كأس العالم 2022: 500 رحلة جوية يوميا تثير الشكوك بشأن تعهدات قطر البيئية خلال البطولة

  • سمير هاشمي
  • مراسل شؤون التجارة والأعمال في الشرق الأوسط

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

يقيم معظم الجماهير في دول خليجية قريبة من قطر بسبب نقص أماكن الإقامة في قطر

في إطار تحضيراتها لاستضافة كأس العالم، تعهدت قطر بأن تجعل البطولة أول حدث رياضي محايدا كربونيا في تاريخ بطولات كأس العالم.

ولكن الناشطين في مجال المناخ أثاروا شكوكا حقيقية بشأن مزاعم استدامة المسابقة. فهل أوفت قطر بوعدها؟

ويقيم عشرات الآلاف من الزوار في الدول الخليجية القريبة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، بسبب النقص الحاد في الغرف الفندقية في قطر.

ونُظمت رحلات يومية لنقل المشجعين إلى المباريات، إذ تقدر الرحلات بنحو 500 رحلة جوية يومية من وإلى العاصمة القطرية الدوحة. ومن ذلك العدد، تُشغل دبي قُرابة 120 رحلة يوميا.

وخضعت التكلفة البيئية لنقل المشجعين إلى الدولة المضيفة بالطائرة للتدقيق.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • كأس العالم 2022: حقيقة مشجعي قطر "المزيفين"
  • كأس العالم 2022: الدورة الأكثر إثارة للجدل والانتقادات في تاريخ البطولة
  • كأس العالم 2022: مزاعم فيفا حول الحياد الصفري الكربوني "خطيرة ومضللة للغاية"
  • ميسي: لماذا أثار النجم العالمي غضب نشطاء البيئة؟

قصص مقترحة نهاية

وتقدر شركة حساب انبعاثات الكربون "غرينلي" - ومقرها باريس - أن الرحلات الجوية نتج عنها ما بين 6 آلاف و8 آلاف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يوميا منذ بدء البطولة.

يقول خالد دياب، من مجموعة "كاربون ماركيت وتش" الحقوقية، إن الحجم الهائل للرحلات الجوية القصيرة يقوض تعهد المنظمين بتقليل الطيران خلال البطولة.

  • كأس العالم 2022: مزاعم فيفا حول الحياد الصفري الكربوني "خطيرة ومضللة للغاية"
  • بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022
  • التغير المناخي: هل يجب على فرق الدوري الانجليزي التوقف عن استخدام الطائرات في انتقالاتها الداخلية؟

وأضاف دياب: "وجود الكثير من الملاعب في منطقة جغرافية صغيرة كان سببا منطقيا في المساعدة على تقليل الانبعاثات المتعلقة بالسفر الجوي".

وأشارت التوقعات إلى أن كأس العالم سيجذب أكثر من 1.2 مليون زائر، ولكن قطر لديها 30 ألف فندق فقط، حجز الفيفا 80 في المئة منها مُسبقا من أجل المنتخبات والمسؤولين والرعاة.

ومن أجل توسيع خيارات الإقامة أمام الزائرين، عرض المنظمون غرفا مشتركة في الشقق السكنية الفارغة، والفيلات، وقرى المشجعين، وفي الخيام التقليدية في الصحراء.

صدر الصورة، HAMAD I MOHAMMED

التعليق على الصورة،

يطالب المدافعون عن البيئة بتقليل انبعاثات الكربون الناجمة عن الرحلات الجوية لنقل المشجعين

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

ولكن اتضح أن هذه الخيارات مكلفة جدا، ما أجبر العديد من الجماهير على البحث عن أماكن أخرى.

وامتلأت دبي بالمشجعين، إذ قدر مجلس دبي الرياضي أن مليون زائر إضافي سيفدون على المدينة خلال إقامة البطولة.

والرحلات القصيرة تسمح للجماهير بحجز تذكرة طيران في نفس يوم المباراة، من دبي أو أي مدينة خليجية أخرى للذهاب إلى قطر.

كما أن هناك طلبا كبيرا على الطائرات الخاصة والطائرات المستأجرة، حيث تهبط مئات الطائرات في قطر يوميا من جميع أنحاء المنطقة.

ويقول دياب، من كاربون ماركيت وتش، إن استخدامها يظهر أن التعهد بجعل البطولة محايدة في مجال انبعاثات الكربون لم يكن جادا على الإطلاق.

ويضيف: "إذا أرادوا، كان بإمكانهم البحث عن حلول أخرى، مثل قيادة السيارات من البلدان المجاورة".

لكن قطر دافعت عن قراراتها، وقال متحدث باسم اللجنة المنظمة لكأس العالم، إن خدمة النقل الجوي الخاصة بها قد سيرت واستقبلت"رحلات مباشرة فعالة من وإلى كأس العالم لكرة القدم في قطر".

وأضاف: "الرحلات الجوية المباشرة أكثر فاعلية في تقليل الكربون بشكل ملحوظ من الرحلات مع التوقف. في الوقت نفسه، وبسبب الطبيعة المضغوطة للبطولة، لن يتم استخدام الرحلات الداخلية من قبل المشجعين".

وتخطط قطر لاحتساب الانبعاثات الناتجة عن الرحلات الجوية القصيرة كجزء من البصمة الكربونية الإجمالية للحدث.

ويتوقع المنظمون أن ينتج كأس العالم نحو 3.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، حيث يمثل السفر - أكبر مساهم - بنسبة 52 في المئة منه.

ويقول باحثون مستقلون إن هذا الرقم قد قُلل من شأنه بشكل كبير. ويعتقد ألكسيس نورماند، الرئيس التنفيذي لشركة غرينلي، أن الحساب النهائي سيكون على الأقل 70 في المئة.

ويقول إن بطولة 2022 ستكون "الأكثر تسببا في الانبعاثات على الإطلاق"، مضيفا: "من الخيال أن نعتبر أن كأس العالم هذه خالية من الكربون".

صدر الصورة، Amir Cohin

التعليق على الصورة،

تتحرك 500 رحلة جوية يوميا من وإلى الدوحة من الدول القريبة من قطر لحضور مباريات كأس العالم

ومن أجل جعل البطولة خالية من انبعاثات الكربون، أعلن المنظمون عن مبادرات تشمل تكييف الهواء في الاستاد الذي يعمل بالطاقة الشمسية، وشراء أرصدة الكربون لتعويض الانبعاثات، واستخدام حاويات الشحن كمواد بناء.

وقامت قطر ببناء سبعة ملاعب جديدة لكأس العالم. الأول، ملعب 974، مصنوع من حاويات الشحن والفولاذ النموذجي، وسيتم تفكيكه بعد البطولة، بينما ستبقى الملاعب الأخرى.

ويقول المنظمون، عند حساب بصمات الكربون الخاصة بهم، إن هذه الملاعب ستُستخدم بشكل بناء لعقود قادمة وقد خصصوا لها في حساباتهم جزءا صغيرا فقط من الانبعاثات المرتبطة ببنائها.

ويقول نورماند إن هذا الحساب يقلل من الحجم الحقيقي للانبعاثات المتولدة.

كما يقول إن المنظمين يعتمدون على شراء أرصدة الكربون (ائتمانات تدفع مقابل خدمات النظام البيئي) لتعويض الانبعاثات، من مشاريع غير معتمدة بالكامل في مجال الخفض من الانبعاثات.

وويشدد على أنه يجب أن تتغير هذه الاستراتيجيات في المستقبل، كما يقول: "يجب النظر إلى هذه الأحداث الرياضية الكبيرة كفرصة للاستثمار في إزالة الكربون، وليس العكس".