بعد القمع الذي مارسته السلطات الإيرانية ضد الاحتجاجات التي تفجرت منذ سبتمبر الماضي إثر مقتل الشابة مهسا أميني، والتي حملت شعار "امرأة حياة حرية"، يبدو أن تحركاً آت ضد طهران من أروقة الأمم المتحدة هذه المرة.
فقد أفاد دبلوماسيون مطلعون أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة سيصوت في 14 من ديسمبر على مشروع قرار أميركي باستبعاد إيران من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، في الوقت الذي تضغط فيه واشنطن لمعاقبتها بسبب حرمانها النساء من حقوقهن وقمعها الوحشي للاحتجاجات.
حشد الدعم
فيما أوضح دبلوماسي في الأمم المتحدة تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "أن الولايات المتحدة ودولً أخرى تجري اتصالات مكثفة لحشد الدعم لإخراج إيران من هيئة المرأة".
كما أضاف "يبدو أنهم يحققون نجاحا، بما في ذلك مع بعض الدول التي كانت مترددة في البداية"، على أن يصوت المجلس الاقتصادي والاجتماعي المؤلف من 54 عضواً لاحقاً على ما إذا كان سيطرد إيران من الهيئة أم لا، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
يشار إلى أن أميركا كانت وزعت أمس الاثنين مشروع قرار بشأن هذه الخطوة، يندد أيضا بسياسات إيران باعتبارها "تتعارض بشكل صارخ مع حقوق المرأة والفتيات ومع تفويض الهيئة المعنية بوضع المرأة".
وكانت إيران بدأت للتو ولاية مدتها في الهيئة المكونة من 45 عضوا، والتي تجتمع سنويا في مارس من كل عام، وتهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، على أن تمتد عضويتها هذه حتى 2026
إلا أن الاحتجاجات التي هزت البلاد منذ وفاة الشابة أميني البالغة من العمر 22 عاما بعد اعتقالها من قبل الشرطة الدينية فجرت غضباً داخلياً وموجة انتقادات دولية أيضا.
كما تحولت الاضطرابات إلى انتفاضة شعبية من قبل الإيرانيين من جميع طبقات المجتمع، ما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للقيادة الدينية منذ ثورة 1979.
