وزيرة البيئة وتغير المناخ الباكستانية لـ«الوطن»: كوكبنا يحترق ببطء والأزمة عاجلة - أخبار العالم


دعت باكستان، خلال قمة المناخ في شرم الشيخ دول العالم المتقدم إلى زيادة نطاق تمويل «الخسائر والأضرار»، الناتجة عن تغير المناخ، وقالت السيناتور شيري رحمن، وزيرة البيئة والتغير المناخي الباكستانية، إن الأهداف الجماعية والكمية يجب أن تلبي احتياجات وأولويات البلدان النامية، كي تستفيد من «صندوق التكيف»، كما أنه يجب على البلدان الصناعية تقديم 100 دولار سنويًا لمكافحة تكيف المناخ.

مطالب باكستان من الدول الصناعية الكبرى

وحاورت «الوطن» السيناتور شيري رحمن بشأن ما تواجهه الدول النامية، من صدمات مناخية، تسببت في زيادة المشكلات الاقتصادية، في ظل عدم تلبية النظام المالي الدولي للاحتياجات المتسارعة للتمويل الخاص بالمناخ.

- ما هي مطالبك من الدول الصناعية التي تسببت في كارثة تغير المناخ؟

لقد شددنا، خلال مؤتمر المناخ في شرم الشيخ، على ضرورة الحصول على الموارد اللازمة لمواجهة التغيرات المناخية، بكفاءة وسرعة، وليس الحصول على وعود وتعهدات قد تستغرق سنوات لتنفيذها بسبب البيروقراطية والموافقات اللازمة، ونحن لا نحتاج إلى التأكيد على أن البلدان التي تستقبل المساعدات، لديها لاجئين بسبب تغير المناخ، وهذه البلدان لم تلعب أي دور في سياسات الهيمنة التي فرضتها البلدان الصناعية على دول الجنوب، فقد مولت دول الشمال «الدول الصناعية» أساليب الحياة، التي تسببت بزيادة انبعاثات الكربون، من خلال الموارد والثروات المستخرجة من أراضي دول الجنوب، ولا يدرك الكثيرون في الدول الغربية حجم الدمار في باكستان حيث نزح 33 مليونًا، هذا العام، وتسبب تغير المناخ في خسائر وأضرار بالمليارات، وهذه حالة واضحة من «الظلم المناخي».

إن ذلك يشكل حالة تستحق الحصول على تعويضات عن الخسائر والأضرار، لأن هذا هو نتيجة البصمة الكربونية للبلدان الأخرى التي أصبحت غنية على خلفية استهلاك الوقود الأحفوري، بشكل غير خاضع للرقابة، وخلال المؤتمر، دعونا الدول المتقدمة إلى الوفاء بتعهداتها من أجل خفض نسبة الانبعاثات لأننا نتحمل العبء الأكبر من الخسائر الناتجة عن ذلك، ونحن ملتزمون بتعهداتنا على الرغم من التكلفة العالية لأهداف تخفيف الأضرار، لكن تحقيق التكيف يجب أن يكون أولوية بالنسبة لدول الجنوب العالمي، بينما يمكن لدول الشمال التركيز على أهداف التخفيف الخاصة بهم.

حق الدول النامية في المطالبة بتعويضات

- تترأس باكستان حالياً مجموعة الـ 77 + الصين، هل ستطلب باكستان من الدول المسؤولة عن الانبعاثات، أو شركات الوقود الأحفوري العملاقة تعويضات بسبب الآثار المدمرة للتغير المناخي من جفاف وفيضانات؟

تقف باكستان إلى جانب البلدان النامية، ومن خلال تولينا رئاسة مجموعة الـ 77 + الصين، نؤكد دعمنا للدول النامية في التأكيد على أن الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ، يجب أن تشمل الأحداث المناخية المتطرفة التي تتكرر ويكبر حجمها، وقد عملنا خلال المؤتمر في شرم الشيخ على جعل التكيف في مقدمة أولويات جدول الأعمال، كما أكدنا على هذا الهدف خلال جميع المحافل الدولية، من أجل تحقيق الجهود المبذولة لمواجهة تغير المناخ، مع إدراك أهمية التدفقات المالية السريعة لتحقيق التكيف بالنسبة للبلدان التي تعاني من خسائر وأضرار جسيمة بسبب الكوارث المناخية دون أن تكون مسؤولة عن ارتكاب أي خطأ من جانبها، ما يسهل توفير التمويل من أجل مواجهة تغير المناخ، ويجب أن يكون ذلك جزءا من الدبلوماسية الخضراء، وهذا الموضوع من الأهمية، بحيث يجب أن يتحد العالم الآن معًا في هذه المعركة؛ ويجب علينا حشد التمويل المناخي.

إن باكستان تساهم بأقل من 1% من حصتها في انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، ومع ذلك فنحن بين الدول العشر الأكثر عرضة لآثار التغير المناخي في العالم، لقد تغير المناخ في باكستان هذا العام من موجات الحر الشديد، وحرائق الغابات، إلى ذوبان الأنهار الجليدية، ثم الفيضانات التي ضربت البلاد، ما شكّل سلسلة من الأحداث المناخية القاسية، واحدًا تلو الآخر، وهو أمر غير مسبوق، كما أن الأنهار الجليدية ذابت بمعدل فاق معدلها الطبيعي بثلاثة أضعاف أكثر من المعتاد، ألا يعد ذلك علامة واضحة على الآثار المدمرة للاحتباس الحراري؟ وهل نحن المسبب الرئيس وراء الانبعاثات التي غيرت المناخ؟ بالتأكيد لا، ومن الواضح أننا لم نتسبب في الكارثة التي نمر بها، كما أن (عقد المناخ) الخاص بباكستان قد بدأ بالفعل، وليس في عام 2050 أو حتى عام 2030، وكانت نقطة التحول هذا العام واضحة تماما بالنسبة لنا، ومررنا بالفعل بالعديد من المراحل، في تغير المناخ.

دور الأمم المتحدة في التصدي لأزمة المناخ

- خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأخيرة لباكستان، قال إنه لم ير في حياته «مذبحة مناخية» بهذا الحجم، ما هو تقييمك لدور الأمم المتحدة في تخفيف الآثار المدمرة للفيضانات في باكستان؟

نقدر مواقف أمين عام الأمم المتحدة، وزيارته من أجل تلبية حشد المساعدات الإنسانية لباكستان، ولقد وصف، الاستجابة الدولية للكارثة التي حدثت في باكستان بأنها «غير كافية»، كما قال بوضوح إن من يتحملون المسؤولية الأكبر عن زيادة الانبعاثات يجب أن يتقدموا بأموال لتمويل أنشطة التكيف مع تغير المناخ، وهو ما يتوافق مع ما ذكرناه من قبل، كما أطلقنا نداء إنسانيًا ثانيًا مع الأمم المتحدة لأن آثار كوارث تغير المناخ لا تزال مستمرة، كما أن تلبية الاحتياجات على أرض الواقع، حتى في مراحل الإغاثة الإنسانية، تتجاوز القدرات المنهكة لأي دولة بمفردها، لا سيما تلك التي تتكلف أموالًا طائلة بسبب خسائر تغير المناخ.

في بلادنا استقطعنا حوالي 9.1% من الناتج الإجمالي المحلي حتى الآن، ودور الأمم المتحدة كان حاسمًا في حشد الدعم لجمع الأموال اللازمة للإغاثة الإنسانية، من أجل تقديم المساعدات الفورية لإعادة البناء، وحشد جميع وكالات الأمم المتحدة في باكستان لتقديم أفضل إغاثة إنسانية ممكنة، وإجراء تقييمات للاحتياجات والأضرار وإعادة البناء بشكل أفضل، ونحن نقدر جهودهم ولكن هناك حاجة لمزيد من الأموال على الأرض لأجل تلبية احتياجات الملايين الذين مازالوا يعيشون حياة صعبة في الملاجئ المؤقتة مع اقتراب فصل الشتاء، وبالإضافة إلى نظام الإغاثة الذي وضعته الأمم المتحدة، نظرًا لأن الكارثة كبيرة والأزمة عاجلة، ونحن بحاجة إلى مزيد من المساعدات من المجتمع الدولي لإعادة الإعمار وإعادة بناء 75% من البلاد.

- قال البروفيسور جيفري ساكس، عالم المناخ، وأستاذ أبحاث المناخ بجامعة كولومبيا، بالولايات المتحدة، إن العالم النامي لن ينسى الدور الكبير الذي لعبته الدول الصناعية في تغيير المناخ بشكل دائم، ما زاد من الكوارث الإنسانية، وأن المساعدات الطارئة لباكستان تغطي فقط حوالي 1% من الخسائر، كيف يمكن تحقيق تعاون أو اتفاق مع الاقتصادات الصناعية من أجل تقديم الدعم للدول النامية؟

إن المساعدات التي تلقيناها قد تغطي احتياجات البلاد لمدة أسابيع، ولكن بعد رحيل وسائل الإعلام وانحسار الاهتمام، فإن ما يقلقني هو أن تمويل خسائر تغير المناخ -المستحق لنا- لن يأتي من البلدان المتقدمة، وقد يتم فقط تقديم مساعدات في صورة «ديون مناخية» كوسيلة لدعم شعبنا الذي يعاني بالفعل من أزمة مالية، لكن المزيد من الديون ليس حلًا، نحن نرحب بالتعهدات الخاصة بالمساعدات التي المستمرة في التدفق، ولكن لكي نصمد على المدى الطويل سوف يتطلب تعويضات عن الخسائر والأضرار، ليكون جزءًا من «تمويل المناخ» حتى تتمكن دول مثل باكستان وغيرها من التكيف مع الصدمات المناخية الناتجة عن الانبعاثات التي لا يبدو أن نسبتها سوف تنخفض قريبًا، نحن لا يمكننا التأكيد بشكل كاف، أنه إذا لم يتم تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، لن يتغير وضع الاحتباس الحراري وآثاره على باكستان، ومرة أخرى، نؤكد على أننا نحتاج إلى التكيف بشكل أفضل وتحقيق «مرونة مناخية».

ظاهرة تغير المناخ تؤثر على العالم كله

- تهدف مؤتمرات المناخ إلى خفض الانبعاثات إلى النصف خلال العقد القادم، والوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول منتصف القرن، من أجل خفض درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية، هل تعتقدين أن الدول الصناعية ستتعاون مع الدول النامية من أجل تحقيق هذا الهدف؟

إن تغير المناخ ظاهرة تؤثر علينا جميعًا وخاصة البلدان الأكثر فقرًا، وبالتأكيد ما يحدث في باكستان لن يكون فيها فقط، لأن تغير المناخ لا يعرف حدودًا دولية، وفي حين أن هناك حاجة ملحة للعمل، وهذه هي رسالة cop27، فإن البلدان المتقدمة القادرة على تحمل تكاليف نقل قدرات مواجهة التغيرات المناخية والموارد اللازمة إلى دول الجنوب العالمي، وفي حين أن كوكبنا أصبح يحترق ببطء، لا يمكننا التردد بشأن العمل المناخي بعد الآن، لقد رأينا الدول تتراجع عن تعهداتها المتعلقة بانبعاثات الكربون منذ وقت قريب، ولم يأت تمويل المناخ، بينما لا تقدم هذه الدول إلا «ديون» كحل فعال لدعم بلدان مثل باكستان التي تعاني بالفعل من أزمة مالية.

الفيضانات كارثة كبرى

- ما هو موقفك تجاه دعوات بعض الساسة الغربيين الذين يرون أن دولهم تواجه تحديات اقتصادية ناجمة عن فيروس كورونا، والحرب في أوكرانيا، وأنهم لا يمكنهم الوفاء بالتعهدات التي قطعوها من قبل لتمويل خفض الانبعاثات وتقديم المساعدات للدول النامية؟

تسبب وباء فيروس كورونا في إحداث فوضى في الاقتصاد في جميع أنحاء العالم، لكن البلدان التي تطلق كميات كبيرة من الانبعاثات لديها القدرة على التعافي من الصدمات المناخية بشكل أسرع بكثير من الأخرى النامية الأكثر عرضة للتأثيرات، كما أن التعهدات التي جرى تقديمها ليست حديثة، وقطعوها على أنفسهم منذ سنوات عديدة لكنها لم تتحقق بعد، كما كان للحرب في أوكرانيا أيضًا تأثيرات واسعة النطاق، ولكن هذا لا يعفي الدول من التزاماتها الأخلاقية لمساعدة البلدان الأكثر تضررا من خلال التجمع والمساهمة في التمويل المناخي للخسائر والأضرار، لأنه تقع على عاتقهم مسؤولية خفض الانبعاثات وتمكيننا من تحقيق المرونة الكافية من أجل التعامل مع الأزمة التي تسببوا بها.

وتشكل الفيضانات الكارثية في باكستان مثالاً ممتازًا على درجة الشدة في الأزمة، بينما لا تزال دول شمال الكرة الأرضية مسؤولة بشكل أساسي عن 80% من الانبعاثات، ويتعين عليها الآن إيجاد طريقة لضبط موازناتها مع التعبئة من األ تمويل آثار تغير المناخ وخفض الانبعاثات، ويجب أن تكون الأولوية الآن للتكيف، جنبًا إلى جنب مع تمويل الخسائر والأضرار، ويجب أن يتذكر العالم أن تغير المناخ لا يعرف حدودًا ويجب أن نجتمع معًا إذا أرادت البشرية أن تحظى بفرصة.

تاريخ الخبر: 2022-11-19 03:20:15
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

والــي أم البواقي يكشف: مسـاع للتكفـل بالمستثمريـن عبـر 17 منطقـة نشـاط

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

أكّدت أن أي عملية برية ستؤدي إلى شل العمل الإنســاني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:31
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

ميلة: بعثـة من مجلـس الأمـة تعايـن مرافـق واستثمـارات

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

عنابة: استحداث لجنة لمتابعة تهيئة الواجهة البحرية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:27
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية