بعدما عاشت مدينة مهاباد شمال غرب إيران ليلة ساخنة نتيجة الهجوم المكثف للقوات الأمنية والعسكرية بالأسلحة الثقيلة ضد المحتجين الذين خرجوا منذ صباح أمس للمشاركة في جنازة كمال أحمد بور، الذي قتل يوم الجمعة برصاص الأمن، ناهيك عن قطع الكهرباء والإنترنت عن المدينة، تعالت الأصوات المنادية بإغاثة الأهالي.
فقد حذر الحزب الديمقراطي الكردي في بيان، اليوم الأحد، من "الوضع الخطير في تلك المدينة"، التي تحمل رمزية خاصة، كونها شهدت إعلان جمهورية مهاباد الكردية عام 1946 التي استمرت عاماً واحداً.
كما نبه إلى أن الحرس الثوري يحشد عناصره للهجوم على المنطقة.
مجزرة أخرى
كذلك، أعلنت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان، أن النظام الإيراني ينوي ارتكاب مجزرة أخرى في كردستان، وطالبت الجميع بعدم الصمت هذه المرة وأن يكونوا صوت مهاباد.
فيما دعا العديد من الناشطين على مواقع التواصل، الشعب الإيراني إلى مساعدة أهالي مهاباد وسنندج أيضاً عاصمة إقليم كردستان، غربي البلاد.
#Sanandaj;
— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) November 20, 2022
A shocking video of the brutality of the security forces, who not only show no mercy to the taxi driver who is trying to cross the bridge, but also shoot at the person swimming to flee.
There is no information about the fate of either.pic.twitter.com/cW9j9fRtik
ونشر نجم كرة القدم السابق علي كريمي، نداءً عاجلاً على حسابه في إنستغرام، ناشد فيه مواطني جميع المدن مساعدة المحتجين في مهاباد، حيث استخدم الأمن الإيراني الرصاص الحي بكثافة خلال الساعات الماضية.
أتت تلك الدعوات فيما لا يزال إطلاق النار يسمع في أرجاء المدينة التي تعيش حالة أمنية خطيرة.
كما لا تزال عشرات المدن الكردية تنتفض بوجه السلطات، في استمرار للحراك الواسع الذي انطلق إثر مقتل الشابة مهسا أميني، في منتصف سبتمبر الماضي، بعد توقيفها من قبل الشرطة الدينية على الرغم من القمع العنيف من قبل قوات الأمن.
شعلة مهسا
فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.
فيما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم، واعتقال المئات.
وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أن نحو 400 متظاهر قتلوا، بينهم 47 قاصرا.
كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصا، بينهم 392 طالباً، في تلك الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة.