لسنوات طويلة لم تكن العلاقات بين إيران وأمريكا في أفضل حالاتها، ولكن دائمًا ما يكون لكرة القدم كلمة أخرى، حيث تقابل المنتخبين مرات عديدة في بطولة كأس العالم.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإنه في ظل الانتقادات اللاذعة والجغرافيا السياسية الساخنة، بدأت إحدى مباريات كأس العالم بين إيران والولايات المتحدة في عام 1998 ببادرة غير متوقعة وهي باقات من الزهور البيضاء.

زهور وكلمات طيبة

وقال مدرب إيران في هذا الوقت، إن الزهور كان من المفترض أن تكون رمزا للسلام قبل المواجهة في مونديال فرنسا 1998.

وأضافت الإذاعة البريطانية، أنه بعد أكثر من عقدين من الزمن سيطرت التوترات السياسية مرة أخرى على الأجواء قبل المباراة التي جمعت المنتخبين مساء أمس في مونديال قطر 2022، غير أن هذه المرة مرت المباراة بدون أي إشارات ودية خصوصًا وأنها تأتي في ظل اشتعال الاحتجاجات الطلابية والنسائية في إيران على القمع والقواعد الصارمة للملابس للنساء.

وأشارت إلى أن مبارة عام 1998 والتي أقيمت في ليون جاءت بعد 20 عامًا من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين نتيجة لاقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 وما تلاه من أزمة رهائن استمرت 444 يومًا، وقبل شهر واحد فقط من انطلاق المباراة، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية إيران بأنها "الدولة الأكثر نشاطا" الراعية للإرهاب في العالم، بينما واصل العديد من المسؤولين الإيرانيين رفيعي المستوى إيقاع طبول مستمر من الخطاب المناهض للولايات المتحدة.

وأوضحت أنه على الرغم من التوترات الواضحة في قاعات الأمم المتحدة وفي الخليج العربي، قرر لاعبو إيران - بقيادة المدرب المقيم في كاليفورنيا الآن جلال طالبي - بدء المباراة بإشارة إلى أن المنافسة الوحيدة بينهما ستكون على أرض الملعب.

قال طالبي في هذا الوقت "قررنا أن نصنع شيئًا مميزًا، دعونا نذهب إلى الداخل ونمنحهم زهورًا جميلة لنقول إننا هنا من أجل السلام، لسنا هنا من أجل القتال أو أي شيء آخر".

وأكدت الإذاعة البريطانية، أن الفريق الأمريكي رد بالمثل، ومنح خصومه شعارات من اتحاد كرة القدم الأمريكي (USSF)، قامت الفرق معًا بالتقاط صورة جماعية، حيث ابتسم العديد من اللاعبين قبل المباراة الضغط العالي، وانتهت المباراة بتقدم إيران بهدفين مقابل هدف، ورغم النتيجة لم يتأهل أي من المنتخبين لدور المجموعات.

مباراة متوترة

وتابعت أن المباراة التي أقيمت بين المنتخبين أمس سبقها أيضًا موجة كبرى من التوترات، حيث تأتي في ظل احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للحكومة في إيران وبعد أن أزال اتحاد كرة القدم الأمريكي شعار الجمهورية الإسلامية من العلم الذي نشره على الإنترنت، وتم حذف الصور في وقت لاحق، واعتذر المدرب الأمريكي جريج بيرهالتر، قائلاً: "في بعض الأحيان تكون الأمور خارجة عن سيطرتنا" وأنه والفريق الأمريكي يركزون فقط على كرة القدم، وبالفعل نجح المنتخب الأمريكي في التعلم من الدرس السابق وفاز على إيران بهدف دون رد في الدقيقة 38 من مباراة الأمس.