طالت القذائف التي أطلقتها القوات الروسية عديداً من المناطق في شرقي وجنوبي أوكرانيا ليلاً، فيما واصلت أطقم المرافق تحركاتها بسرعة لاستعادة خدمات الكهرباء والمياه والتدفئة في أعقاب ضربات واسعة النطاق في الأسابيع الأخيرة.

ومع استمرار تساقط الثلوج التي غطت العاصمة كييف يوم الأحد، توقع المحللون أن يكون للطقس الشتوي، الذي يصعب من طبيعة الأرض ويجلب معه ظروف قتال قاسية، تأثير متزايد على اتجاه الصراع الذي اندلع منذ هجوم القوات الروسية على أوكرانيا قبل أكثر من تسعة أشهر.

لكن في الوقت الحالي، تعثّر الطرفان بسبب الأمطار الغزيرة وظروف المعركة الموحلة في بعض المناطق، بحسب خبراء.

وذكر معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث يتابع التطورات في أوكرانيا من كثب، أن القوات الروسية كانت تتخندق في مناطق أبعد شرق مدينة خيرسون، التي طردتها منها القوات الأوكرانية قبل أكثر من أسبوعين، وواصلت على نحو روتيني عمليات القصف بنيران المدفعية عبر نهر دنيبرو.

وفي منطقة دونيتسك شرقي البلاد، قُتل خمسة أشخاص في قصف السبت، حسب حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو. وأفاد قادة المنطقة بحدوث قصف خلال الليل في منطقتي زابوريجيا ودنيبروبتروفسك إلى الغرب.

وقال حاكم خاركيف، أوليه سينيغوبوف، إن شخصاً قُتل وأصيب ثلاثة في المنطقة الواقعة شمال شرقي البلاد.

توقعات بشتاء قاسٍ

تساقطت الثلوج في كييف وظلت درجات الحرارة قرب درجة التجمد اليوم الأحد فيما يعاني ملايين في العاصمة الأوكرانية وحولها من انقطاعات الكهرباء والتدفئة المركزية بسبب موجات القصف الجوي الروسي.

ومع تزايد تدريجي في برودة الطقس، تتزايد احتياجات ومتطلبات المستهلكين من الطاقة حتى رغم مُسارعة عمال الصيانة لإصلاح منشآت الكهرباء المدمرة وفقاً لشركة أوكرنرجو المشغلة لشبكة الكهرباء.

وأضافت الشركة أن منتجي الكهرباء لم يتمكنوا بعد من استئناف الإمدادات بكامل الطاقة بعد هجمات صاروخية روسية يوم الأربعاء وأن لا خيار أمامها سوى ترشيد المتاح بفرض انقطاعات في التيار.

وأردفت الشركة على تليغرام: "نظام القيود على الاستهلاك لا يزال قيد التطبيق بسبب عجز في القدرة يبلغ حاليا نحو 20%".

واستهدفت موسكو بنية تحتية حيوية في الأسابيع القليلة الماضية عبر موجات من الضربات الجوية تسببت في انقطاعات واسعة النطاق في الكهرباء وقتلت مدنيين.

وتسببت ضربات جديدة شنتها روسيا يوم الأربعاء في أسوأ أضرار تلحق حتى الآن بشبكة الكهرباء الأوكرانية منذ بدء الصراع قبل نحو تسعة أشهر، مما ترك ملايين دون إنارة أو مياه أو تدفئة مع هبوط درجات الحرارة إلى تحت الصفر.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس السبت إن القيود على استخدام الكهرباء موجودة في 14 من أصل 27 منطقة في بلاده. وأضاف أن تلك القيود تؤثر فيما يزيد على مئة ألف عميل في كل منطقة. وشملت المناطق المتضررة العاصمة كييف ومحيطها.

وتُظهِر توقعات الطقس أن الثلوج ستستمر في التساقط على كييف، التي كان يقطنها نحو 2.8 مليون نسمة قبل الحرب، حتى منتصف الأسبوع فيما من المتوقع أن تظل درجات الحرارة تحت الصفر.

وتقول روسيا إنها منذ بدأت العملية العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط لم تستهدف المدنيين فيما قال الكرملين يوم الخميس إن كييف بوسعها "إنهاء معاناة" شعبها من خلال تلبية مطالب روسيا لحل الصراع.

واتهمت أوكرانيا الكرملين أمس السبت بإحياء أساليب "إبادة جماعية" انتهجها جوزيف ستالين لدى إحياء كييف ذكرى مجاعة من العهد السوفييتي قتلت ملايين الأوكرانيين في شتاء 1932-1933.

TRT عربي - وكالات