بعد أسبوع من بدء حملة الانتخابات البرلمانية في تونس، تبدو الشوارع والمدن خالية من كل مظاهر الدعاية للأسماء المرشحة للتنافس على مقاعد البرلمان القادم، الذي تقاطعه المعارضة وسط مخاوف من تأثير ذلك على نسب المشاركة والإقبال على التصويت.
وتستمر الحملة الانتخابية 3 أسابيع قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع يوم 17 ديسمبر المقبل لاختيار161 نائباً للبرلمان الجديد من بين 1055 مترشحاً.
وعلى غير العادة، غابت صور المرشحين من الشوارع والمباني واختفت الخيم المخصصة للدعاية، واقتصر نشاط بعض المرشحين على توزيع بيانات انتخابية تتضمن برامجهم على المارة في الشارع وفي الأسواق العامة، في محاولة لإقناعهم بالتصويت لهم، بينما لجأ مرشحون آخرون للتعريف بأنفسهم وببرامجهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأرجع المحلل السياسي عبد الرحمن زغلامي البداية البطيئة والباردة للحملة الانتخابية إلى مقاطعة أغلب الأحزاب السياسية التي كانت في السابق تنزل بكل ثقلها إلى الشارع لهذه الانتخابات، وإلى الصعوبات التي يجدها المرشحون وأغلبهم أسماء جديدة، في تمويل وتغطية نفقات حملاتهم الانتخابية والتعريف ببرامجهم لدى الناس، خاصة في ظل غياب الدعم المالي من السلطات، تطبيقاً للقانون الانتخابي الجديد.
وربط زغلامي في تصريح لـ"العربية.نت"، غياب اهتمام الناس بهذه الانتخابات وعدم اكتراثهم بمعرفة المرشحين بالأزمة الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع تكلفة المعيشة. وقال إن هذه الأزمة ألقت بظلالها على الوضع العام بالبلاد وسيطرت على مشاغل التونسيين، إلى جانب تزامن الحملة الانتخابية مع منافسات كأس العالم لكرة القدم.
وتابع أن هذه الأسباب ستؤثر على نسبة والإقبال على الانتخابات، لكنه لا يتوقع أن يبلغ العزوف الشعبي درجة كبيرة، ورجّح أن يشارك ثلث الناخبين التونسيين في التصويت.
وكانت أحزاب المعارضة قد أعلنت مقاطعتها للانتخابات البرلمانية، احتجاجاً على القانون الانتخابي الجديد الذي أقرّه الرئيس قيس سعيّد، الذي تقول إنه يؤسّس لنظام حكم الفرد الواحد ولبرلمان من دون صلاحيات، ويعطي للأحزاب السياسية دوراً أقل ويحدّ من مشاركتها في الحياة السياسية.
ومنذ أسابيع، تقود المعارضة حملات في الشوارع لإفشال هذا المسار الانتخابي، من خلال دفع الناس على عدم المشاركة في الاقتراع والامتناع عن التصويت، بينما تأمل الهيئة العليا للانتخابات، التي بدأت حملات توعية لإحياء حماس الناخبين، بأن يدلي غالبية الناخبين المسجلين بأصواتهم.