حمزة فاوزي
في إقرار واضح بفشل المغرب في حربه ضد الفساد قال رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية محمد البشير الر اشدي، إن المملكة لم تنجح في محاربة الفساد خلال 20 سنة الماضية.
وأضاف الراشدي خلال لقاء بمؤسسة الفقيه التطواني يوم أمس الخميس أن المغرب ظل في مستويات متدنية في محاربة الفساد وتراجع خلال العشرين سنة بمستويات مقلقة، إذ لم تنجح جل السياسات التي تم إطلاقها من تحسين منهجية وسبل محاربة هاته الأفة.
وأورد رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية، أن هنالك ما يصل لـ 70 عاملا مؤثرا يعيق عملية استئصال الفساد بالمؤسسات العمومية بالمملكة، كما أن تنزيل الإجراءات الكفيلة بمحاربة الفساد لا يتم في إطار شمولي ، خاصة مع غياب النفس الطويل الذي يسمح بالذهاب بعيدا من أجل تحقيق أهداف تلك الإجراءات وجعلها مستدامة ومساهمة في تجفيف بؤر الفساد، مشيرا إلى أن التقارير التي أصدرتها الهيئة في السنوات الثلاث الماضية تحدد بدقة تلك مكامن تلك الاختلالات.
واستطرد الراشدي حديثه أن تكلفة الفساد بالمغرب تكلف ما بين 5 إلى 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمملكة، والتي بحسبه يصعب تحديدها، مبرزا في الوقت ذاته جهود الهيئة التي بحسبه فتحت عددا من أوراش البحث العلمي في مجموعة من المجالات، للتمكن من تعميق المعرفة الموضوعية بهذه الظاهرة وتمظهراتها وأثرها الاقتصادي.
وخلص الراشدي إلى أن للفساد تكلفة كبيرة على الاقتصادات الإفريقية، حيث بحسبه وقفت تقارير المنظمات المختصة على نحو 146 مليار دولار تفقدها القارة بسبب الفساد، ما يشكل نحو 6 في المائة من دخلها الخام القاري، فيما يبلغ الرقم على المستوى الدولي 2600 مليار دولار، ما يمثل نحو 3 في المائة من الناتج الدولي.
