القصة الملهمة لحكيم زياش.. “ساحر” أدمن المخدرات كان يحتاج للحب فقط


حمزة فاوزي

تبدو قصته كمسلسل ذهبت أطراف أحداثه لمنعرجات غير متوقعة، فبين فرحة قبوله لحمل قميص المنتخب ورؤية سحره بين أحضان شعبه، وبين خيبة أمل إقصاء بسنة 2019 التي شكلت حقبة سوداء في ذاكرته، وتحولت نتائجها لفقدان الثقة بينه وبين مدرب جمع بين الخلفات أكثر من الأهداف، وبين عودة إلى الأحضان كلفت تغيير خطط المنتخب وتعيين مدرب جديد نجح في كشف أدوات ساحر أمتع جماهير أوربا، هو حكيم زياش أو الساحر كما يطلق عليه، هو طفل عانى في مراحله الصعبة من إدمان المخدرات، غير أن كل ناجح له ماضيه الأسود الذي ستشرق شمسه فيما بعد، فحكيم نجح في أن يصبح لاعبا من الطراز العالي تتهافت عليه كبريات الأندية، وحمل علم بلاده عاليا في كأس العالم، ونجح في أن يحول الشكوك من حوله إلى تأكيدات في وسط الميدان، هو ساحر بالمعنى الدقيق ينوم الخصوم ويمتع العين، وهو الأسد الذي سعت “الأيام24” إلى كشف انتقاله من لحظات صعبة كإدمان المخدرات إلى توهج في المونديال يسيل لعاب كبير إيطاليا الميلان.

 

في الستينيات قررت عائلة حكيم زياش الانتقال لهولندا تاركين بلدة “تافوغالت” الريفية، نواحي مدينة بركان، هناك استقرت العائلة المغربية المتواضعة في جنوب بلدة درونتين الصغيرة، وهي المدينة التي اشتهرت بساحة “الكرويف كورت” التي تنبع منها مواهب الشارع في هولندا، هناك وجد حكيم سحره إذ ساعده تسجيل والده وهو في سن مبكرة في مدرسة نادي “ريال درونتين”، تحت إمرة عزيز دوفقار، أول محترف مغربي في “الإرديفيزي”، في باكتشاف موهبته التي ستجد أمامها صعوبات كبيرة كان أولها صدمة عائلية قوية بعد وفاة أبيه بسبب مشاكل عائلية وهو في سن العاشرة.

 

لم يتلق حكيم نبأ وفاة والده بسهولة تامة، فقد شكل رحيله عقبة كبيرة أمام تحمل تكاليف تحقيق حلمه في ممارسة كرة القدم، إذ وجدت والدته التي تعيل عائلتها من الإعانات الخاصة بالبطالة والمساعدات الاجتماعية، صعوبة أمام تحقيق حلم ابنها الموهوب، وهو الوضع الذي خيم على الساحر زياش الذي وجد نفسه في وسط دوامة الإدمان على المخدرات والابتعاد عن حجرات الدراسة .

 

لكن القدر حتم على زياش أن يقف بجانبه أشخاص ساهموا في توجيهه للمسار الصحيح، فقد سعى عزيز دوفقار، الذي كان يعلم حجم الخطر الذي كان يحوم حول هذا الشاب الموهوب، إلى أن يشد بيده ويخصص له ساعات إضافية داخل قاعات رياضية، التي شكلت منطلق تفجر موهبته رغم جسمه النحيف، لكن موهبته لم تكن كافية ليوقع عقدا احترافيا مع أي فريق، فقد كانت بيئته المسمومة سببا في تشكيل سلوك غير رياضي لزياش.

 

زياش سيجد أخيرا البيئة المناسبة في أمستردام التي ستغير من عقليته، وتعيده إلى حلمه، وتبين له عناء والدته التي كافحت بكل ما لديها من أجل أن تجد ابنها في مراتب كبرى، إذ نجح في توقيع عقد مع أحد أعرق الأندية الهولندية وهي هيرنفين التي شكلت انطلاقته الفعلية في احتراف كرة القدم، ثم التوقيع مع فريق تفينتي التي طبع معها أفضل مواسمه بمسيرته الكروية، وشكلت بوابته للانتقال إلى أحد أكبر الأندية الهولندية وهو العملاق أياكس أمستردام، وهي المرحلة التي يعرف فيها كل متابع لكرة القدم حجم الاستمتاع الذي عاشه وهو يشاهد سحر زياش عبر الملعب بقميص أياكس.

 

يمتاز بشخصية فريدة، فهو لاعب ادعى الكثير، صعوبة التفاهم معه، لكن وليد الركراكي بين للجميع، أن زياش يحتاج للحب فقط، فهو قبل كل شيء طفل عانت نفسيته كثيرا، في مرحلة كان احتياجه لأب يحبه أمرا ضروريا، فزياش اليوم هو نجم مغربي أسطوري دخل تاريخ كرة القدم المغربي من أوسع أبوابه، ودخل قلوب المغاربة قاطبة، وهو ما يعيد للساحر زياش ابتسامته المعهودة، فهنيئا حكيم بكسب قلوب المغاربة.

تاريخ الخبر: 2022-12-02 18:19:18
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 64%
الأهمية: 71%

آخر الأخبار حول العالم

الصين تتخذ تدابير لتعزيز تجارتها الرقمية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 09:25:33
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

بطولة اسبانيا: ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز على فالنسيا 4-2

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 09:25:28
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية