التاريخ لا ينسى.. حينما تحدى المغرب الـ"فيفا" و "فرنسا" وتعرَّض لعقوبات بسبب تضامنه مع جبهة التحرير الجزائرية

 

أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة

لا شك أن العالم يقف شاهدا على عديد من المواقف النضالية التي أسداها المغرب على مر التاريخ للجزائر، حيث كان له الفضل كل الفضل في تحقيق الجارة الشرقية لاستقلالها، قبل أن تتنكر هذه الأخيرة لكل تلك التضحيات وتنخرط في مسلسل من المؤامرات المستمرة التي سعت من خلال إلى محاولة زعزعة استقرار المملكة الشريفة.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، قررت جبهة التحرير الجزائرية في سنة 1957، تأسيس تنظيمات تابعة لها، ولعل أبرزها، إحداث "فريق وطني" لكرة القدم، بهدف التعريف بالثورة الجزائرية، حيث كانت جبهة التحرير تراهن على الرياضة، خاصة كرة القدم، ذات الشعبية العالمية، من أجل التعريف بقضيتها القومية.

عقب ذلك، أسندت جبهة التحرير الجزائرية، مهمة اختيار لاعبي المنتخب لـ"محمد بومزراق"، الذي كان يشغل آنذاك منصب مدير الرابطة الجهوية الجزائرية التابعة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وبالفعل، شرع "بومرزاق" في مباشرة مهامه بشكل سري، قبل أن تتفاجأ السلطات الفرنسية في 13 أبريل 1958، بالتحاق لاعبين جزائريين بارزين (ينتمون لأندية فرنسية)، بتونس، أين يوجد مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة.

 هذا الحادث الفجائي، أثار غضب السلطات الفرنسية، ما دفع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إلى محاولة استعادة اللاعبين الجزائريين الفارين، أبرزهم "رشيد مخلوفي" و"مصطفى زيتوني"، أحد أبرز نجوم المنتخب الفرنسي آنذاك، خاصة أن منتخب "الديكة" كانت تنتظره مشاركة هامة في كأس العالم التي أقيمت نفس السنة بالسويد.

وبسبب الضغوطات الكبيرة التي مارسها الاتحاد الفرنسي لكرة القدم على الاتحاد الدولي "فيفا"، اضطر هذا الأخير إلى التهديد بفرض عقوبات على أي منتخب سيواجه الفريق الجزائري (غير المعترف به آنذاك)، تبلغت حد الطرد من نهائيات كأس العالم.

وبعد أن تمكن "بومرزاق" من تشكيل منتخب جزائري، وجهت الدعوة للمنتخب المغربي إلى جانب كل من منتخب الجمهورية العربية المتحدة المشكل آنذاك من لاعبين من سوريا ومصر، والمنتخب التونسي وبطبيعة الحال منتخب جبهة التحرير الجزائرية، للمشاركة في دوري أطلق عليه اسم المناضلة الجزائرية "جميلة بوحيرد"، غير أن منتخب الجمهورية العربية المتحدة، اعتذر عن المشاركة في هذا الدوري الذي نظم في تونس، خوفا من العقوبات التي توعد بها الـ"فيفا".

المباراة الافتتاحية للدوري سالف الذكر، انتهت بفوز منتخب جبهة التحرير الجزائرية على المنتخب التونسي بـ(5-1)، قبل أن يتمكن المنتخب الجزائري في الـ 09 من شهر ماي من سنة 1958 من الفوز في المقابلة الثانية على المنتخب المغربي بـ(1-0)، آنذاك تدخل الاتحاد الفرنسي، وضغط على بقوة على الـ"فيفا"، حيث تقرر معاقبة "المنتخب المغربي" بالحرمان من خوض أي مقابلة دولية "مدة سنة" كاملة، بسبب مباراته التي واجه من خلالها منتخب الجزائر (غير معترف به) من طرف الاتحادين، الدولي والإفريقي لكرة القدم.

المغرب تقبل هذه العقوبات بارتياح كبير، وهو ما أكده "منصف اليازغي"، عضو المركز المغربي للدراسات والأبحاث في المجال الرياضي، عبر شريط فيديو، أوضح فيه أن السلطان "محمد الخامس" رحمه الله، عند إخباره باحتمال فرض عقوبة التوقيف على المغرب قال "إذا لم تكتف الفيفا بسنتين بإمكانها أن تفرض أربع سنوات إذا كان ذلك من أجل الجزائر".

وبسبب هذا الإيقاف، لم يتمكن المنتخب المغربي من المشاركة للمرة الأولى في تاريخه في كأس إفريقيا لكرة القدم التي أقيمت في مصر سنة 1959، وقد كان المغاربة آنذاك، يملكون حظوظا كبيرة للتويج باللقب، بالنظر إلى مشاركة ثلاثة منتخبات فقط، هي مصر، إثيوبيا والسودان.

ورغم عقوبات الـ"فيفا"، لم يتوانى المغرب في دعم المنتخب الجزائري، حيث وجه له الدعوة للحضور إلى الرباط، بهدف خوض مباريات مع منتخبات العصب، وهو ما تم بالفعل يوم 13 نونبر 1958، حيث حظي الجزائريون باستقبال شعبي ورسمي كبير.

وفي سياق متصل، أجرى منتخب الثورة الجزائرية يوم 18 نونبر من سنة 1958 مقابلة ضد منتخب عصبة الدار البيضاء، وهي المباراة التي عرفت حضور السلطان محمد الخامس وجمهور كبير، قبل أن يواجه في الـ 21 من نفس الشهر، منتخب عصبة الرباط، بحضور الأمير مولاي عبد الله والمطربة الجزائرية "وردة"، فضلا عن مباريات أخرى مع منتخبات العصب، تم خلالها جمع تبرعات مالية لدعم الثورة الجزائرية ومنتخبها.

وبعد سنتين من تأسيس المنتخب الجزائري، انضم إليه اللاعب "عبد الله السطاتي"، الذي سبق له أن لعب لفريق الراك والوداد وبوردو الفرنسي في الخمسينيات, وهو من مواليد مدينة سطات من أب جزائري وأم مغربية.

وبذلك لعب المغرب دورا مهما في انطلاقة هذا الفريق، الذي لعب مباريات أيضا في أوروبا الشرقية، كان الهدف من ورائها هو التعريف الثورة الجزائرية وحشد الدعم لها.

تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:23:30
المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 68%
الأهمية: 83%

آخر الأخبار حول العالم

سمرقند تستضيف قرعة كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة يوم 26 ماي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:25:05
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

فرنسا.. قتيل وجريح في حادث إطلاق نار في تولوز

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:25:08
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

تحديات الذكاء الإصطناعي.. وآليات التوجيه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:25:45
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

تحديات الذكاء الإصطناعي.. وآليات التوجيه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:25:37
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

جلالة الملك يوجه خطابا إلى القمة الـ 15 لمنظمة التعاون الإسلامي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:25:03
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية