هدف متأخر ، انتصار تاريخي ، احتفال على طريقة الكبار «ليو والدون» ، طرد يعيد الأذهان إلي زيدان ، فخروج من المونديال وعودة إلي المطار ، أنه أسد الكاميرون الوحيد الذي نجح في تهكير كرة القدم في دقيقة واحدة .

رغم أن الكاميرون خرجت من نهائيات كأس العالم 2022 ، إلا أن الأسود الغير مروضة وقعت على أفضل خروج بتغلبها على البرازيل بهدف دون رد على أرضية ملعب لوسيل في الجولة الثالثة عن المجموعة السابعة ، ويعد الانتصار الكاميروني على البرازيل، تاريخي بكل المقاييس.

وأصبح رجال ريجوبرت سونج هم أول منتخب إفريقي يلحق الهزيمة بنجوم السامبا في كأس العالم ، الهدف المنقذ كان من تسجيل الكابتن فنسنت أبوبكر .

هدف حاسم ضد البرازيل في دقيقه 90، احتفال على طريقه رونالدو ، احتفال على طريقه ميسي ، طرد على طريقه زيدان ، عوده إلى المطار على طريقه المانيا، ابو بكر هكر كرة القدم في دقيقة واحدة .

أصبح فينسنت أبو بكر مهاجم منتخب الكاميرون ، أول لاعب يسجل ويتعرض لبطاقة حمراء في كأس العالم منذ زين الدين زيدان 2006 أمام ايطاليا في النهائي.

فينسنت أبو بكر سجل هدفا واحتفل بخلع القميص ليحصل على بطاقة صفراء ثانية ويغادر المباراة، هذه هي البطاقة الحمراء الثانية في البطولة بعد طرد حارس ويلز واين هينيسي.

أعاد فينسنت أبو بكر نجم الكاميرون، إلى الأذهان ذكرى طرد الفرنسي زين الدين زيدان خلال نهائي كأس العالم 2006 أمام إيطاليا، وذلك بعدما تعرض الأسد الكاميروني للطرد بعد تسجيله هدف فوز بلاده ضد البرازيل، في مباراة الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة السابعة ببطولة كأس العالم قطر 2022.

وقد كان فينسنت أبو بكر – نعم لا أحد غيره – الفضل في تحرير رفاقه في نهاية مباراة كان التسيّد فيها لصالح السيليساو، حيث سدد البرازيل ٢١ تسديدة على المرمى، مقابل سبع تسديدات فقط للكاميرون.

وكانت واحدة من التسديدات الكاميرونية الثلاث نحو المرمى من الدقة الكافية التي أودعتها الشباك البرازيلية لتهدي فرحة لا توصف لشعب بكامله.

وبفضل هذا الهدف الذي انتزع في الوقت الإضافي من الشوط الثاني، وبالتحديد في الدقيقة الثانية بعد التسعين، دخل الكاميرونيون التاريخ لأكثر من سبب.

إن هذا الفوز هو الأول للكاميرون على البرازيل في نهائيات كأس العالم ، ففي البرازيل ٢٠١٤ اندحروا بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، كان اثنان منهما من توقيع نيمار وثالث من فريد ورابع من فيرناندينهو.

وقبل ٢٠ سنة من ذلك، كان روماريو ومارسيو سانتوس وبيبيتو من خلق المتاعب لخط دفاع الكاميرون وإلحاق الهزيمة بثلاثية نظيفة.

في تلك المباراة، كان قد تعرض المدرب الحالي ريجوبرت سونج للطرد، وفي قطر ٢٠٢٢، لقي كابتنه، فينسنت أبوبكر، لنفس المصير لكن لسبب آخر.

فقد وقع فريسة الفرحة العارمة بعد تسجيله للهدف الوحيد في المباراة، فنزع قميصه ليستحق البطاقة الصفراء، والتي كانت الثانية له في نفس الأمسية، وقد حصل على بطاقة صفراء بسبب خطإ كان ضروريا حسب الكثيرين، ارتكبه على مشارف مربع العمليات بينما كان منتخب البرازيل يضغط في سعي حثيث للحصول على هدف.

وأصبح بذلك اللاعب الوحيد الذي يسجل ويحصل على بطاقة حمراء في نفس المباراة ضمن نهائيات كأس العالم، بعد زين الدين زيدان في نهائي ٢٠٠٦ أمام إيطاليا.

غير أن أهم ما في الأمر بالنسبة للرجل الذي وضع بلاده على الطريق الصحيح في المباراة التي آلت إلى التعادل بثلاثة أهداف لمثلها أمام منتخب صربيا.

وقد صرح لميكروفون BeIN Sports: ”بإمكان الكاميرون أن يخرج من المنافسات مرفوع الرأس. علاوة على ذلك، فقد مرت سنين طويلة لم يفز فيها منتخب الكاميرون بأي مباراة في نهائيات كأس العالم.“

وآخر عهد له بالفوز يعود إلى ٢٠٠٢ حين واجه المنتخب السعودي في الجولة الثانية بسبب صامويل إيتو، وقد جاء هذا النصر ليهدي الفرحة والاحتفالات لقارة بأكملها.

وهذه هي المرة الأولى التي تتوفق كل المنتخبات الإفريقية المشاركة في تسجيل انتصار واحد على الأقل في نفس النسخة من كأس العالم.

فعلى أرض قطر، حصد كل من السنغال والمغرب انتصارين فيما انتزعت كل من تونس والكاميرون فوزاً وحيداً. وقد أصبح الكاميرون أول منتخب إفريقي يلحق الهزيمة بالبرازيل في نهائيات كأس العالم.

كانت تلك إذاً أمسية رائعة بالنسبة للأسود غير المروضة التي لم تخضع لقانون تشكيلة، وإن كانت بديلة، إلا أنها تتمتع رغم ذلك بمواهب لاعبين من طينة غابرييل خيسوس، رودريجو، فابينيو، وحتى فريد.

وقد صرح جيروم نجوم مبيكيلي (٢٤ عاماً) الذي دخل إلى أرضية الميدان في الدقيقة ٨٦ ليخوض أول مباراة دولية له مع منتخب الكاميرون، لميكروفون L’Equipe: ”إنها لفرحة كبيرة أن تستطيع تحقيق حلم. إن الحلم هو خوض غمار كأس العالم ومنازلة البرازيل ولاعبين أتابعهم نهاية كل أسبوع في الدوري الممتاز وفي أفضل دوريات العالم.“ وأضاف: ”أنا اليوم أنازلهم وهذا يملؤني بالفخر. بل إني أقوم بتمريرة حاسمة.“

تمريرة حاسمة ستظل محفوظة في سجلات الأسود غير المروضة، وتاريخية بكل المقاييس.