بمبادرات وزارة الخارجية والسفارة التركية في موسكو، دخلت قافلة مؤلفة من 88 شخصاً من أتراك الأهيسكا الأراضي التركية، عبر بوابة سارب الحدودية، السبت في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وكانت القافلة قد خرجت في وقت سابق من مدينة خيرسون وانتقلت إلى روسيا.

والأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وصلت القافلة إلى مركز أشاغي دميرطاش في ولاية إلازيغ التركية، حيث احتضنوا وعانقوا أحباءهم وأفراد عائلاتهم الذين جرى إجلاؤهم سابقاً ونقلهم إلى تركيا.

وبعد لقاء الأحبة، ذاق أفراد القافلة الوافدة إلى إلازيغ طعم النوم الآمن في المركز الذي التقوا فيه ذويهم وأقرباءهم.

"الليلة.. نمنا بسلام"!

في تصريحات للأناضول، قال أحد أفراد القافلة، شوكت عمروفا، إن المنطقة التي كانوا يعيشون فيها في أوكرانيا، "باتت أشبه بالخراب" نتيجة الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا.

وأوضح أنه اضطرّ وأسرته إلى ترك منزله ومنطقته، بسبب عدم توفر مقومات الحياة الكريمة والآمنة هناك.

وذكر عمروفا أن تركيا مدّت يد العون إليه وإلى أسرته، في وقت كان يعاني فيه صعوبات كبيرة.

وتابع قائلاً: "عشنا في خوف لمدة 8 أشهر في منطقة الحرب، لم نتمكن من النوم بشكل مريح، كان منزلنا على الحدود بين روسيا وأوكرانيا، كانت الطائرات تحلّق فوقنا كل يوم، وكانت هناك صراعات واشتباكات شديدة، لقد عانينا كثيراً".

وأردف: "بفضل تركيا خرجنا من هذه المشاكل، بارك الله في تركيا، نحن سعداء جداً لوجودنا هنا. الليلة، نمنا بسلام في فراشنا الدافئ".

"كأنني وُلدت من جديد"

من جانبها شكرت زهرة عمروفا زوجة شوكت، الحكومة التركية على استضافتها لأتراك الأهيسكا.

وأضافت قائلة: "نُقدّم الشكر الكبير لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان لأنهم أخرجونا من الحرب ووفّروا لنا مكاناً آمناً، هنا يقدّمون لنا كل ما نحتاج إليه من مستلزمات المعيشة".

وذكرت أنهم يعيشون في أوكرانيا منذ 30 عاماً، ولم يجرِ منحهم جواز سفر، وأنهم يعانون من صعوبات عديدة هناك.

"رضي الله عن من أعاننا"

بدورها قالت غولبهار شاميلوفا، إنها خرجت من مدينة خيرسون مع أطفالها الأربعة قبل نحو 7 أشهر، وجاءت إلى مركز الإيواء في ولاية إلازيغ التركية.

وأضافت أنه لم يُسمح لها ولزوجها بمغادرة مدينة خيرسون لعدم امتلاكهما جواز سفر، وأنها استطاعت الخروج مع عائلتها بفضل تدخل السلطات التركية.

وقالت شاميلوفا: "رضي الله عن من أعاننا وأتى بنا إلى هنا، رضي الله عن أبينا رجب طيب أردوغان، أتينا إلى وطننا، ونمت مع أطفالي".

وأتراك الأهيسكا، كانوا يقيمون في منطقة تحمل اسمهم جنوب غربيّ جورجيا، ويبلغ تعدادهم أكثر من نصف مليون نسمة، إلا أن الحكومة السوفيتية نفتهم في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1944، إلى قرغيزيا وكازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان وأوكرانيا وسيبيريا.

ويقدّر عدد أتراك الأهيسكا الذين يعيشون خارج موطنهم الأصلي بـ500 ألف، يعيش منهم 20 ألفاً في الولايات المتحدة.

TRT عربي - وكالات