سيطرت حالة من السعادة على أهالى الإسكندرية بمجرد الإعلان عن افتتاح حدائق المنتزه بعد التطوير الكامل للأماكن الأثرية القديمة وما تم إنشاؤه مجدّداً لتصبح منطقة سياحية كبرى تضم 926 وحدة سياحية، و4 بحيرات صناعية يربط بينها 3 شلالات من الأحجار الطبيعية، و31 كابينة لهواة التخييم بالغابات الساحلية.

خطة التطوير فى حدائق المنتزه التاريخية تشمل 2278 باكية للسيارات و14 باكية للأوتوبيسات السياحية فى الجراج الحضارى، و18.500 ألف متر مشايات صديقة للبيئة من المواد الطبيعية، مع إعادة إنشاء قرية البراديس على طراز القرى الساحلية للبحر المتوسط، بإجمالى 152 غرفة وتطوير وإعادة الأثر التاريخى والمعمارى لقصر السلاملك، وتطوير منطقة كشك الشاى، مع الحفاظ على الطابع والطراز المعمارى.

الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل تم إطلاق متحف القطار الملكى عبر إعادة توظيف جراج القطار الملكى كمتحف يُعرض به القطار الملكى على مساحة 530 متراً، بالإضافة إلى جزيرة «ساحة الغروب» التى تطل على مزارع الأسماك الملكية، والمنطقة الغربية من شاطئ الجزيرة، وفنار الإسكندرية الأثرى، مع رفع كفاءة الكورنيش «الممشى الأزرق» الممتد بطول 5 كيلومترات، وإعادة افتتاح غرفة الملك والمطعم الأزرق والأجنحة الملكية، بالإضافة إلى خدمات القصر، ناهيك عن تطوير طاحونة الهواء وصهريج المياه وبرج الساعة، وإعادتها بنفس آلية عملها القديمة.

خبير سياحى: نستعيد الريادة السياحية

وقال محمد سعد، الخبير السياحى فى الإسكندرية، إن تطوير المنتزه بهذا الأمر سيعيد الإسكندرية إلى مكانتها السياحية الكبرى فى مصر بل والشرق الأوسط، نظراً للحفاظ على الجانب التراثى الخاص بها، بالإضافة إلى التطوير وفقاً لاحتياجات السياحة العالمية.

وأضاف «سعد» لـ«الوطن» أن ما أعلن فى افتتاح المنتزه أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى دليل على أن الدولة تحمى تراثها ولا تستهين به أبداً، كما أن الصور العليا للمنتزه أثبتت الحفاظ على المسطحات الخضراء لتكون خير رد على ما أشيع عن أن مصر تقطع الأشجار التاريخية.

وأكد أن منطقة المنتزه أصبحت تحتوى على كل شىء يحتاجه السائح العالمى والمصرى، من حيث الوحدات السياحية وأماكن التنزه والشواطئ، بالإضافة إلى الأماكن الأثرية، لذا فهو خير تطوير لجنة الإسكندرية.

«منار»: البحيرات مبهرة

وأضافت منار إبراهيم، واحدة من رواد حديقة المنتزه، أنها شعرت بسعادة غامرة لمجرد رؤيتها المنتزه فى ثوبها الجديد، متابعة: «الناس كانوا بيقولوا إن اللى بيحصل تغيير وذكرياتنا هتروح، بالعكس طلع تطوير حلو وحافظوا على التراث وجملوه».

وقالت إنها أعجبت بالبحيرات التى أضيفت فى المنتزه وشكلت إبداعاً جميلاً للحدائق، فأصبحت كما يُقال «مياه وخضرا وكل ما هو حسن».

«مينا»: التطوير حافظ على الطابع الأثرى

وشاركها الرأى مينا يوسف، 27 سنة، محاسب بالإسكندرية، مؤكداً أن المنتزه أصبحت جنة حقيقية فى الإسكندرية، مع الحفاظ على التراث، مثل طاحونة الهواء وصهريج المياه وبرج الساعة، التى تم تطويرها بشكلها القديم ذاته، لافتاً إلى أن تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن المنتزه متاحة للكل هو كلمة مهمة تطيح بكل من شكّكوا فى ذلك.

وأضاف أن أكثر ما أسعده هو حفاظ التطوير على الطابع التراثى، حفاظاً على ذكريات المواطنين، الذين يُعد واحداً منهم، بالإضافة إلى إطلاق أماكن جديدة من أجل صناعة ذكريات جديدة فى هذه الأماكن.