(عبد الغني اعويفية)
بكين - بعد عدة أشهر من الشكوك بسبب الانتشار المقلق في بعض الأحيان لعدوى كوفيد-19، يبدو أن الصينيين سيعيشون على ايقاع تخفيف الإجراءات الصارمة الفروضة منذ بداية الوباء سنة 2020.
وتفاقم الوضع الوبائي في الأسابيع الأخيرة، لاسيما في العاصمة بكين، ذلك أنه لغاية صباح أول أمس الخميس، كانت المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 26 مليون نسمة، لا تزال تحت سيطرة الوباء، مع إغلاق الأماكن العامة وحث السكان على اجراء فحص كوفيد-19 بشكل شبه يومي.
غير أنه يبدو أن هناك بصيص من الأمل يلوح في الأفق، وذلك بعد أن بدأ البلد يوحي بتغيير سياسته للسيطرة على الفيروس، والمتجسدة في المقاربة الصارمة "عدم التسامح المطلق".
وأشارت نائبة رئيس مجلس الدولة سون تشونلان، الذي تشرف على عملية مكافحة الوباء بالبلاد، لأول مرة لإضعاف الفيروس، وهو "وضع جديد" حسب المصطلحات المستخدمة.
وذكرت المسؤول خلال اجتماع مع الخبراء "تواجه البلاد وضعا جديدا ومهام جديدة في مجال الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، بالموازاة مع ضعف متحور أوميكرون، وتلقيح المزيد من الأشخاص، ومراكمة الخبرة في السيطرة على الفيروس" .
وكان يهدف الاجتماع، بحسب وسائل الإعلام الرسمية، إلى جمع آراء ومقترحات هؤلاء الخبراء لتحسين إجراءات احتواء الوباء.
ويأتي هذا الخروج لنائبة رئيس مجلس الدولة الصيني بعد سلسلة من التصريحات لمسؤولي لجنة الصحة الوطنية تلمح إلى مثل هذا التحسن.
وقال المتحدث باسم اللجنة يوم الثلاثاء إن السلطات "ستبذل قصارى جهدها لتقليل الإزعاج الذي يسببه وباء كوفيد -19 للسكان".
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية نقلا عن ذات المتحدث أن الحكومات المحلية تبذل جهودا كبيرة للوقاية من الوباء والسيطرة عليه، مشيرا إلى حجر صحي "يتعين فرضه ورفعه في أسرع وقت ممكن" من أجل تقليل الإزعاج الذي يسببه الوباء.
وأضاف أنه يجب تعديل إجراءات المراقبة الصارمة بشكل مستمر والتعامل في الوقت المناسب مع المطالب المعقولة للساكنة.
وأشار مراقبون إلى أنها المرة الأولى التي يتطرق فيها المسؤولون الصينيون لإمكانية تخفيف إجراءات السيطرة على الوباء.
ولم تتوقف السلطات الصينية على التأكيد بالتشبت بمقاربة "صفر كوفيد، بصفتها الدرع الذي مكّن هذا البلد الأكثر كثافة سكانية في العالم من حماية ساكنته واقتصاده من الآثار المدمرة للوباء.
وذكرت وسائل الإعلام أن تخفيف بعض إجراءات السيطرة بدأت في الظهور أمس الخميس في بعض المدن من قبيل شنغهاي وغوانغتشو، والتي تم فيها تسجيل عدد كبير من الإصابات في الأسابيع الأخيرة.
ويأتي هذا التطور في وقت تستمر فيه البلاد في تسجيل أعلى مستوى من الإصابات منذ بداية سنة 2020.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية أمس الخميس أن البر الرئيسي الصيني سجل أول أمس الأربعاء 4080 حالة مؤكدة محلية العدوى.
وأشارت اللجنة إلى أنه تم تسجيل 31720 إصابة محلية بدون أعراض، مبرزة أنه لم يتم تسجيل أي وفيات جديدة بسبب كوفيد-19 ، ليستقر إجمالي الوفيات عند 5233 حالة وفاة منذ بداية الوباء.
ومع دخولها مرحلة جديدة في تدبير الوباء، يبدو أن الصين ستعتمد على تعزيز عمليات التلقيح لجميع السكان، وخاصة المسنين، وفقا لما أكدته نائبة رئيس مجلس الدولة خلال اجتماعها مع خبراء الصحة.
وكانت الصين قد كشفت في وقت سابق هذا الأسبوع عن مخطط جديد لتعزيز التلقيح في أوساط المسنين، وذلك بهدف تسريع معدل التلقيح للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عاما فما فوق والاستمرار في زيادة معدل التلقيح للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 79 سنة.
وأوضحت اللجنة أنه لتحقيق هذه الغاية، سيتم تشكيل مجموعة عمل خاصة للإشراف على تنفيذ المخطط، مشيرة إلى فعالية اللقاحات في الوقاية من الأمراض الخطيرة والوفيات.
