أعلنت السلطات الأذربيجانية، الأربعاء، اكتشاف مقبرة جماعية في قرية ساريجالي التابعة لمدينة أغدام المحررة.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية الأذربيجانية أنه "جرى العثور على عظام بشرية في 22 نوفمبر/تشرين الثاني بعد أعمال الحفر التي جرت بمشاركة الشرطة والنيابة العامة ومسؤولي الأمن في قرية ساريجالي التابعة لمدينة أغدام، والتي جرى تحريرها من الاحتلال".

وتعد أغدام إحدى المناطق السبع المحيطة بمنطقة ناغورنو كاراباخ، والتي حررتها أذربيجان عام 2020 بعد ما يقرب من 30 عاماً من الاحتلال الأرمني.

ويقدر أن رفات القتلى والمدفونين تعود إلى عام 1992، حسب البيان.

وأرسلت العظام المستخرجة من المقبرة الجماعية إلى فحص الطب الشرعي وتحديد أصحابها.

وكانت منطقة كاراباخ مسرحاً لعمليات القتل الجماعي والدفن منذ حرب كاراباخ الأولى في أوائل التسعينيات، ومن أبرزها مذبحة خوجالي على أيدي القوات الأرمينية.

وأسفر آنذاك الهجوم الأرميني على مدينة خوجالي والذي استمر لساعتين عن مقتل 613 مواطناً أذربيجانياً، من بينهم 106 نساء و 63 طفلاً و 70 مسناً، إلى جانب إصابة 487 آخرين بجروح خطيرة، وفقاً للأرقام الأذربيجانية.

ولا يزال حوالي 150 شخصاً من أصل 1275 ممن أسرهم الأرمن خلال المذبحة في عداد المفقودين، بينما قضي على ثماني عائلات تماماً.

وانطلقت أعمال التنقيب في المنطقة منذ فبراير/شباط الماضي، للعثور على المواطنين الذين اختفوا خلال الحرب التي انتهت في عام 1994.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، اكتشفت أذربيجان مقبرة جماعية أخرى في مقاطعة خوجافاند، عثرت فيها على رفات 12 جندياً أذربيجانياً "عذبوا وأعدموا" في الفترة المذكورة.

وقال مستشار السياسة الخارجية للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عقب اكتشاف المقبرة الجماعية: "مازال حوالي 4000 جندي ومدني أذربيجاني في عداد المفقودين منذ الحرب، وأرمينيا ترفض الكشف عن مواقع المقابر الجماعية".

كانت العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا متوترة منذ عام 1991، عندما احتل الجيش الأرميني ناغورنو كاراباخ، وهي منطقة معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، وسبع مناطق مجاورة وهي: لاتشين، كالباجار، أغدام، فضولي، جبرائيل، قبادلي، وزانجيلان.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قُتل ما لا يقل عن 286 شخصاً من الجانبين قبل هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة أنهت أسوأ اشتباكات منذ عام 2020 عندما تصاعدت الهجمات الأرمينية إلى حرب شاملة.

وأودت آنذاك المعارك التي استمرت 44 يوماً بحياة أكثر من 6500 شخص، قبل أن يتوصل البلدان إلى اتفاق بوقف إطلاق النار، بوساطة روسية، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.​​​​​​​​​​​​​​