استهلت السنغال مشوارها في قطر ٢٠٢٢ بهزيمة أمام هولندا (٢-٠) ، تلقى رجال أليو سيسيه هدفين في الدقائق الأخير من عمر المباراة.

على أرض الملعب، لم يتوقف اللاعبون عن المنافسة وقاتلوا حتى آخر رمق، وفي المدرجات، لم تتوقف الجماهير بدورها عن مساندة منتخب بلادها بقرع الطبول والرقص والغناء.

هكذا صنع السنغاليون الحدث أمس الإثنين في استاد الثمامة في الدوحة، صحيح أن اللاعبين لم يحققوا هدفهم على الرغم من هيمنتهم الطفيفة على المباراة ضد هولندا التي نجحت في هزّ شباكهم مرّتين في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء (٢-٠)، إلا أن المشجعين تركت بصمتهم.

فبعد حضورهم إلى محيط الملعب الرائع قبل أكثر من ثلاث ساعات من انطلاق المباراة الأولى لمنتخب بلادهم في كأس العالم للفيفا قطر ٢٠٢٢، اختلط المشجعون السنغاليون بألوانهم الخضراء والصفراء والحمراء مع مشجعي الكتيبة البرتقالية بألوانها الزاهية الجميلة، وكذلك مع مشجعين آخرين من جميع أنحاء العالم: الأرجنتين وألمانيا والبرازيل… وبالطبع مع الأفارقة الآخرين أيضاً.

وحول الملعب، صادف مجموعة من المشجعين وهم يرفعون الأعلام السنغالية والمغربية والتونسية، أجاب أحدهم عندما سئل كيف يعرف كل منهما الآخر: “التقينا هنا”. 

وهذه ليست المرة الأولى التي يتضامن فيها المشجعون من مختلف البلدان الأفريقية مع بعضهم البعض هنا في قطر. فبالتجول في أزقة سوق واقف في الدوحة، يمكن رؤية أعلام مغربية وغانية وكاميرونية وتونسية، وحتى جزائرية، مرتبطة مع بعضها البعض.

وقد أشاد الكابتن كوليبالي بهذه الأخوة رغم الهزيمة، حيث قال مدافع تشيلسي عن الوحدة الأفريقية لمنصة الفيفا ، قائلا : 
 “من الرائع رؤية كل هذه المساندة لفريقنا”، مضيفاً “كنا نعلم أنه سيكون لدينا الكثير من المشجعين الأفارقة خلفنا لكوننا أبطال أفريقيا، ولأننا أثبتنا أننا فريق جيد”.

وتابع بالقول: “في الحقيقة، أنا أدعو إلى وحدة إفريقيا لأننا بهذه الطريقة سنتقدم إلى الأمام”، مضيفاً “نحن نشجع جميع الأمم الأفريقية، وأعتقد أن جميع الأمم الأفريقية تدعمنا أيضاً. إنه أمر رائع حقاً. لقد استمعنا إلى أهازيج الجماهير طوال المباراة وسنحتاج إليها في المباريات القادمة”.

ويتفق إسماعيل جاكوبس، المولود لأب سنغالي وأم ألمانية، مع كابتن الفريق. قال لاعب موناكو، الذي يخوض مشاركته الأولى نهائيات كأس العالم في سنّ الـ ٢٣: “إنه أمر رائع، لقد سمعناهم منذ حركات الإحماء، وبالنسبة لي كانت هذه هي المرة الأولى التي أعيش فيها مثل هذه الأجواء. لقد كانت رائعة”، مضيفاً “من الجميل أيضاً أن نرى كل إفريقيا تتضامن هكذا”.

ويجب أن تتضاعف مشاهد التضامن هذه مع دخول منتخبات أفريقية أخرى غمار المنافسة ، فلا شك أنهم سيكونون في الموعد على الأراضي القطرية.