تسلمها معدات أقدم مثل منظومتَي S-300 وهوك وصواريخ ستينغر.

أولوية قصوى

قال ميلي إن اجتماعاً الأربعاء ضم عشرات الداعمين لأوكرانيا "ركز على سبل تمكننا نحن، كائتلاف دولي، من الجمع بشكل مناسب بين منظومات الدفاع الجوي والذخائر لأوكرانيا لمواصلة سيطرتها على الأجواء ومنع الروس تحقيق التفوق في الجو".

ونجحت القوات الروسية في صدّ صواريخ ومسيّرات أوكرانية، وأسقطت 102 من الأهداف الجوية منذ 11 نوفمبر/تشرين الثاني، وفق جيشها.

لكن لا يستطيع أي نظام دفاعي جوي منع جميع الهجمات، كما يظهر من الضربات التي طالت شبكة الكهرباء وأغرقت ملايين الاشخاص في العتمة الثلاثاء. وتسعى أوكرانيا لمساعدة عسكرية إضافية.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة الخميس إنه "على قناعة بأن الوقت حان لـ"باتريوت" بعد أن طلب طائرات حربية طراز F-15 وF-16 في وقت سابق هذا الأسبوع.

وكانت المخاوف من أن تعتبر روسيا صواريخ باتريوت أو الطائرات الغربية تصعيداً، إحدى العوامل التي ساهمت على الأرجح في الإحجام عن توفير مثل هذه المعدات، فيما يُعدّ الوقت اللازم لتدريب القوات الأوكرانية على استخدامها عاملاً آخر.

لكن "في المدى البعيد، سيحتاج الأوكرانيون إلى طائرات غربية الصنع"، حسب مولر.

وبينما تتواصل الضربات الروسية فإن تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية "أولوية قصوى في ما يتعلق بمساعدة الأوكرانيين على الصمود بوجه الهجمات الروسية".

TRT عربي - وكالات