قطط وأسماك
قطط وأسماك
وقف الرجل على جانب الطريق، وأخذ يخرج قططًا بيضاء من فمه، تتلوى كل واحدة فى يده مثل عقرب ممسوك من ذيله، تبعثر معظمها يجرى فى الطريق، كادت تُصدم إحداها بسيارة، بينما انكمشت أخرى وذهبت لتنام فى إناء الزهور، أخرج الرجل خمس قطط، ثم انحنى بشدة وبصق على الرصيف.
قلت:
- مرحبًا.
على الرغم من أننى كنت متأكدًا من أنه لن يرد، لقد قلت مرحبًا لأى شىء، الحافلات والأطفال الذين يحملون أكواز الآيس كريم فى الطريق، فلم يرد أحد. هز الرجل يده، وكأنه لا يريد شيئًا، وأن ليس لديه وقت، سألته:
- لماذا تفعل ذلك؟
- أفعل ماذا؟
- تخرج القطط من فمك.
- لماذا، هل لديك حساسية من القطط؟
- لا.
- هل تضايقك؟
- لا، فى الواقع.
- هل تريد أن ترى شيئًا ما؟
وقبل أن أجيب، بدأ الرجل فى إخراج شىء ما من بين أسنانه الأمامية. قال وهو يحمل بين يديه سمكة ذهبية صغيرة:
- أعتقد أن هذه لك.
لقد ماتت سمكتى منذ نحو أسبوع ولكننى كنت قد تركتها فى الوعاء، لربما لم تكن ميتة حقًا، قلت:
- هذه ليست لى.
- بالتأكيد هى لك.
- لا، كانت سمكتى سوداء اللون.
نظر الرجل إلى سمكته وعبس.
سألته:
- هل ستقوم بإخراج القطط مرة أخرى.
- لا.
- ألن تأتى وتفعل ذلك غدًا؟
- لا أعتقد ذلك.
عندئذٍ شاهدته وهو يسحق السمكة فى قبضته مثل قطعة من الورق، انتابنى شعور لو أننى قلت له إن تلك السمكة ملكى، لكان كل شىء قد اختلف.