كشفت عائلة أحد المشتبه بهم في قضية "تفجير لوكربي" الذي وقع عام 1988 وأحد المطلوبين للولايات المتحدة، أبو عجيلة مسعود المريمي، أنها لا تعلم مكان وجوده ولا مصيره بعد أيام على اختطافه.
وقالت في بيان اليوم الاثنين إن مسلحين يرتدون ملابس مدنية على متن سيارتين من نوع "تويوتا"، اقتحموا منزلهم بمنطقة أبو سليم في العاصمة طرابلس الساعة 1.30 بعد منتصف ليل 16 نوفمبر 2022، وخطفوا أبو عجيلة واقتادوه إلى جهة غير معلومة، بعد الاعتداء عليه.
"تحقيقاً لأغراض سياسية"
كما أضافت أنها لا تعلم مكان وجوده حتى الآن، معتبرة أن "اختطافه جاء تحقيقاً لأغراض سياسية ترمي إلى الإضرار بالمصالح العليا للبلاد".
فيما حذرت العائلة من محاولة بعض الأطراف السياسية استغلال حالة الفوضى والانقسام السياسي من أجل إعادة إثارة ملف قضية "لوكربي"، الذي تم إقفاله قانونياً وسياسياً بموجب الاتفاقية التي وُقعت مع أميركا وليبيا عام 2008.
"نتائج وخيمة"
كذلك رأت أن "إعادة فتح قضية لوكربي لها نتائج وخيمة على المصالح العليا للبلاد"، وأن "هذه المحاولات تتم من أجل الوصول إلى أهداف سياسية غير مشروعة على حساب مصلحة الوطن والمواطن".
واستنكرت حالة الصمت المريب من قبل السلطات الليبية إزاء ما تعرض له أبو عجيلة بعد "اختطافه واختفائه قسرياً"، محملة إياها مسؤولية "أي أفعال وممارسات غير مشروعة خارج المنظومة القضائية قد تقوم بها الحكومة في حال تسليمه إلى دولة أجنبية"، وكذلك مسؤولية سلامته، قائلة إنه يعاني من أمراض مزمنة ويحتاج للرعاية الصحية، مطالبة بإطلاق سراحه.
من هو وما هي تهمه؟
يشار إلى أن أبو عجيلة هو مسؤول بجهاز المخابرات في عهد النظام السابق، تمت إدانته بتهم لها علاقة بالحادث المميت الذي راح ضحيته 270 شخصاً، من بينهم 190 أميركياً خلال رحلة طيران بين لندن ونيويورك.
كما وجهت إليه نهاية عام 2020 تهم في الولايات المتحدة بـ"ضلوعه في التخطيط وتصنيع القنبلة" التي أسقطت الطائرة فوق منطقة "لوكربي" وبارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب.
وزارة العدل تعلق
ويتهم معارضو رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، الميليشيات الموالية له بالوقوف وراء اختطاف أبو عجيلة لتسليمه لواشنطن لمحاكمته على أراضيها، في إطار صفقة سياسية للبقاء في السلطة.
غير أن وزارة العدل في حكومة الدبيبة أكدت أن ملف قضية "لوكربي" أغلق بالكامل سياسياً وقانونياً بموجب اتفاق بين ليبيا وواشنطن ومرسوم سابق صدر عن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في 2008.
وقالت في بيان مساء أمس الأحد، إنه "لا يمكن إثارة قضية لوكربي من جديد، ولا يمكن العودة إليها"، دون أن توضح ملابسات اختفاء أبو عجيلة أو تقدم تفاصيل عن مكان تواجده أو مصيره.
