على مساحة 30 فداناً، فى منطقة البراجيل بالجيزة، وتحديداً فى منتصف محور 26 يوليو، تقع حديقة مظهر النباتية، التى سبق وأنشأها الفنان الراحل أحمد مظهر، وأصبحت الآن حديقة عالمية ورئة مهمة للقاهرة الكبرى وحائط صد فى مواجهة التغيرات المناخية، حيث تمتص سنوياً قرابة 580.046.2 كيلو من ثانى أكسيد الكربون الموجود فى هواء القاهرة، بما يمثله ذلك من أهمية فى تحسين الحالة الصحية للمواطنين والمساهمة فى التخفيف من سرعة وحدة التغيرات المناخية وآثارها السلبية.

الحديقة التى بدأت فى خمسينات القرن العشرين كحديقة ورود وزراعات تقليدية ضمّت أنواعاً من الموالح والنُقل، ثم لاحقاً بعض نباتات الظل، بدأت منذ أواسط الثمانينات تأخذ منحى علمياً وثقافياً، حسبما تؤكد الأستاذة تريزة لبيب، استشارى الحدائق التاريخية، المسئولة عن حديقة مظهر النباتية.

أنشأها الفنان الراحل أحمد مظهر في الخمسينات.. ومسجلة بـ«الهيئة الدولية للحدائق» 

فمنذ عام 1986، حسبما تقول الاستشارية تريزة، تم تجميع بعض الأنواع النباتية من الحدائق التاريخية ومن معارض الزهور ومن الرحلات الخارجية التى كان يقوم بها المهندس شهاب مظهر، نجل الفنان الراحل، والقائم الآن على رعاية الحديقة، حيث تم إدخال أنواع جديدة من النباتات المستوردة بعدما تم استيراد أكثر من 2000 نوع نباتى، وأصبحت الحديقة الآن تزدهر بنحو 4 آلاف نوع نباتى وأعداد النباتات الموجودة بها نحو 75 ألفاً، وهى بذلك تعتبر أغنى الحدائق العامة والخاصة فى مصر، وقد تم تسجيلها عالمياً فى الهيئة الدولية لصون الحدائق النباتية BGCI.

وفى سبيل الوصول لهذه المكانة، أعاد المهندس شهاب مظهر إكثار الكثير من الأنواع النباتية التى كانت موجودة فى الفترة الخديوية، التى كانت على وشك الاندثار أو اندثرت بالفعل، فأعاد جلبها وتوطينها. وفى هذا السياق، تحتوى الحديقة على الكثير من الصوبات المختلفة الأجواء والصالحة لنمو الأنواع التى تم جلبها من الأماكن الاستوائية أو الباردة، حيث توجد صوبة خاصة بنبات الأوركيد، وصوبة زجاجية للنباتات الداخلية، وصوبة للنباتات السرخسية والنباتات البروميلية.

مل كرئة تغذي القاهرة الكبرى بالأوكسجين

وتزداد الحديقة أهمية بوجودها فى القاهرة الكبرى بزحامها ومعدلات التلوث المرتفعة الموجودة بها، ومن ثم تعمل كرئة تغذى المنطقة بالأوكسجين، وتمتص ثانى أكسيد الكربون، بما لذلك من أهمية فى الحدّ من التغيرات المناخية.

فى تقرير للدكتورة وفاء عامر، أستاذ النباتات بجامعة القاهرة، وعضو الاتحاد العالمى لصون الطبيعة، واللجنة الوطنية لليونيسكو، قدرت أن «حديقة مظهر» تمتص فى العام 580.046.2 كيلو ثانى أكسيد الكربون من هواء القاهرة الكبرى.

وتقدم الحديقة، حسبما تؤكد الاستشارية المسئولة عنها، خدمات جليلة فى البحث العلمى، فهى تقدم النباتات من أجل الأغراض البحثية لكليات العلوم والمراكز البحثية وكليات الصيدلة والمهتمين بالتشجير، كما أنها أمدّت الحدائق التاريخية بأنواع نباتية جديدة لكى تُثرى هذه الحدائق بالأنواع غير الموجودة لديها، كما أمدّت الحدائق النباتية لكليات العلوم «محرم بك - عين شمس»، وهو الدور الذى نال المهندس شهاب مظهر عنه عدة جوائز تقديرية من كلية علوم محرم بك وكلية علوم عين شمس، وكذلك علوم القاهرة وحديقة قصر القبة.