شهد الرئيس السيسى فى أبريل الماضى أعمال التطوير والتجديد الشاملة لمسجد سيدنا الحسين، بما فى ذلك المقصورة الجديدة للضريح الشريف، وذلك بعد غلق المسجد على مدار 21 يوماً للعمل على تطويره وتجديده، ليستعيد المسجد الكائن فى وسط القاهرة بريقه كأحد أهم المقاصد الدينية فى مصر، حيث يُلقب مسجد الحسين بـ«الحرم المصرى».

وتكلفت عملية التطوير مئات الملايين من الجنيهات، حيث دفعت مؤسسة مساجد، وفقاً لبروتوكول مع «الأوقاف» 150 مليون جنيه، حيث أكد عبدالغنى هندى، عضو مجلس إدارة مسجد الحسين، لـ«الوطن»، أنه تم تطوير الصالات الداخلية فى المسجد، وما بها من زخارف معمارية، والتأكيد على الطابع التاريخى والروحانى للضريح والمقام، وتطوير شامل للخدمات ومرافق الضريح، وكذلك تطوير الطرق والميادين والمداخل المؤدية إليه.

ويشمل مسجد الحسين حجرة المقتنيات النبوية التى تضم خصلات من شعر النبى، ومكحلة الرسول، عليه الصلاة والسلام، وسيفه وعصاه، إضافة إلى مصحف كتبه الإمام على بن أبى طالب بالخط الكوفى على جلد غزال، يتكون من 501 صفحة، ويزن 4.5 كيلوجرام، وهو مصحف غير منقوط وغير مشكّل.

أعمال التطوير الداخلي استغرقت 21 يوما

وحسب «هندى» فأعمال التطوير الداخلى استغرقت 21 يوماً، وشارك فيها 300 مرمّم، وشملت أعمال ترميم الجدران، وتغيير الأجزاء التالفة، واختيار ألوان تتماشى مع الأعمدة الأثرية، وعمل دهانات للأسقف بإجمالى مساحة 4 آلاف متر، وتغيير شبكة الكهرباء ورفع كفاءتها، وتزويد المسجد بتكييف مركزى، وتنفيذ أعمال عزل حرارى للأسطح، وتغيير الإضاءة وأنظمة الصوت، وتوسيع مصلى السيدات ليتسع لـ450 سيدة بدلاً من 85 سيدة، وإضافة مساحة خارجية للمسجد تتسع لنحو 3 آلاف مصلٍّ، مع بناء سور به 6 بوابات أفراد، و4 بوابات سيارات، وعمل قبلة للساحة الخارجية ومنبر لصلاة العيد أو المناسبات.

بدوره، قال د. عبدالله حسن، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، لـ«الوطن» إن هناك عدداً من مؤسسات المجتمع المدنى التى تعاونت مع الوزارة فى إطار بروتوكول موقع بينها فى عملية النظافة والصيانة وأمن مسجد الحسين، مؤكداً أن جميع العاملين بالأوقاف يوجهون الشكر للرئيس السيسى على تطوير مسجد الإمام الحسين، الذى يُعد نقلة حضارية ليس للمسجد وحده، بل للمسجد وساحته ومحيطه والمنطقة بأكملها.

هندي: الرئيس السيسي يولي اهتماما كبيرا لإعمار المساجد

وأضاف: الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى اهتماماً كبيراً لإعمار المساجد، ومنها مساجد آل البيت، التى تشهد تطويراً كبيراً وشاملاً، ونوجّه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، على هذا العمل العظيم، وندعو الله أن يجزى كل من بذلوا هذا الجهد العظيم، مواصلين الليل بالنهار لإنجاز مهمة تطوير المسجد على أحسن وجه وأبهى صورة، خير الجزاء.

وأضاف: مساجدنا فى الجمهورية الجديدة استعادت دورها الدعوى والتثقيفى والتربوى والاجتماعى على أيدى نخبة من الأئمة الذين لا نألوا جهداً فى تدريبهم المستمر حتى وصلوا إلى مستوى نفخر به، فمصر تملك رصيداً عظيماً من العلماء والأئمة والواعظات والقراء والمبتهلين، وها هى المساجد بفضل الله تستعيد دورها فى خدمة المجتمع وتحقيق الأمن النفسى والمجتمعى، فالمسجد بيت الأمن وبيت الطمأنينة.

كما أكد أن فضل عمارة المساجد يشمل كل القائمين على ذلك، سواء كانوا من العاملين بها أم من غير العاملين بها من أهل الفضل الذين يسهمون فى عمارتها، أم من روادها من الراكعين والساجدين وطلبة العلم وحفظة القرآن الكريم، وكل من يؤم بيوت الله (عزّ وجلّ) بخير.

يُذكر أن مسجد الحسين بُنى فى عهد الفاطميين عام 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلى، وباباً آخر بجوار القبة ويُعرف بالباب الأخضر. وسُمى المسجد بهذا الاسم استناداً لروايات بعض المؤرخين المصريين عن وجود رأس الإمام الحسين مدفوناً به، ويشتمل المبنى على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية، ومحرابه من قطع صغيرة من القيشانى الملون بدلاً من الرخام وهو مصنوع عام 1303هـ، وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة، وثالث يؤدى إلى حجرة المقتنيات النبوية.

والمسجد مبنى بالحجر الأحمر على الطراز الغوطى، أما منارته فقد بُنيت على نمط المآذن العثمانية.