الصين تخفف قيود فيروس كورونا في أعقاب الاحتجاجات وشي جينبينغ يلمح إلى اعتماد سياسة أقل تشددا


إعلان

على إثرمظاهرات حاشدة في الصين، خفّفت عدة مدن القواعد الصارمة لمكافحة كوفيد-19 الجمعة، فيما لمّح الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى أن انتشار المتحور أوميكرون الأقل فتكا قد يسمح لبكين بتخفيف قواعد الإغلاق.

 وكان مسؤول أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته قد قال إن الرئيس الصيني شي جينبينغ أبلغ رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال في بكين الخميس أن "الشعب الصيني يشعر بالإحباط" بعد ثلاث سنوات من تفشي كوفيد-19.

   وزار ميشال، الذي يمثّل الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بكين الأربعاء والخميس والتقى فيها الرئيس الصيني.

   وتابع المسؤول الأوروبي أن شي أبلغ رئيس المجلس الأوروبي بأن "كوفيد-19 في الصين بات متمثلا حاليا بالمتحور أوميكرون بشكل رئيسي (...) وهي أقل فتكا، ما يفسح المجال لمزيد من الانفتاح بشأن القيود".

   من جهتها، رحّبت منظمة الصحة العالمية الجمعة بتليين الصين. وقال الطبيب مايكل راين، مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف: "يسعدنا أن نسمع أن السلطات الصينية تعدل استراتيجياتها الحالية وتحاول الآن حقًا أن تكيف تدابير الرقابة التي تحتاجها ... مع حياة الناس ومصادر عيشهم وحقوقهم".

   وشدّد الطبيب على أن سياسة صفر كوفيد لا معنى لها في ظل إمكان الانتقال غير المسبوق للمتحور أوميكرون، معتبرا أن هذه السياسة كانت لتكون فعّالة أكثر في ظل انتشار متحورات أخرى أو حتى السلالة الأساسية.

   من جهته، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس مجددا من الخطر الذي ما زالت تمثله جائحة لم تنته بعد.

   وصرح: "تستمرّ الثغرات في المراقبة وفي الاختبارات والتسلسل والتلقيح في توفير الظروف المثالية لظهور متحورة جديدة ومثيرة للقلق".

مظاهرات غير مسبوقة

   واتسع الغضب والإحباط بين الصينيين من موقف الحكومة المتشدد بشأن مكافحة الوباء إلى الشوارع في نهاية الأسبوع الماضي، في تحركات على نطاق لم تشهده البلاد منذ عقود.

   في أعقاب ذلك، بدأت عدة مدن بتخفيف القيود الصحية، عبر التخلّي عن الفحوصات اليومية الجماعية التي صارت أساسية في ظل سياسة "صفر كوفيد".

   غير أن هذا الأمر لم يمنع المشاجرات المتفرقة. فقد نُشرت صور مساء الخميس على الإنترنت وحددت وكالة الأنباء الفرنسية موقعها الجغرافي، تُظهر عشرات الأشخاص يواجهون موظفين يرتدون بدلات واقية أمام مدرسة إعدادية في ييتشنغ في مقاطعة هوبي (وسط).

   وذكر الشخص الذي نشر الفيديو أن هؤلاء هم آباء أُثبتت إصابة أطفالهم وتم نقلهم إلى مرافق الحجر الصحّي.

   نظريا، يجب وضع أي شخص تظهر نتيجة اختباره إيجابية في الصين في مركز للحجر الصحي. لكن يبدو أن تغييرا جذريا يجري حاليا في هذا المجال.

   ففي تحليل نشرته صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، أعرب عدد من الخبراء عن دعمهم للإجراءات المتخذة من بعض السلطات المحلية للسماح للحالات الإيجابية بإتمام الحجر الصحي في المنزل.

"ظروف جديدة" 

   وأعلن مسؤولون في بعض الأحياء الواقعة في مقاطعة شاويانغ في بكين أن هذا الإجراء سيجري تطبيقه من الآن في منطقتهم. 

 كذلك، أعلنت مدينة دونغوان الصناعية (جنوب) الخميس أنه ينبغي السماح لمن يستوفون "شروطا محددة" بإتمام الحجر الصحّي في منازلهم، من دون تحديد ماهية هذه الشروط. 

  كذلك، طبّقت مدينة شينزن التكنولوجية الكبرى الواقعة أيضا في الجنوب، سياسة مماثلة الأربعاء. 

 على المستوى الوطني، أشار مسؤولون حكوميون إلى أنه يمكن النظر في تخفيف أوسع للسياسة.

  من جهتها، أقرت نائبة رئيس الوزراء سون شونلان، في حديث أمام لجنة الصحة الوطنية الأربعاء، بالخطر المنخفض للمتحور أوميكرون وتحسين معدل التطعيم، وفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). وقالت إن هذا هو السبب في أن نهج الصين تجاه الفيروس "يواجه ظروفاً جديدة".

  ولم تذكر سون سياسة "صفر كوفيد"، ما أحيا الآمال في أن هذه الاستراتيجية التي أربكت حياة الشعب الصيني واقتصاد البلاد طيلة ثلاث سنوات، من شأنها أن تُخفَّف قريبا.

  واعتبارا من الإثنين، سيتمكّن سكّان بكين مرة أخرى من ركوب الحافلة ومترو الأنفاق من دون الحاجة إلى تقديم نتيجة اختبار سلبية تعود إلى أقل من 48 ساعة، حسبما أعلنت بلدية المدينة الجمعة. غير أنّه سيُطلب من هؤلاء تصريح صحي يؤكد أنّهم لم يزوروا منطقة "عالية الخطورة".

   ويتم تطبيق الإجراء نفسه منذ الجمعة في مدينة تشنغدو (جنوب غرب).

    فنادق ومطاعم 

   في بكين، دعت السلطات الصحية الخميس المستشفيات إلى التوقف عن رفض توفير الرعاية في غياب اختبار يرجع تاريخه إلى أقل من 48 ساعة.

 وكانت الصين شهدت سلسلة وفيات في ظل تأخر العلاج أو الإنقاذ بسبب الإجراءات الصارمة لمكافحة كوفيد، ولا سيما وفاة طفل في شهره الرابع في الحجر الصحي مع والده.

 كما فقدت امرأة حامل من مدينة شيان طفلها في كانون الثاني/يناير، بعدما رفض المستشفى استقبالها لعدم وجود اختبار كوفيد.

  وشكّلت هذه الوفيات سببا لحشد المتظاهرين، مع نشر منشور يسرد أسماء جميع الذين ماتوا بسبب الإهمال المرتبط بالقيود الصحية. 

 في هذه الأثناء، سمح عدد من المدن الأخرى التي تضررت من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بإعادة فتح المطاعم ومراكز التسوق وحتى المدارس، في خروج واضح عن قواعد الإغلاق الصارمة التي سادت إلى الآن. 

 وفي مدينة أورومتشي عاصمة منطقة شينجيانغ (شمال غرب) حيث أدى حريق فتاك إلى اندلاع أولى التمظاهرات، أعلنت السلطات الجمعة إعادة فتح محلّات السوبرماركت والفنادق والمطاعم ومنتجعات التزلّج تدريجيا. 

وشهدت هذه المدينة التي يصل عدد سكانها إلى أكثر من أربعة ملايين نسمة واحدة من أطول عمليات الإغلاق في الصين، مع إغلاق بعض الأحياء منذ أوائل آب/إغسطس. 

وأدى حريق في مبنى سكني في 26 تشرين الثاني/نوفمبر إلى مصرع عشرة أشخاص وتم إلقاء اللوم على القيود في تأخير الإغاثة.

 

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

تاريخ الخبر: 2022-12-03 00:16:39
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 84%
الأهمية: 86%

آخر الأخبار حول العالم

ميلة: بعثـة من مجلـس الأمـة تعايـن مرافـق واستثمـارات

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

عنابة: استحداث لجنة لمتابعة تهيئة الواجهة البحرية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:27
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

والــي أم البواقي يكشف: مسـاع للتكفـل بالمستثمريـن عبـر 17 منطقـة نشـاط

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

أكّدت أن أي عملية برية ستؤدي إلى شل العمل الإنســاني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:31
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية