وأعلنت وزارة الصحة مقتل محمد أيمن السعدي (26 عاما) ونعيم جمال الزبيدي (27 عاما) "برصاص الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم خلال عدوانه على مخيم جنين".
وقالت مصادر محلية أن السعدي كان قياديا في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في المخيم.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان مقتل "قياديَين مهمَين" اتهمهما بتنفيذ "عدد من عمليات إطلاق النار على القوات الإسرائيلية".
وذكر البيان أن السعدي "قيادي عملياتي مهم" في حركة الجهاد الإسلامي، مشيرا إلى مصادرة ثلاث بنادق من طراز "إم 16".
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لبيد بالعملية، معتبرا أنها "استكمال مباشر لسياستنا في مكافحة الإرهاب".
وأكد من جهته أن أحد القتيلين قيادي في الجهاد الإسلامي، والثاني قيادي في كتائب الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.
كما أكدت مصادر فلسطينية مطلعة فضلت عدم الكشف عن اسمها أن السعدي كان عضوا في حركة الجهاد.
أما الزبيدي فينتمي إلى عائلة معروفة في مخيم جنين ومستهدفة من قبل القوات الإسرائيلية وفقدت عددًا من أفرادها خلال النزاع بسبب صلات مزعومة بفصائل مسلحة.
"شهوة القتل"
تنشط حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة على حد سواء وهي خاضت تصعيدا دمويا مع إسرائيل في آب/أغسطس الماضي استمر ثلاثة أيام قتل خلالها 49 فلسطينيا بينهم مقاتلون وأطفال.
وقالت إسرائيل إن "العملية استباقية" وضرورية لإحباط هجمات كان يخطط الجهاد الإسلامي لها داخل إسرائيل.
من جانبها، حذرت حركة الجهاد الإسلامي الخميس من إسرائيل "ستدفع ثمنا باهظا" على جرائمها" مشيدة بـ"الشهداء" الذين قتلوا في جنين.
وأكدت مصادر أمنية في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل لوكالة فرانس برس إن الجماعة أطلقت الخميس ثلاثة صواريخ سقطت في البحر الأبيض المتوسط.
من جهته، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية من "التبعات الخطيرة للجرائم التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها بحق أبناء شعبنا، وطالب دول العالم بالتدخل العاجل لوقفها".
وقال اشتية الذي قدم تعازيه لعائلات القتلى إن "جنود الاحتلال يستمرون في قتل أبنائنا بشهوة القتل ... في تصعيد يعكس وعيد الجناة من أحفاد العصابات الصهيونية".
هذا ودعت القوى الوطنية والإسلامية في جنين إلى الإضراب الشامل حدادا.
اعتقالات
نفذ الجيش أيضا عمليات اعتقال في كل من وادي برقين قرب جنين والخليل ونابلس ورام الله طالت تسعة فلسطينيين على الأقل، على ما أفاد البيان.
وقال الجيش إنه رد "بالذخيرة الحية" خلال العملية في وادي برقين على إطلاق النار على جنوده.
وشدد الجيش على مواصلة "قوات الأمن العمل بشكل فعال لإحباط أي محاولة للمسّ بسلامة المدنيين الإسرائيليين".
وكان نشطاء فلسطينيون في جنين احتجزوا الأسبوع الماضي جثة شاب إسرائيلي في مستشفى محلي بعد أن نقل إليه قبل وفاته إثر حادث مروري قرب المدينة.
وأعيد جثمان تيران فيرو إلى ذويه بعد جهود بذلتها السلطة الفلسطينية ومفاوضات أتاحت تفادي مواجهة عنيفة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحافة الأجنبية خلال مؤتمر صحافي "من وجهة نظرنا، كانت هناك طريقتان لاستعادة الجثة: إما عبر السلطة الفلسطينية، وإما عبر عملية عسكرية في المدينة، في المخيم، من المرجح أنها ستكون عنيفة جدا جدا".
سبق لفصائل فلسطينية أن خطفت إسرائيليين، أحياءً أو أمواتاً، لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين واسترداد جثث ناشطين فلسطينيين سقطوا في مواجهات مع القوات الإسرائيلية وتحتفظ بهم إسرائيل.
تصاعدت حدة العنف في الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ حزيران/يونيو 1967.
قُتل فلسطيني الأربعاء برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية اقتحام قرب جنين في الضفة الغربية المحتلة فيما قتلت القوات الإسرائيلية خمسة فلسطينيين الثلاثاء بينهم شخص متهم بتنفيذ هجوم دهس أصيبت خلاله جندية إسرائيلية.
في أعقاب اعتداءات دامية استهدفت إسرائيليين في آذار/مارس ونيسان/أبريل، شنّ الجيش الإسرائيلي نحو ثلاثة آلاف عملية أمنية في الضفّة الغربية، لا سيما في منطقتي جنين ونابلس.
وأسفرت عمليات الاقتحام والدهم والمواجهات التي رافقتها عن مقتل أكثر من 130 فلسطينياً، وهي الحصيلة الأكبر منذ سبع سنوات.
© 2022 AFP
