كم مرة انتابتك رغبة شديدة في تناول السكريات أو «حاجة حلوة» مثل الكنافة والبسبوسة والأيس كريم أو قطعة شيكولاتة؟ وغيرها من الأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية، رغم حالة الشبع، وأحيانا في وقت متأخر من اليوم، فما أسباب هذه الرغبة المفاجئة، وهل هي حالة جوع حقيقي، واحتياج للطاقة، وما الطرق السليمة للتعامل معها؟

أسباب الرغبة الشديدة في تناول السكريات 

قالت الدكتورة إيمان كامل استشاري التغذية الاكلينيكية للأسرة، والأستاذ بالمركز القومي للبحوث: «ثبت أن السكر له تأثير على الدماغ، مشابه لتأثير عقار يسبب الإدمان في الواقع، يمكن أن يؤدي إزالته بسرعة من النظام الغذائي، إلى ظهور أعراض الانسحاب، بما في ذلك التعب والاكتئاب والصداع وآلام العضلات، على غرار الإقلاع عن التدخين».

1- اختلال توازن السكر في الدم:

أضافت «كامل» لـ«الوطن»: «تنبع الكثير من الرغبة الشديدة في تناول السكريات من اختلال توازن السكر في الدم، فعندما يبتلع الجسم السكريات، ترتفع نسبة السكر في الدم ويطلق الجسم بدوره الأنسولين، لخفضه إلى مستوى أكثر أمانًا، إذا أدى الأنسولين إلى خفض مستوى السكر في الدم قليلاً، كما يحدث غالبًا، فإن الجسم يعود مرة ثانية لاشتهاء الأطعمة التي ترفعها وتزيد من طاقتك، ومن هنا يكون الجسم على حالة افعوانية من سكر الدم، ومن الصعب التخلص منها».

2- الإجهاد:

بعض الرغبة الشديدة لا تنبع من البطن، لكن من عقلك، كنتيجة لنمط الحياة، قائلة يتسبب الإجهاد في إغراق هرمون الكورتيزول بجسمك، ما يؤدي إلى إطلاق الجلوكوز من الكبد، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، نحن نعلم أن التقلبات في نسبة السكر في الدم يمكن أن تسبب الرغبة الشديدة، لذا فإن الإجهاد المستمر هو مثل التسول من أجل المتاعب.

3- قلة النوم:

يمكن أن يؤدي قلة النوم أيضًا إلى زيادة الأكل، بما في ذلك زيادة استهلاك السكر، إذ تسعى للحصول على الطاقة لمكافحة التعب، لذا من الضروري الحصول على قسط كافٍ من النوم عند محاولة تقليل السكر.

4- عادات سلوكية:

في بعض الأحيان نشعر برغبة ملحة ليست سوى عادة في الأسرة يفرطان في تناول الطعام والسكريات، ويرجع إليها الشخص للتغلب على التوتر أو لتهدئة الحزن.

وأكدت إيمان كامل أهمية استماع الشخص إلى نفسه لفهم مصدر الرغبة الشديدة وتحديد جذورها: وإذا ما كانت الجوع الحقيقي، أم الأكل العاطفي أو العادة.

أطعمة تمنح خلل السكر

وعن الحلول قالت: مفتاح موازنة السكر في الدم هو تناول الأطعمة التي تمنع إفراز الكثير من الأنسولين، مثل البروتين والدهون الصحية، واستهلاك كميات صغيرة فقط من السكر (إن وجدت). من المهم أيضًا تناول وجبات ووجبات خفيفة بانتظام، لأن نسبة السكر في الدم تنخفض عند تخطي وجبة.

ونصحت الدكتورة إيمان كامل بضرورة تغطية العناصر الغذائية الأساسية، مشيرة إلى البروتينات والدهون ضرورية للتخلص من عادة السكر، على عكس السكريات، لأنها توفر الدهون الصحية والبروتين، والتي تمنح أشكالًا بطيئة وثابتة من الطاقة.

وموضحة: عندما لا يجد الجسم سكرًا كوقود ، فإنه يتحول إلى دهون، لذا فإن تناول الكثير من الدهون الصحية مثل المكسرات والبذور والأفوكادو وزيت الزيتون يمكن أن يساعد الجسم على التكيف للحصول على طاقته في مكان آخر، بدلا من السكر.

في حين يساعدك البروتين على الشعور بالشبع، مما يقلل الجوع والرغبة الشديدة، والعديد من الأحماض الأمينية في البروتين تساعد في بناء المواد الكيميائية في الدماغ - مثل الدوبامين - التي تجعلنا نشعر بالراحة، عندما نشعر بالتوازن والنشاط ، تقل احتمالية سعينا للحصول على نسبة عالية من السكر.

وأوضحت أن من العناصر الغذائية الهامة الأخرى أثناء محاولة فطام نفسك عن السكر الألياف، التي تبطئ عملية الهضم وتثبت نسبة السكر في الدم الحديد، الذي يمكن أن يسبب انخفاض الطاقة والرغبة الشديدة عند استنفاد، وفيتامينات بالمنشطة، التي غالبًا ما يجر استنفادها بسبب استهلاك السكر والإجهاد.