المهندس زكي.. قصة شهيد منع اسعافه وبحثت أسرته عنه «12» يوماً


قصة الشهيد المهندس زكي مجدي، تشابه قصص كثير من الثوار الشجعان الذين واجهوا آلة القمع العسكري منذ انطلاق ثورة ديسمبر المجيدة، لكن ما يؤلم حقاً أنه كان يمكن اسعافه وكان يمكن لأسرته أن تراه منذ لحظة إصابته، لكن العسكر أبوا إلا أن يزيدوا الجرح ألماً بمنع كل ذلك لقرابة الاسبوعين.

كتب: محمد عبد الرحمن

الشهيد زكي مجدي الذي كسر ارتقاء روحه أسرته، والدته تعاني هذه الأيام من جلطة في الرجل بدأت بالتعافي منها وتحسنت صحياً، تحوّلت حياتهم تماماً منذ استشهاده في 30 يونيو 2019م.

الشهيد ذكي صاحب الـ22 عاماً، طالب كلية المشرق الذي أقيم له احتفال بنجاحه وتحقيقه درجات عالية في جامعته، كان حلمه أن يصبح مهندساً كبيراً  لذلك اجتهد وكان من المتفوقين في دراسته واحرز أعلى الدرجات.

زكي مجدي

خلق عالٍ ومحبة للخير

كان الشهيد إنساناً طيب القلب، نقياً جميلاً، يعتمد على نفسه ويحب الخير ومساعدة الآخرين، كان قريباً من اخته واخوته وله محبة كبيرة عندهم لطيبته وإنسانيته وهدوئه واحترامه للصغير قبل الكبير، وكان ذو خلق عالٍ ويحب اعمال الخير.

كان الشهيد زكي مجدي، ثورياً من أسرة تحب الوطن وتقف صفاً بصف مع الشعب في ثورة ديسمبر منذ انطلاقتها في العام 2018م.

شهد الفقيد جميع المواكب وكان يخرج إلى الشوارع مع رفاقه الثوار من أجل تحقيق الدولة المدنية ومحاسبة قتل الشهداء حالماً بدولة العدالة وانتصار الثورة السودانية، ومشاركاً في حراكها الثوري الذي انطلق لإسقاط نظام المخلوع عمر البشير، وكانوا جزءاً من الثورة التي اقتلعت نظام الإنقاذ ولازالت مع الشعب في الشوارع مكملين حلم الشهيد المهندس ذكي مجدي.

منع اسعافه

عند فض اعتصام القيادة العامة للجيش في يونيو 2019م ومشاهدة المجزرة ورؤيته حرق الخيام وعلمه بقتل الشهداء وارتكاب الانتهاكات واغتصاب البنات لم يأكل يومها وكان حزينا، انتظر زكي مليونية 30 يونيو وكان أول من خرج رفقة أخيه الكبير بلا أكل، أخذ معه تمراً في جيبه من شدة الحزن والغضب على فض الاعتصام وسقوط رفاقه الشهداء غدراً قبل أسابيع، كانت أول مليونية تدعو لها قوى الثورة بعد مجزرة القيادة العامة.

رجع جميع اخوته مع المغرب ولم يعد هو، وبدأت أمه واخوته بالبحث عنه في أقسام الشرطة ومقار الدعم السريع والمدرعات والسجون وتمت معاملتهم بقسوة لمدة «12» يوماً من البحث.

أخيراً وجدوه في مشرحة أم درمان مصاباً بطلقتين وعليه آثار تعذيب في أقدامه، وقال شهود عيان من الثوار كانوا قد وجدوه مصاباً، إنهم عندما حملوه واتجهوا به نحو مستشفى علياء حاصرتهم «تاتشرات» الدعم السريع وطلبوا منهم تركه على الأرض أمام بوابة المستشفى…!!

في البدء لم يوافق الثوار ولكن العسكر أطلقوا الرصاص على الأرض تحت أرجلهم فانسحب الثوار إلا واحداً رقد على الشهيد الذي كان حياً يتنفس ويقول: «الله الله الله الله» قاموا بضرب الثائر الذي رقد على الشهيد ذكي بالعصي ضرباً مبرحاً، ثم انسحب الثوار وأخذ «الجنجويد» الشهيد وهو مصاب ورفعوه من الأرض.

الشهيد

وداع حزين

بعد بحثٍ مضنٍ لقرابة الاسبوعين وجد أهله جثمانه في مشرحة أم درمان، حيث أكد تشريح الطبيب أنه توفي بعد ساعات من إصابته «وكان يمكن اسعافه».

ارتقاء روح الشهيد زكي مجدي، مثّل صدمةً غيّرت حياة أسرته إلى اليوم ولم يستطيعوا تجاوز فقد ابنهم العزيز، يحكون أن وجهه كان بارداً والدم لا زال يسقط على الكفن من رأسه الذي أصيب برصاصتين من مسافة قريبة، وكانت عليه رائحة المسك.

ودع أهله جثمانه على مضض، وحسرة وقهر وحزن عظيم بات يحاصرهم لفقد ابنهم الذي قتل عمداً برصاص العسكر ولم يترك ليسعف بل اختطفوا جثمانه ولم تجده أسرته إلّا بعد «12» يوماً.

تاريخ الخبر: 2022-11-26 00:22:28
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

أطلنطا سند للتأمين تطلق منتوج التأمين متعدد المخاطر برو + المكتب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 12:26:14
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

أطلنطا سند للتأمين تطلق منتوج التأمين متعدد المخاطر برو + المكتب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 12:26:18
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية