دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، المجتمع الدولي إلى "رد حازم" على الضربات الروسية التي استهدفت البنية التحتية للطاقة في بلاده.

وقال زيلينسكي في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إن "بلاده تعرضت لـ70 صاروخاً خلال النهار".

وأضاف الرئيس الأوكراني أن "الضربات الروسية استهدفت أحياء سكنية، ومستشفيات ومدارس".

واتهم زيلينسكي روسيا بمحاولة "تحويل برد الشتاء في بلاده إلى سلاح دمار شامل".

وأردف: "لدينا درجات حرارة أقل من الصفر وملايين الناس بدون إمدادات للطاقة، بدون تدفئة وماء.. إنها جريمة واضحة ضد الإنسانية".

كما دعا الأمم المتحدة إلى إرسال فريق إضافي لفحص وتقييم البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا التي تضررت من الضربات الروسية.

ووفقاً لسلاح الجو الأوكراني فقد أطلقت روسيا حوالي 70 صاروخ كروز، جرى إسقاط 51 منها، بالإضافة إلى خمس مسيرات مفخخة.

واستهدف هذا القصف بنى تحتية استراتيجية في وقت تنخفض فيه، أكثر فأكثر، درجات الحرارة في أوكرانيا مع اقتراب فصل الشتاء.

مبادرات أوروبية

وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، وصف السفير الفرنسي لدى الأمم المتّحدة نيكولا ريفيير استهداف القوات الروسية البنى التحتية المدنية الأوكرانية بأنّه "انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي"، مجدّداً التأكيد على دعم فرنسا لأوكرانيا.

وفي ستراسبورغ أطلقت من البرلمان الأوروبي مبادرة باسم "مولّدات الأمل" تدعو المدن الأوروبية إلى التبرّع بمولّدات كهربائية لأوكرانيا لتعويض النقص الناجم عن انقطاع التيار بسبب الضربات الروسية.

وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا خلال مؤتمر صحافي إنّ "الأوكرانيين يحتاجون الآن إلى دعم مادّي لتمضية الشتاء"، في حين قال رئيس بلدية فلورنسا ورئيس شبكة المدن الأوروبية الكبرى داريو نارديلا إنّ بلديّات القارّة العجوز لديها "ما يصل إلى مئات المولّدات، من بينها تلك ذات الحجم الصناعي، والتي يمكن أن تنتج الكثير من الكهرباء".

مساعدات أمريكية

في السياق، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، بهدف دعمها في الدفاع عن أراضيها ضد روسيا.

وقال بلينكن، في بيان نشره موقع وزارة الخارجية الأمريكية الإلكتروني، إن "الحزمة الجديدة تشمل أسلحة، وذخائر، ومعدات دفاع جوي إضافية ستساعد كييف في مواجهة هجمات الكرملين التي لا هوادة فيها على البنية التحتية للطاقة الحيوية في أوكرانيا".

وأضاف الوزير الأمريكي أن بلاده "ستستمر في دعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة حتى تتمكن من مواصلة الدفاع عن نفسها، وتكون ذات موقف قوي على طاولة المفاوضات عندما يحين الوقت لذلك".

وبهذه الخطوة، يرتفع إجمالي المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا إلى مستوى غير مسبوق يبلغ حوالي 19.7 مليار دولار من الأسلحة والمعدات الأخرى منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط الماضي، حسب البيان نفسه.

استهداف مستشفى

ميدانياً، ضرب صاروخ روسي قسم الولادة في مستشفى بشرق أوكرانيا الأربعاء، ما قتل طفلاً حديث الولادة وأصاب بشكل خطير أحد الأطباء، وترك الانفجار الذي وقع ليلاً المستشفى الواقع في بلدة صغيرة كتلة متداعية من الأنقاض.

وكان هذا ثاني أكثر هجوم دامٍ على بلدة فيلنيانسك الصغيرة خلال أسبوع، وقالت العمدة ناتاليا يوسينكو إنها تخشى أنه لن يكون الأخير.

وأضافت ”بدأ الهجوم وضرب أول صاروخ إس300 الطريق. الصاروخ الثاني ضرب هذا المكان، المستشفى العام، في جناح الولادة حيث كان الناس. كانت امرأة قد وضعت طفلها قبل يومين. أنجبت صبياً. للأسف، قتل هذا الصاروخ الطفل الذي عاش ليومين فقط".

وأوضحت أن 11 شخصاً قبل ستة أيام قُتلوا عندما ضرب صاروخ مبنى سكنياً.

وأكدت أنه ”من الخطير للغاية الوجود هنا. من المؤكد بنسبة 90% أنه سيضرب مجدداً".

وحاول عمال البلدية العمل حتى بعد غروب الشمس على ترميم الجدران التي يُخشى انهيارها، معتمدين على مولدات الطاقة للإنارة وتشغيل معداتهم.

وأشارت العمدة إلى أن الرضيع كيريلو ووالدته كانا سيخرجان من المستشفى الأربعاء.

من جانبه، ندد بوب كيتشن، نائب رئيس الطوارئ في لجنة الإغاثة الدولية، بالهجوم. وقال ”الصور المأساوية للمنقذين وهم يعملون في موقع جناح الولادة التي رأيناها هذا الصبح تعكس استمرار دفع النساء والأطفال أفدح ثمن لهذه الحرب.

ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي، تشن روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، أسفرت عن ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.​​​​​

TRT عربي - وكالات