أعلن التلفزيون الإيراني، اليوم السبت، تدشين إنشاء محطة جديدة للطاقة النووية جنوب غربي البلاد، وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات الشاملة، التي فرضت عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
يأتي الإعلان أيضاً في وقت يواجه فيه النظام الإيراني احتجاجات اندلعت في جميع أنحاء البلاد عقب بعد وفاة الشابة، مهسا أميني، في حجز الشرطة والتي تشكل تحدياً للنظام.
وذكر التلفزيون الإيراني أن بناء محطة كارون النووية الجديدة، التي تبلغ قدرتها 300 ميغاواط، سيستغرق ثماني سنوات وستكلف حوالي ملياري دولار، مشيراً إلى أن المحطة ستقام في محافظة الأهواز الغنية بالنفط بالقرب من حدودها الغربية مع العراق.
وحضر حفل افتتاح موقع البناء محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية المدنية الإيرانية، الذي كشف للمرة الأولى عن خطط بناء المحطة بكارون في أبريل الماضي.
وتمتلك إيران محطة واحدة للطاقة النووية في ميناء بوشهر جنوب إيران، وجرى تشغيلها في عام 2011 بمساعدة روسيا، لكنها تمتلك العديد من المنشآت النووية الأخرى تحت الأرض.
وجاء الإعلان عن بناء كارون بعد أقل من أسبوعين من إعلان إيران بدء إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في منشأة فوردو النووية تحت الأرض. ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها خطوة مهمة في البرنامج النووي الإيراني.
يذكر أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% يجعل إيران على مرمى حجر من إنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية الذي تبلغ نسبة تخصيبه 90%.
وحذر خبراء منع الانتشار النووي في الأشهر الأخيرة من أن إيران تمتلك الآن ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لإعادة معالجته وتحويله إلى وقود لصنع قنبلة نووية واحدة على الأقل.
وقد دانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الدول الأوروبية الغربية الثلاث التي مازالت ملتزمة بالاتفاق النووي الإيراني، هذه الخطوة. وقد توقفت في الآونة الأخيرة المحاولات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، والذي خفف العقوبات على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.