بينما كان يستمتع مارادونا ببطولة التنس في كرواتيا منذ 4 سنوات، وصله خبر وفاة والده الثاني فيدل كاسترو؛ ليكشف فيما بعد عن رد فعله آنذاك، «بكيت بلا حسيب ولا رقيب، أنا ذاهب إلى كوبا لأودع صديقي»، ولطالما حمل مارادونا «كاسترو» على قلبه وكذلك على ساقه اليسرى، حيث رسم وجه الزعيم الثوري بالوشم، كما رسم وشمًا آخر لجيفارا على ذراعه اليمنى.

التقى «دييجو»، نجل عامل المصنع الذي نشأ في حي أكواخ في ضواحي بوينس آيرس، بفيدل كاسترو لأول مرة عام 1987، بعد شهور من مساعدة «مارادونا» الأرجنتين في الفوز بكأس العالم وقبل 4 سنوات من سقوط الاتحاد السوفيتي الذي من شأنه أن يفتح حقبة جديدة من المصاعب الاقتصادية في كوبا الشيوعية.

وتعمقت صداقة غير متوقعة بين لاعب كرة القدم غريب الأطوار في كثير من الأحيان والثوري الذي يقرأ جيداً فى بداية القرن العشرين، عندما قضى مارادونا 4 سنوات فى هافانا للتخلص من إدمان المخدرات، مع ألفريدو تيديشي، المنتج التليفزيوني الأرجنتيني المقيم حالياً في بلجيكا.

تيديشي: لعب مارادونا معنا مثل الأولاد الصغار

يسترجع «تيديشي» ذكرياته وتحديداً بداية من اليوم الذي طرق فيه مارادونا بابه واقترح زيارة تلقائية لكاسترو، استقبلهما الزعيم الكوبي في غضون دقائق من وصولهما وأبرم جدول أعماله المزدحم بقضاء ثلاث ساعات معهما، بما في ذلك لعب كرة القدم في مكتبه، «بالفعل كاسترو الذي كان يحب كرة السلة والذي رأى تلك اللعبة تحتاج إلى تكتيكات ماكرة تماماً مثل تلك الموجودة في حرب العصابات، كان الفضل لدييجو الذي جعله يداعب كرة القدم في مكتبه كلما تكررت الزيارات».

عندما انتقل إلى كوبا عام 2000، اختلفت ظروف مارادونا الذي أصبح لاعب كرة قدم متقاعداً بالفعل، وكانت حالته البدنية بعيدة عن أفضل أوقاته وكان بحاجة إلى حل مشكلة إدمان المخدرات، وعاش 5 سنوات في كوبا لإعادة تأهيله من إدمانه.

ويقول تيديشي: «كانا يتحدثان دائماً عن السياسة، كان دييجو مهتماً حقاً بالسياسة»، مضيفاً أن «كاسترو» كان يقوم أيضاً بزيارات عفوية إلى منزله في هافانا.

يختتم «تيديشي» حديثه لـ«الوطن»: «خلال حفلات الشواء في المنزل كنت ألعب الكرة مع أبنائي الذين كانوا صغاراً جداً حينها لعب معنا مارادونا مثل الأولاد الصغار، كان مجرد طفل آخر بينهم، عشق كرة القدم كان يجرى في دمه، الاختلاف بينه وبين أى شخص آخر هو أن دييجو كان الشخص الأكثر شعبية في العالم لكنه كان إنساناً مثيراً للإعجاب، 5 سنوات لم أنفصل عنه يوماً واحداً، كان صديقي الأفضل على الإطلاق الذي لم أتخل عنه».