دعا أمس أكاديميون ومحللون سياسيون إلى تجسيد إعلان الجزائر الخاص بالمصالحة الفلسطينية على أرض الواقع، وأشاد هؤلاء في ندوة وطنية تحت عنوان» المصالحة الفلسطينية المنشودة ( الواقع والمأمول ) نظمها قسم العلوم السياسية بجامعة البليدة 2 علي لونيسي بالدور الذي لعبته الجزائر في تحقيق المصالحة الفلسطينية التي خلصت بإعلان الجزائر، كما أجمع المتدخلون على العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية على الصعيد الدولي خاصة مع النجاح الذي حققته قمة الجامعة العربية الأخيرة المنعقد بداية الشهر الجاري في الجزائر والتي سبقها إعلان الجزائر للمصالحة الفلسطينية، واستطاعت الجزائر لم شمل الفرقاء الفلسطينيين.
وأشار في هذا الإطار مدير جامعة البليدة 2 علي لونسيي الدكتور خالد رامول في افتتاحه الندوة العلمية إلى الدور الذي لعبته الجزائر في لم الشمل الفلسطيني، وقال إن ذلك يعكس نجاح الدبلوماسية الجزائرية  في تحقيق المصالحة الفلسطينية الذي لم تحققه أي دولة عربية منذ 16 سنة، مضيفا بأن ما حققته القمة العربية من نجاح كان عربونه ما حققته الدبلوماسية الجزائرية وتمكن الجزائر من لم الشمل الفلسطيني.
وفي السياق ذاته قال الدكتور محمد عليان رئيس الندوة العلمية بأن الجزائر تضع القضية الفلسطينية كقضية جوهرية، وجهود الجزائر جبارة في هذا المجال، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية لها خصوصية لا تمتلكها أي دولة أخرى، وتتمثل هذه الخصوصية في كونها دبلوماسية تقنية وهادئة، مما مكنها من عقد مؤتمر لم الشمل الفلسطيني  بحضور 14 فصيلا فلسطينيا، وقال الدكتور عليان بأن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي استطاعت جمع جميع الفصائل الفلسطينية على أرض الجزائر، مضيفا بأن بنود إعلان الجزائر تؤسس لشراكة سياسية لا بد للجميع أن يأخذها بعين الاعتبار، مؤكدا بأن الجزائر تسعى لأن تكون القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة القضية المركزية.
وفي السياق ذاته دعا الدكتور محمد عليان إلى دعم جهود الدبلوماسية الجزائرية وتسخير كل الإمكانيات وجهود النخبة الثقافية من أجل تطبيق إعلان الجزائر على أرض الواقع، وتحقيق الوحدة الفلسطينية، مضيفا بأن هذا مبتغى الجزائر  وتوجهها من أجل لم الشمل الفلسطيني من خلال مصالحة حقيقية على أرض الواقع.
وفي السياق ذاته قال الدكتور صالح سعود أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 بأن الجزائر تعمل على توحيد الصف العربي عبر القضية الفلسطينية، مضيفا بأن الدبلوماسية الجزائرية كانت دائما مع القضايا العادلة في العالم وليس مع القضية الفلسطينية فقط ، كما وقفت مع القضايا العادلة في إفريقيا والعالم ككل، وتوقع الدكتور سعود بأن تكون مبادرة لم الشمل الفلسطيني بادرة لمصالحات أخرى على المستوى العربي، مؤكدا بأن القضية الفلسطينية هي التي توحد الصف العربي، داعيا لأن تبقى القضية الفلسطينية حية لدى الأساتذة والطلبة والمجتمع ككل، وتبقى هذه القضية دائما بحاجة إلى ترتيب الأولويات وتوحيد جهود الحوار والنضال في مواجهة العدو.
وفي الإطار ذاته أوضحت الدكتورة نجوى عابر أستاذة الدراسات الدولية بجامعة الجزائر 3 بأن الدبلوماسية الجزائرية كانت دائما مع القضايا العادلة وعادت إلى الساحة الدولية بقوة بعد أن عملت على ملفات كبيرة، وأكدت بأن الجزائر برهنت على قوتها وعودتها كطرف فاعل وإقليمي يمتلك عدة أوراق ويستطيع التأثير في عدة أطراف إقليمية، وتحدثت عن دور الجزائر في عودة القضية الفلسطينية إلى مركزية العمل العربي ومركزية الدبلوماسية العربية.
نورالدين ع