إبداعات ولدت من رحم الحرب، فخلال الحرب العالمية الثانية أبدع جنود بولنديون في الحرب واستوحوا الجمال من قلب الإسكندرية في لوحات فنية، لتوثق تاريخ إحياء مرور ٨٠ عاماً على الحرب العالمية الثانية، (1941 ـ 1946).

بتسع لوحات فنية وثق ٣ جنود بولنديون الاسكندرية في لوحات جمالية لتتم اعمال الترميم لها في الفترة من ٢٧ يوليو الى ١٠ اغسطس ٢٠٢١  استعدادا للعرض المتحفي في معرض فنانون بولنديون في مصر بداخل اروقة متحف الفنون الجميلة.

 مراحل الترميم للمعرض البولندي

اللوحات التسع البولندية احتاجت لكثير من أعمال الترميم لإزالة غبار الماضي عنها فقامت خبيرتان بولنديتان بالاعمال الفنية من المتحف الوطني في وارسو حيث تم جلب أطر اللوحات والادوات والمواد الكيميائية الخاصة بالترميم من بولندا الى الاسكندرية.

جرت اعمال الترميم في المعمل الخاص الذي تم اعداده في الطابق الارضي للمتحف بالاسكندرية حيث قامتا بتنظيف جميع اللوحات ميكانيكيا من الغبار ثم اكمال تنظيفها بواسطة مواد متخصصة في النقاط العميقة، ثم توحيد الطبقات التكنولوجية للصور والخامة المتضررة.

واصلت اعمال الترميم باستكمال البقع المفقودة ومقارنتها بأصل اللوحة ثم اضافة بعض الرتوش الضرورية، واستبدلت الشرائح الخشبية القديمة بألواح جديدة ثم عززت بطانة اللوحات الاصلية بشرائط قماش جديده.

واشتملت اعمال الترميم على ازالة تحميض البطانة الورقية من الجهه الخلفية للوحات المرسومة على ورق وتوجت اعمال الترميم بوضع اللوحات في اطر معدة خصيصا لها مع الحفاظ على مسافة من الزجاج المتحفي الذي يحجب الاشعة الضارة واغلاق الاطر بالورق المقوي الذي يحمي اللوحات من تغير المناخ المحيط لها، وقد تم استعاده جمال اللوحات بعد الانتهاء من ترميمها وتوصيف اجراءاتها.

الجيش البولندي الوحيد الذي مزج بين الفن والحرب

صرح ياروسلوف سيلين نائب الاول لوزير الثقافة  البولندي، ان الجيش البولندي هو الجيش الوحيد الذي استطاع أن يدمج بين الثقافة والفنون والقتال والحرب في فترة من اهم واصعب الفترات التاريخية اثناء الحرب العالمية الثانية عام 1941 الى عام 1946.

تابع سيلين، أن اللوحات الفنية التي رسمت كانت بإلهام وايادي ٣ فنانين بولنديون وهم يوزيف ياريما، ادفارد ماتوشتشان، وكورديان يوزيف استطاعوا توثيق الاسكندرية في اهم مراحلها التاريخية .

واصل أن المراحل الرسمية بدأت لتنفيذ المعرض في متحف الفنون الجميلة بمعاينة اللوحات وفحصها وم واحدعرفة حالتها واتضح انها تحتاج لعمليات ترميم لإعادة تهيئتها للعرض المتحفي.

يذكر أن المعرض يلقى الضوء على أعمال فنية كانت مجهولة تماما لأربعة فنانين بولنديين مجندين فى الحرب العالمية الثانية، يحمل بعضها طابعا توثيقيا لبعض أحياء الإسكندرية فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، والعديد من الصور التى تعبر عن مصر فى تلك الفترة.