بعدما انضمت إلى الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في إيران تحت شعار "امرأة، حياة، حرية" عقب مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، عثر على جثة الناشطة الأهوازية عاطفة نعامي في شقتها في حي أعظمية بمدينة كرج غرب العاصمة طهران يوم السبت، 26 نوفمبر الجاري، وهي مغطاة ببطانية في شرفة منزلها بجانبها خرطوم متصل بصمام غاز بالقرب من فمه.
ودفنها رجال الأمن الإيراني، أمس الاثنين، على عجل، بمقبرة في مدينة كرج مع حضور عدد قليل من النساء من أسرتها، فيما لم يصدر حتى الآن تقرير مفصل عن الطبيب الشرعي حول أسباب الوفاة.
لكن شقيقها محمد أمين نعامي أفاد من منفاه بأن انتحار شقيقته سيناريو ملفق، وأن عاطفة لم تفكر في الانتحار من الأساس، خاصة في هذه الأيام التي كانت قد التحقت فيها بالحراك النسوي في إيران، بحسب ما نقله موقع "إيران واير".
تركوها لمدة 7 أيام
وحسب تقرير للموقع نشر اليوم الثلاثاء، فإن عائلة نعامي أكدت أن عاطفة قد اعتقلت من قبل عناصر الأمن، وبعد ذلك قتلوها في ظروف غامضة وتركوا جسدها هامداً في منزلها لمدة سبعة أيام كمرحلة من مراحل سيناريو الانتحار.
كما قال شقيقها محمد أمين نعامي: "بعد العثور على جثة عاطفة تم الاتصال بالشرطة، وعندما جاءت الشرطة، خلافا للروتين المتبع تم التخلص من بعض العناصر بحجة أن لها رائحة كريهة، في حين أن هذا لا ينبغي أن يحدث"، مبيناً أن أحد الضباط في قسم الجنايات أعلن عند حضوره إلى مكان الحادث أن الوفاة لم تكن انتحارا وفقا لملاحظاته.
كما أوضح أن شقيقته كانت تناضل ضد الاستبداد الحكومي من خلال المشاركة في الاحتجاجات دفاعا عن حقوق المرأة، قائلاً: "نعتقد أن أختنا قُتلت على أيدي رجال الأمن، لأنها كانت توزع منشورات عن حرية المرأة في حي أعظمية في كرج التي تشهد احتجاجات واسعة تطالب بإسقاط النظام".
"خطف.. ثم تعذيب ثم قتل"
وتابع "كانت أختي في كل ليلة تدعو الجميع والنساء من شرفة منزلها للنزول إلى الشارع، وأنا شخصيا تم اعتقالي عدة مرات من قبل، لذا أعتقد بأنها قد اختطفت من قبل المخابرات أو عناصر القمع في أحد الأزقة المطلة على الطريق المؤدي إلى المنزل، وبعد تعرضها للتعذيب التي نعرف طبيعتها دون أن نتحدث عنها، تم قتلها، وبعد العثور على جسدها تم دفنها باستعجال".
إلى ذلك، تحدث محمد أمين نعامي عن أخته، مبيناً أن جميع صديقات وأصدقاء عاطفة، وأقاربها يعرفون حبها لعمل الخير، ورعاية كبار السن، ورعاية الحيوانات المشردة، وبالنسبة لعاطفة نعمي كان التواصل الاجتماعي والتفاعل مع أهل الشارع وصداقاتها أهم جزء في حياتها إلى جانب دراسة التاريخ والمجتمع الحديث.
"دمي ليس أغلى من الآخرين"
وكانت عاطفة نعامي وتعود أصولها إلى قبيلة بني نعامة العربية في الأهواز، تقول لشقيقاتها مرات عديدة إنها تنشط من أجل الحقوق الضائعة الاجتماعية للمرأة وردا على شقيقاتها اللواتي طلبن منها توخي الحذر، أجابت بأن دمها ليس أغلى من دماء الآخرين الذين يقتلون في الشوارع كل يوم.
وعاطفة نعامي، هي شابة عربية من الأهواز، خريجة الهندسة المعمارية من الجامعة الحرة، تبلغ من العمر 37 عاما وتعيش بمفردها في شقة بحي أعظمية في مدينة كرج.
يذكر أن النشطاء في إيران يتهمون السلطات باختلاق ظروف الانتحار وفقا لسيناريوهات تتخلى من خلالها عن مسؤولية قتل المحتجين والمتظاهرين وترغم أهالي القتلى على الاعتراف بأن أحباءهم سقطوا من علو أو انتحروا، وهذا ما حدث لفتيات مراهقات من قبل مثل نكا شاكرمي وسارينا إسماعيل زاده.
يشار إلى أن إيران تشهد احتجاجات واسعة اندلعت منذ وفاة أميني في 16 أيلول/سبتمبر بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء.
في حين تصدت السلطات للمتظاهرين عبر القوة والقمع، واصفة هذا الحراك غير المسبوق منذ عقود في البلاد بـ "أعمال شغب" تحرض عليها دول الغرب.
