فى ذكرى ميلاده.. محطات فى مسيرة عالم اللسانيات فرديناند دى سوسير

فرديناند دي سوسير، الذي يعد مؤسس المدرسة البنيوية في علم اللسانيات، يحل اليوم الموافق 26 نوفمبر ذكرى ميلاده، حيث ولد في نفس اليوم من العام 1857.

وينحدر من أسرة فرنسية اشتهرت بالعلم والمعرفة، لكنها غادرت إلى سويسرا علي خلفية الحروب الدينية الفرنسية أواخر القرن السادس عشر.

واهتم فرديناند دي سوسير في بداية دراسته بالعلوم الرياضية، إلى جانب الدراسات اللغوية، وكان لمعلمه الأول "بكتيه" الأثر البالغ في اتجاهه إلي دراسة اللسانيات أو علم اللغة، خاصة الدراسات اليونانية والسنسكريتية، إضافة إلى اللغات: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية واللاتينية.

بعد أن أنهى فرديناند دي سوسير دراسته الأولية في جنيف خلال العام 1876، غادر إلى "ليبزج" في ألمانيا، وهناك تلقى دراسته اللغوية في النحو المقارن، إلى جانب جماعة من النحاة المحدثين. 

وتلفت الباحثة ساجية قوباع، في رسالتها لنيل الدكتوراه والمعنونة بـ "الدراسات اللغوية عند فرديناند دي سوسير"، وعلى الرغم من أن فرديناند دي سوسير، تتلمذ علي يد بعض النحاة الجدد مثل "أوسثوف"، و"لسكين"؛ إلا أنه خالفهم تصورهم العام ورفض نظرتهم الضيقة للسانيات، فمكث هناك- ألمانيا- من 1876 حتى عام 1878 يدرس اللسانيات التاريخية والمقارنة، خلال هذه الفترة أصدر كتابيه: "مذكرة في النظام البدائي للصوائت في اللغات الهندية الأوروبية". 

 

أما مؤلفه الثاني فيتمثل في أطروحته التي تقدم بها لنيل شهادة الدكتوراه: "استعمال المضاف المطلق في اللغة السنسكريتية"، والذي أصدره في جنيف سنة 1881. وهذان الكتابان حققا له شهرة عالمية ولم يكن قد تجاوز الرابعة والعشرين من عمره.

 

ــ التاريخ المقارن للغات الهند أوروبية

في عام 1881 يعود فرديناند دي سوسير إلى مسقط رأسه في جنيف ليستقر هناك ويلتحق بجامعتها، حيث أنشئ له منصب كرسي التاريخ المقارن للغات الهند أوروبية، وظل يشغل هذا الكرسي حتي العام 1896، حيث توارى عن الأنظار ودخل في عزلة تامة، انقطع خلالها عن التدريس والإنتاج، وذلك لأسباب اجتماعية كان لها أثر سلبي عليه.

 

لكنه عاد في عام 1907 إلى التدريس كأستاذ في علم اللغة العام، وخلال تلك الفترة قدم بكل دقة آراءه التي طالما حلم بأن تكون نظرية عامة لتفسير اللغة ودراستها، حيث كتب فرديناند دي سوسير مجموعة من المقالات حول اللغة جمعت كلها بعد وفاته في كتابه المعنون بـ"ديوان المنشورات العلمية لفرديناند دي سوسير"، والذي صدر في جنيف عام 1922. أما مؤلفه الشهير "محاضرات في اللسانيات العامة"، فقد صدر بعد موته بثلاث سنوات أي في العام 1916.

 

وتشدد "قوباع" على أنه: لم يكن لهذا الكتاب أن يري النور، لو لم يقم "شارل بالي"، و"ألبار شيشيهاي" بجمع محاضرات فرديناند دي سوسير، التي كان يلقيها على طلبته بجامعة جنيف من سنة 1906 إلى سنة 1911، ثم تصنيفها وتبويبها ونشرها في الشكل الذي نعرفه اليوم.

 

ومما لا شك فيه أن كتاب فرديناند دي سوسير هذا قد بلغ قيمة علمية كبيرة لا يضاهيها أي قيمة أخري في اللسانيات الحديثة قبل هذا العصر، وخاصة بعد أن ترجم إلى اللغات الأخرى كالروسية والإنجليزية والألمانية، وقد ساعد هذا الكتاب على تحديد مجرى لسانيات القرن العشرين، والابتعاد بها كليًا عن مناهج اللسانيات التاريخية.

 

وتوفي فرديناند دي سوسير عام 1913 عن عمر ناهز الـ56، دون أن ينجز مشروعه الذي كان ينوي القيام به، وهو تسجيل أفكاره وملاحظاته التجديدية الثائرة في اللسانيات.

 

وهكذا قضى فرديناند دي سوسير جل حياته في دراسة اللسانيات التاريخية وتدريسها، ولم يدرس اللسانيات الآنية والتنظير اللساني العام اللذين اشتهر بهما بعد موته إلا في السنوات الأخيرة من حياته، ورغم ذلك يعد هذا المفكر السويسري اليوم أب اللسانيات الحديثة، فـ  فرديناند دي سوسير هو مؤسس المنهج البنيوي، وأول منظر في كل من البنيوية والسيمياء. 

تاريخ الخبر: 2022-11-26 09:21:25
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية