قالت أوكرانيا إن روسيا دمرت منازل في جنوب شرق البلاد وتسببت في انقطاع الكهرباء في أماكن عديدة بشنها وابلاً جديداً من الهجمات الصاروخية الاثنين، فيما قالت موسكو إن طائرات مُسيّرة أوكرانية هاجمت قاعدتَين جويتَين في عمق روسيا على بعد مئات الكيلومترات من الخطوط الأمامية.

وتأتي الضربات الروسية الجديدة في اليوم نفسه مع بدء سريان آلية لتحديد سقف لسعر مبيع النفط الروسي بجانب الدول الغربية التي تحاول بذلك تجفيف إيرادات موسكو لتمويل حربها على أوكرانيا.

واعتبر الكرملين صباح الاثنين أن هذه التدابير "لن تؤثر" على هجومه.

وأغرقت الضربات أجزاءً من البلاد مرة أخرى في ظلام دامس مع انخفاض درجات الحرارة في أنحاء أوكرانيا الآن إلى تحت الصفر. غير أن أوكرانيا أعلنت إسقاط معظم تلك الصواريخ.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أربعة على الأقل قُتلوا في الهجمات الصاروخية الروسية. وأضاف أن عمال الطاقة بدأوا بالفعل العمل على استعادة إمدادات الكهرباء.

مسيّرات تضرب قاعدة روسية

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات مُسيّرة أوكرانية هاجمت قاعدتَين جويتَين في ريازان وساراتوف في جنوب روسيا مما أدّى إل مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة وإلحاق أضرار بطائرتَين.

ولم تعلن أوكرانيا بشكل مباشر مسؤوليتها عن الهجمات. وإن كانت وراءها، فهي الأبعد داخل العمق الروسي منذ أن شنت موسكو الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.

وأحد الهدفَين كان قاعدة إنجلز التي تقع على بعد نحو 730 كيلومتراً جنوبي موسكو، وهي واحدة من قاعدتين إستراتيجيتين للقاذفات النووية الروسية المحمولة جواً، وتتألف من 60 إلى 70 طائرة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: "في مسعى لتعطيل الطائرات الروسية بعيدة المدى، نفذ نظام كييف محاولات لضرب مطارَين عسكريَّين، دياجيليفو بمنطقة ريازان وإنجلز بمنطقة ساراتوف، بطائرات مسيّرة سوفيتية الصنع".

وأضافت أن الدفاعات الجوية اعترضت الطائرات المُسيّرة التي كانت تحلّق على ارتفاع منخفض وأسقطتها وألحق حطامها أضراراً طفيفة بطائرتَين. ووردت أنباء عن سقوط قتلى في قاعدة ريازان الواقعة على بعد 185 كيلومتراً جنوب شرقي موسكو.

وقالت إنه على الرغم من ذلك، ردّت روسيا "بضربة مكثفة لمنظومة التحكم العسكري والعتاد ذي الصلة داخل مجمع الدفاعات ولمراكز الاتصالات والطاقة والوحدات العسكرية الأوكرانية بأسلحة جوية وبحرية عالية الدقة"، مضيفة أن جميع الأهداف المحددة، وعددها 17، أُصيبت.

أوكرانيا تسقط صواريخاً روسية

وعلى صعيد آخر، أعلنت أوكرانيا الاثنين إسقاط أكثر من 60 صاروخاً روسياً استهدفت البنية التحتية الحيوية في البلاد.

واستهدفت ضربات سابقة، لم تعلن أي جهة المسؤولية عنها، مخازن أسلحة ومستودعات وقود في مناطق روسية قريبة من الحدود مع أوكرانيا، ودمرت ما لا يقل عن سبع طائرات حربية في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014.

بوتين يعبر جسر القرم بسيارته

وفي هذه الاجواء المتوترة، ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مشاهد على التلفزيون يقود سيارةً لعبور جسر القرم الذي يربط بين الأراضي الروسية وشبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمّتها موسكو عام 2014.

وكتب مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك على تويتر الاثنين: "إذا أُطلق شيء ما في المجال الجوي لدول أخرى، فستعود الأجسام الطائرة المجهولة عاجلاً أو آجلاً إلى نقطة انطلاقها".

نصف كييف بلا كهرباء

وفي سياق منفصل، قال حاكم منطقة كييف إن نصف المنطقة المحيطة بالعاصمة الأوكرانية تقريباً ستظل بلا كهرباء في الأيام المقبلة بعد الضربات الصاروخية الروسية على منشآت الطاقة.

وقال أوليكسي كوليبا حاكم المنطقة على تطبيق المراسلة تليغرام في ساعة متأخرة من مساء الاثنين: "في الأيام المقبلة، سيكون نحو نصف المنطقة بلا كهرباء".

واضطرت شركة (دي.تي.إي.كيه)، أكبر مزود خاص للطاقة في أوكرانيا، إلى فصل منشأة تابعة لها من شبكة الكهرباء بسبب الأضرار الناجمة عن هجمات الاثنين، وقالت إن المنشأة كانت استُهدفت 17 مرة في الشهرين الماضيين.

وأعلنت شركة المياه الأوكرانية على تليغرام أن الكهرباء انقطعت عن جميع محطات ضخ المياه والخطوط الاحتياطية في منطقة أوديسا، مما أدى إلى انقطاع إمدادات المياه.

النفط الروسي

دخل قرار وضع سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحراً عند 60 دولاراً للبرميل حيز التنفيذ الاثنين في أحدث إجراء غربي لمعاقبة موسكو على غزوها الأراضي الأوكرانية. وتعد روسيا ثاني أكبر مُصدِّر للنفط في العالم.

ولا يسمح الاتفاق بشحن النفط الروسي إلى الدول الأخرى عبر ناقلات تابعة لدول مجموعة السبع ودول الاتحاد الأوروبي وشركات التأمين ومؤسسات الائتمان إلا إذا جرى شراء الشحنة بسعر 60 دولاراً للبرميل أو أقل.

وتقول موسكو إنها لن تلتزم القرار حتى لو اضطرت إلى خفض الإنتاج.

فيما تريد أوكرانيا خفض السقف وقال زيلينسكي إن وضع السقف عند 60 دولاراً غير كافٍ لوقف الهجوم الروسي على بلاده.

وبيعَ مزيج النفط الروسي بنحو 79 دولاراً للبرميل في الأسواق الآسيوية الاثنين، وهو أعلى بنحو الثلث تقريباً عن سقف السعر الذي نص عليه الاتفاق، وفقاً لبيانات رفينيتيف وتقديرات المصادر الصناعية.

TRT عربي - وكالات