ماكرون الأكثر عقلانية في مقاربة الحرب


الحرب لا تدور رحاها في أوكرانيا فحسب. بل إنها تطاول تقريباً معظم الدول على مستويات مختلفة. وهنا تكمن أهمية إيجاد تسوية سياسية قبل فوات الأوان، لأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من النزاع لا بد أن يأتي بنتائج كارثية على العالم برمته.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قام بزيارة دولة للولايات المتحدة في وقت سابق من الأسبوع الماضي، رد بالإيجاب على سؤال لشبكة "أي بي سي" الأميركية، عما إذا كان لا يزال يرى أن الحوار ممكن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

الملاحظ هنا أن جواب الرئيس الأميركي جو بايدن في المؤتمر الصحافي المشترك مع ماكرون، رداً على السؤال نفسه، كان مشروطاً، عندما قال أن اتصالاً ببوتين أمر ممكن إذا كان الرئيس الروسي يبحث عن وسيلة لإنهاء الحرب.
ومع ذلك، يمكن الاستنتاج أن بايدن لا ينفي على الإطلاق إمكان الاتصال مع بوتين، وإن كان حصر الموضوع في مسألة وقف الحرب فقط... وقبل ذلك، قال الرئيس الأميركي مراراً أن لا بد في نهاية المطاف من ولوج الطرق الديبلوماسية لإيجاد حل دائم للنزاع.

والرئيس الفرنسي أعلن قبل لقائه بايدن، أنه يعتزم مهاتفة بوتين في الأيام المقبلة بعد انقطاع دام أسابيع. وإرجاء ماكرون المكالمة مع بوتين إلى ما بعد زيارته للولايات المتحدة، كانت على ما يبدو بقصد التباحث مع بايدن في استراتيجية متكاملة لوضع حد للنزاع الأوكراني.

هذا النزاع الذي يرهق أوروبا اقتصادياً من جهة، ويهدد بالتوسع والتصعيد نحو سيناريوات كارثية، لا بد من وضع نهاية له. كل الكلام الأميركي والأوروبي عن الدعم المطلق لأوكرانيا في مواجهة روسيا، يصب في سياق التطمينات من أن الغرب لن يتخلى عن كييف.

إنما هناك حقيقة لم يعد في إمكان لا الأميركيين ولا الأوروبيين تجاهلها. ومن هذه الحقائق أن الحرب في حال طالت أكثر، تهدد بمزيد من التكاليف البشرية والمادية التي تدفعها أوكرانيا. والاتحاد الأوروبي تحدث قبل أيام عن مقتل مئة ألف جندي أوكراني، على رغم من استياء كييف من مثل هذا الإعلان الذي ينال من معنويات الجيش الأوكراني.

لكن رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي كان تحدث قبل أسبوعين عن سقوط ما لا يقل عن مئة ألف جندي أوكراني بين قتيل وجريح ومثلهم من الجنود الروس. هذا الكلام الذي ورد على لسان ميلي أو على لسان ناطق باسم الاتحاد الأوروبي ليس القصد منه سوى التدليل على عبثية الحرب من الآن فصاعداً.

هذا عدا الكلفة المادية وخسارة كييف نحو 45 في المئة من طاقتها الاقتصادية. ودمر القصف الروسي 40 في المئة من شبكة الكهرباء الأوكرانية، وأوقع مدناً في ظلام دامس وأجبر ملايين الناس على اتباع نظام تقنين، على صعيد استخدام الكهرباء أو المياه، فضلاً عن الدمار الذي لحق بالبنى التحتية الأخرى من مصانع وجسور ومستشفيات ومدارس. والتقديرات تشير إلى أن أوكرانيا ستكون بحاجة حتى الآن، إلى أكثر من 450 مليار دولار لإعادة البناء.

كل هذا حصل في غضون عشرة أشهر من الحرب، فكيف إذا استمر القتال عشرة أشهر أخرى أو امتد لسنوات. التفكير العقلاني لدى بعض القادة في الغرب وبينهم ماكرون، أن الوقت قد حان كي تصمت المدافع ويبدأ الحوار، خصوصاً بعدما حقق الجيش الأوكراني منذ أيلول سلسلة من الانتصارات العسكرية التي من شأنها أن توفر لكييف التفاوض من موقع القوة. أما الاستسلام لإغراء استسهال الجزء المقبل من المعارك، كطرد الروس من الدونباس أو القرم، فإنه يصب في خانة التصعيد الذي قد يجر روسيا إلى التصعيد النووي هذه المرة.

صحيح أن الغرب يقول إنه لن يفرض على كييف أي شيء ترفضه في المفاوضات. لكنّ ثمة واقعاً وموازين للقوة يتعين أخذها في الحسبان.

نقلاً عن "النهار"

تاريخ الخبر: 2022-12-04 15:18:46
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 89%
الأهمية: 85%

آخر الأخبار حول العالم

تحديد سعر الطرح النهائي لاكتتاب مياهنا عند 11.50 ريال للسهم

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:24:25
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 50%

الصين توصي باستخدام نظام بيدو للملاحة في الدراجات الكهربائية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:25:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

انخفاض الرقم القياسي للإنتاج الصناعي بنسبة 8.7% خلال مارس 2024م السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:23:59
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:25:06
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية