طلاسم وتمائم كرة القدم


ثمة ما هو سياسي وثقافي في كتاب «كرة القدم بين الشمس والظل»، وعلى الرغم من أن أنظمة «الفيفا» اليوم تحظر أو تمنع أي مظهر سياسي قولاً أو فعلاً أو رمزاً في الملاعب، إلّا أن السياسة تظل تتسرّب إلى هذه اللعبة الكونية ولو في حدود إشارية غير مباشرة، لكن بعيداً عن السياسة، فإن الجميل في كرة القدم هو أساطيرها وقصص لاعبيها ومشجعيها الغريبة والممزوجة بالمعتقدات الشعبية والخرافية مثل قصة ذلك المشجع البرازيلي الذي خَطَر له أن يدفن ضفدعاً في ملعب نادي فاسكو دي غاما وقال:.. يجب أن يحرز الفاسكو البطولة خلال اثنتي عشرة سنة، ويقول غاليانو إن ما يجلب سوء الطابع على لاعبي الكرة أن يطأ المرء ضفدعاً أو يدوس على ظل شجرة، أو يمرّ من تحت درج، أو يجلس بالمقلوب أو ينام بالمقلوب، أو يفتح مِظَلّة تحت سقف، أو يَعدّ أسنانه أو يكسر مرآة «.. ولكن هذه القائمة تبدو قصيرة جداً في عالم كرة القدم»، وفي مونديال 1986 و1990 كان كارلوس بيلاردو المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني لا يسمح للاعبيه بأن يأكلوا لحم الدجاج، لأنه يجلب لهم سوء الطالع، وكان يجبرهم على أكل لحم البقر.


من الطلاسم والتمائم التي ترافق لعبة كرة القدم يذكر غاليانو أن كثيراً من الّلاعبين يدخلون الملعب بقدمهم اليمنى وهم يرسمون إشارة الصليب، وهناك من يُقَبّلون قائم المرمى، وآخرون يلمسون العشب، ويقول غاليانو إن حارس مرمى الأرجنتين آماديو كاريثو أمضى ثماني مباريات ومرماه لا يُمَسّ بفضل قُبّعَة كان يعتمرها في الشمس والظل، وذات يوم سرق أحد الّلاعبين قبّعته، فلم يستطع كاريثو صدّ هدفين وخسر فريقه المباراة، أما أغرب تمائم كرة القدم فهي حكاية مشجّع ريال مدريد الذي عمد في إحدى المباريات إلى دفن رأس ثوم في منتصف أرض الملعب ليحرز ناديه البطولة.
قبل سنوات قرأت كتاباً بعنوان «تاريخ الملح»، وطالعت فيه أن بعض المسرحيين يرشّون الملح على خشبة المسرح قبل العرض لطرد الشياطين، وإذ بي أقرأ اليوم عند غاليانو أنه من أجل استدعاء أرواح الهزيمة الخبيثة ينثر المشجعون الملح في ملعب الخصوم، ومن أجل إبعاد تلك الأرواح الخبيثة ينثرون في ملعب فريقهم حفنات من حبوب القمح أو الرز، والبعض يُلقي أزهاراً في البحر، ويقول غاليانو إن المنتخب المكسيكي وصل إلى مونديال 1930 مثقلاً بالنبوءات المشؤومة، وعشيّة مباراته ضد فرنسا وَجّه المدرّب المكسيكي خوان لوكي دي سيرايونغا كلمته التشجيعية إلى الّلاعبين وأكد لهم أن عذراء غوادالوبي (شفيعة المكسيك) كانت تصلي من أجلهم في الوطن، فوق جبل تيبياك.
في مونديال 1938 صادف حدوث وقائع مهمّة في العالم يذكرها غاليانو على هامش كرة القدم:.. ماكس ثيلر يكتشف اللقاح المضاد للحمّى الصفراوية، ميلاد الصورة الملوّنة، بروفسور من هارفرد يخترع النايلون، وينتحر الشاعران الأرجنتينيان: الفونسينا ستورني، وليوبولدو لوغونيس، وألمانيا تحتل النمسا، وفرانكو يحاصر آخر مواقع الجمهورية الإسبانية، وينشر سارتر روايته «الغثيان».

*نقلاً عن الاتحاد الإماراتية

تاريخ الخبر: 2022-12-04 12:18:56
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 80%
الأهمية: 85%

آخر الأخبار حول العالم

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية