الطواحين و اقتناص الذهب في قطر .. هل ستحول هولندا الحلم لحقيقة؟


ستواجه هولندا منتخبات السنغال والإكوادور وقطر في المجموعة الأولى، بعد احتلال المركز الثاني ثلاث مرات، سيحاول الهولنديون اقتناص الذهب في قطر ٢٠٢٢، هناك خمسة نجوم قادرين على تحويل ذلك الحلم لحقيقة، كيف لم يسبق لهولندا الفوز بكأس العالم؟

رغم إبهاره العالم أجمع عبر التبني الناجح لفلسفة “كرة القدم الشاملة” من خلال عقله المدبر رينوس ميخلز وركنه الأساسي يوهان كرويف، إلا أن المنتخب الهولندي فشل في حفر اسمه بحروف من ذهب في كأس العالم ١٩٧٤، وعاد إلى بلاده مكتفياً بمركز الوصيف، ليعود بعدها الفريق إلى التألق بأربع بسنوات، وإن غاب عنه النجم كرويف، ليقتنص نفس المركز.

أما في نسخة ١٩٩٠، فقد سقطت الكتيبة الهولندية، المتوجة باللقب الأوروبي عام ١٩٨٨، فريسة موقعة نارية أمام ألمانيا الغربية وخرجت من الدور ثُمن النهائي رغم تألق تشكيلة زاخرة بالنجوم يتقدمها رونالد كويمان وفرانك ريكارد ورود خوليت وماركو فان باستن. 
 
عادت الطواحين لتقديم لمسات كروية ساحرة على يد دينيس بيركامب وزملائه في فرنسا ١٩٩٨ ولكنها تعرّضت للإقصاء بنتيجة ركلات الترجيح أمام البرازيل في نصف النهائي. تلت ذلك حقبة ويسلي شنايدر وآرين روبن وربن فان بيرسي الذين حصدوا الفضة في جنوب أفريقيا والبرونز في البرازيل.

ولا يزال السؤال عن السبب وراء عدم رفع هولندا الكأس الذهبية يؤرّق مدرب المنتخب لويس فان غال الذي يبدو مع طاقمه التدريبي عاقد العزم على حذفه من القاموس الكروي.

 ووفقا لموقع الفيفا هناك خمسة لاعبين يمكن أن يساعدوا هولندا على تحقيق الحلم المنشود، وهم كالتالي : 

1- فيرجيل فان دايك، قلب دفاع ، العمر ٣١:
في تصريح أدلى به في وقت سابق من هذا العام، قال ريو فيرديناند:
 “فيرجيل فان دايك هو أفضل لاعب قلب دفاع على كوكب الأرض حالياً، الأمر بغاية البساطة”، ليقاطعه مايكل أوين قائلاً: “أعتقد أنه أفضل لاعب قلب دفاع على مر التاريخ”.

وبالنظر إلى أن المزاحمين على لقب أفضل اللاعبين في التاريخ من أمثال بوبي مور وفانز بيكنباور ودانييل باساريلا ومارسيل دوسايي وفابيو كانافارو تألقوا في كأس العالم، فإن قطر ٢٠٢٢، هي الفرصة المثالية للنجم فان دايك المتقدم نسبياً في العمر (٣١ سنة) للتألق على المسرح الكروي الأهم، وهو الذي لم يخض أية مباراة في كأس الأمم الأوروبية UEFA.

بفضل مهاراته الدفاعية وروحه القيادية والخطر الذي يشكله عند تسديد الكرات الثابتة، تحوّل ابن مدينة بريدا الهولندية إلى ورقة رابحة في الصعود الأحدث لنجم هولندا في ساحات المستديرة الساحرة. 
وبعد أن نال كل الألقاب المتاحة على مستوى الأندية مع ليفربول، يبدو عاقد العزم على قيادة بلاده إلى منصة التتويج وهو إنجاز لم تتمكن أجيال كروية هولندية استثنائية من تحقيقه في الماضي.

يُذكر أن فان دايك نال مركز الوصيف في جائزة The Best من FIFA لأفضل لاعب عام ٢٠١٩، ولكنه نال إشادة تُحسب له عندما وصفه الفائز بالجائزة ليونيل ميسي بأنه “مكتمل ورائع”، أما النرويجي آرلينغ هالاند فقد أشار إلى فان دايك باعتباره أقوى خصم واجهه على الإطلاق: “إنه سريع وقوي وذكي للغاية”.

2- دينزل دومفريس، جناح دفاعي أيمن، العمر ٢٦:
خوض فتى هولندي لغمار كرة القدم الدولية قبل الانضمام لصفوف نادٍ محترف هو سيناريو يبدو وكأنه حبكة لفيلم هوليودي, لكن فتى تمت تسميته كناية بالممثل الأمريكي دينزل واشنطن، حوّل ذلك السيناريو إلى واقع، إذ مثّل دومفريس منتخب أروبا في مباراتين عام ٢٠١٤ عندما كان لا يزال في السابعة عشرة من العمر، وهز شباك غوام بهدف مذهل من مسافة بعيدة. 
وسرعان ما قام هذا اللاعب الشاب الواثق من قدراته بإعلام اتحاد أروبا لكرة القدم أنه لن يمثل البلاد على المستوى الرسمي كونه متأكد من قدرته على الدفاع عن ألوان المنتخب الهولندي في كأس العالم.

وبعد أشهر فقط، كان يتابع على شاشة عملاقة في إحدى الساحات العامة في أمستردام الثنائي آرين روبن وروبن فان بيرسي – واللاعبَين الدوليَّين الحاليَّين دالي بلايند وجورجينيو فينالدوم – يغتنمان انتصاراً مدوياً على إسبانيا في البرازيل ٢٠١٤ بنتيجة ٥-١، ومنذ تلك اللحظة، أصبح دومفريس عاقد العزم على تحويل حلمه إلى حقيقة.

استقطب اللاعب المولود في مدينة روتردام اهتمام نادي سبارتا روتردام بفضل أدائه المشرف في مباراته الدولية الأولى، وقام بضمه إلى فريق بارندرخت غير المتنافس في الدوري، والآن، بعد ثمانية سنوات على ذلك، يمكن لدومفريس أن يفخر بكونه قد أصبح دون شكّ أحد أبرز نجوم كأس الأمم الأوروبية ٢٠٢٢، إلى جانب تألقه مع أيندهوفن وناديه الحالي إنتر ميلان، واستقطاب اهتمام كبريات الفرق الأوروبية ولا سيما بايرن ميونخ ومانشستر يونايتد وريال مدريد، بينما مثّل المنتخب الهولندي في ٣٥ مباراة.

وقد وصفه زميله السابق والظهير الأيمن في صفوف المنتخب ماريو ميلشيوت قائلاً: “لم أشهد في حياتي لاعباً يمتلك كل هذه الطاقة، وكأنه يقف على زنبرك، ويحظى بذهنية الفوز، وقدرة بدنية عالية، والقدرة على الانطلاق لمقدمة الملعب”.

 أما صحيفة La Gazzetta dello Sport فقد شبّهته بشخص قفز من مستوى الهواة إلى أعلى فئات الاحتراف بين ليلة وضحاها بشكل يشبه الصعود الصاروخي لعملة البيتكوين التي “لم يثق بها أحد في البداية، لكن يتوجب عليك الاستثمار بها”.

3- فرينكي دي يونج، خط الوسط، العمر ٢٥:
يقول دي يونغ: “أعشق كرة القدم وملامسة الكرة بقدمي, ذلك كل ما رغبتُ بالقيام به في حياتي”، لدرجة أنه وفي الظهور الأخير مع أياكس وعندما كان فريقه متقدماً بنتيجة ٤-١، أخذ يتوسّل إلى الحكم قائلاً: “أرجوك، مدِّد الوقت الأصلي للقاء، أريد اللعب لأطول فترة ممكنة”.

وها هو دي يونغ على وشك الظهور على الساحة الكروية الأهم على الإطلاق، وبالنظر إلى مهارة ابن مدينة خوريكوم في الحفاظ على الكرة ودقة تمريراته، يبدو أنه خيار مثالي لأسلوب “كرة القدم الشاملة” الذي يعود لحقبة السبعينيات أو الأسلوب الإسباني “تيكا-تاكا” الذي ساد في فترة جنوب إفريقيا ٢٠١٠، بينما يشير النقاد والمراقبون إلى تشابه في الأداء بينه وبين فرانز بيكنباور ومدربه الحالي في صفوف برشلونة، إذ قال مارك أوفرمارس: “إنه قادر على أن يكون تشافي المقبل بفضل مهارته ورؤيته وتمريراته”. 
حتى أن تشافي نفسه، أشاد باللاعب صاحب القميص رقم ٢١ قائلاً: “إنه رائع في التعامل مع الكرة بقدمه، إنه قوي ويحافظ على الكرة، ويتمتع برؤية مذهلة، وبوسعه إرسال تمريرات قاتلة، وشق صفوف الدفاعات”.

يُذكر أن هذا اللاعب، خريج أكاديمية فيليم ٢ الكروية، خاض إجمالي ٤٤ مباراة دولية مع هولندا، بينما لم ينجح في هزّ الشباك في آخر ٣٤ مباراة دولية له، ويبقى السؤال مطروحاً فيما إذا كان قادراً على اقتحام عرين الخصوم في قطر، ولكن المؤكد أنه عاقد العزم على دخول التاريخ الكروي لكأس العالم من بابه العريض.

4- كودي جاكبو، مهاجم، العمر ٢٣:
لا يوجد لاعب في الوقت الحالي تدور شائعات الانتقالات حوله أكثر من كودي جاكبو، وهذا لسبب وجيه, المهاجم -الذي يمكنه اللعب في خط الوسط أو في الجناح- بنى سمعته بثبات في أيندهوفن لدرجة أنه قد يكون اختيارًا رائعًا لناديه التالي أيًا كان، مع وجود اهتمام من أندية مثل مانشستر يونايتد.

تسعة أهداف و ١٢ تمريرة حاسمة في ١٤ مباراة في الدوري الهولندي هذا الموسم لا يمكن التغاضي عنها بسهولة، إذ فاز بكأس هولندا مع فريقه وتوج بجائزة أفضل لاعب في هولندا.

التحدي التالي الذي يواجهه هو إظهار هذا التأثير إلى قطر ٢٠٢٢، لكنه يدرك أن التجربة ستكون ذات منحنى تعليمي: “أعلم أن كأس العالم شيء مميز، إنها أعلى مرحلة يمكنك اللعب فيها، وأنا أشعر بالفضول حقًا بشأن ما سيجعلني ذلك أشعر به، أريد أن أكون أكثر ثباتًا وأن أسجل المزيد، أعتقد أنه يمكنني أيضًا تعلم الكثير من حيث قوة الرأسيات وقدمي اليسرى واختيار موقعي في الملعب”.

مدرب هولندا لويس فان جال من أشد المعجبين بجاكبو: “أعتقد أن جاكبو موهبة رائعة، يسجل بسهولة، وقد أظهر ذلك الآن أيضًا في المنتخب الهولندي، بالإضافة إلى إنه لاعب شاب، لذلك لا يزال لديه الكثير من الخبرة ليكتسبها”.

تسع مشاركات دولية فقط باسمه، وهو ما يمكن أن يتم تسميته بعديم الخبرة حين يتواجد على المسرح العالمي، قد يعني هذا أنه ليس لاعبًا مضمونًا مشاركته عندما تبدأ هولندا مشاركتها في لكأس العالم فيفا ضد السنغال في ٢١ نوفمبر، ولكن، على الرغم من حصول جاكبو على فرصته، فمن المؤكد أن أداءه المتفجر سيكون من الصعب تفويته.

5- ممفيس ديباي، مهاجم، العمر ٢٨:
في آخر ٢٠ مباراة دولية لهم، سجّل محمد صلاح ٦ أهداف، وكريم بنزيمة وكيليان مبابي ١٢ لكل منهما، وروبرت ليفاندوفسكي وليونيل ميسي ١٥ هدفاً لكل منهما، وكاري كين ١٦، و آرلينج هالاند ٢٠, أما ديباي فقد اقتنص ٢١ بالتمام والكمال، أي أن أهميته للمنتخب الهولندي تعادل أهمية الماء لأسماك البحر.

وأتت توليفة استثنائية من المهارات التي يتمتع بها وقدرته على اختراق دفاعات الخصوم وتسديداته المتقنة إلى الشباك، لتجعل المدرب لويس فان غال يصفه بأنه “من أصعب اللاعبين للوقوف في وجههم في العالم”، أما باستيان شفاينشتايغر، فقد أشاد بـ “موهبته غير المعقولة”.

بينما قال جورجينيو فينالدوم لمنصة الفيفا ، إن “الفريق يقدم أداء جيداً جداً بفضل ميمفيس، يشغل حالياً منصب رأس حربة، ولكنه أكثر من مجرد قناص للأهداف، إنه يصنع النجاعة التهديفية، ويقوم بتمريرات حاسمة”.

يُذكر أن ديباي شارك في البرازيل ٢٠١٤، أي أن عمره كان لا يزال ٢٠ عاماً عندما حصد الهولنديون الميدالية البرونزية، ويُشهد له في ظهوره الأول في العرس الكروي العالمي تمرير الكرة التي صنع منها روبن فان بيرسي هدف التعادل، ومن ث سجل ديباي هدف الفوز في المباراة التي انتهت بنتيجة ٣-٢ أمام أستراليا، ليصبح أصغر هولندي يهزّ الشباك في كأس العالم. كما دخل أرض الملعب من دكة الاحتياط ليسجل هدفاً في المباراة أمام تشيلي التي انتهت بالفوز ٢-٠.

وتبدو حظوظ الطواحين باقتناص الذهب في قطر معلقة إلى حد كبير بنجم برشلونة الذي يقترب بسرعة من الرقم القياسي لأفضل هداف في تاريخ المنتخب الهولندي والبالغ ٥٠ والذي يحتفظ به فان برسي إلى الآن.

تاريخ الخبر: 2022-11-19 12:21:27
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

الصين تعتزم إطلاق المسبار القمري “تشانغ آه-6” في 3 ماي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:15
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

أمريكا: أب يجبر طفله على الركض حتى وفاته - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

وفاة حسنة البشارية أيقونة «الجزائر جوهرة» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:06
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

الصين: مصرع 36 شخصا اثر انهيار طريق سريع جنوب البلد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية