عقد البيت الأبيض الأسبوع الماضي اجتماعاً رفيع المستوى لمناقشة مقاربته تجاه الحكومة الإسرائيلية الجديدة وإمكانية عدم التعامل مع بعض وزرائها اليمينيين المتطرفين، وفق ما قال مسؤولان أمريكيان لصحيفة "أكسيوس".

ويُعد هذا الاجتماع الأول من نوعه منذ إجراء الانتخابات الإسرائيلية في 1 نوفمبر/تشرين الثاني، وكان شديد الحساسية لأن إسرائيل أحد أقرب الحلفاء للولايات المتحدة.

ومن المقرر أن تضم الحكومة الإسرائيلية الجديدة عدة وزراء من اليمين المتطرف، بما في ذلك إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وهما سياسيان معروفان بخطابهما العنصري اليهودي.

وفي السياق ذاته، أفاد تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي وجرى تحديثه بعد فترة ليست طويلة من الانتخابات الإسرائيلية، بأن صعود قوى اليمين المتطرف شريكاً محتملاً لنتنياهو في الائتلاف أثار جدلاً حول "الآثار المترتبة لذلك على ديمقراطية إسرائيل، وقدرتها على إدارة التوترات مع العرب والفلسطينيين، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة ودول أخرى ".

وأضاف التقرير أن بن غفير وسموتريتش "يدعمان علناً السياسات الرامية إلى تفضيل مواطني إسرائيل اليهود على مواطنيها العرب وضم الضفة الغربية".

وحسبما جاء في "أكسيوس" فقد عقدت "لجنة النواب" بمجلس الأمن القومي الأسبوع الماضي، لقاء ضم مسؤولين كباراً، ناقشوا فيه المبادئ التوجيهية للتعامل مع الحكومة الجديدة، بخاصة الوزراء اليمينيين المتطرفين.

وفي حين أنه لم يُتخَذ أي قرارات، ألمح السفير الأمريكي في إسرائيل توم نيدز هذا الأسبوع إلى أن إدارة بايدن قد لا تتعامل مباشرة مع بن غفير وسموتريتش.

وفي مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين، سُئل نيدز عما إذا كان هو أو غيره من مسؤولي إدارة بايدن سيعملون مع السياسيين اليمينيين المتطرفين، ورد على ذلك قائلاً: "سنعمل مع رئيس الوزراء نتنياهو".

وخلال مؤتمر "جي ستريت" الأحد الماضي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض أنتوني بلينكن إن إدارة بايدن "ستتعامل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة وفقاً لسياستها وليس وفقاً لشخصيات فردية".

وأعرب بلينكن عن قلقه إزاء حملات القمع والعنف المتصاعدة ضد الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة "تطبيق العدالة المتساوية في ظل القانون"

وقال إن "الولايات المتحدة تعارض الخطوات التي تقوّض احتمالات حل الدولتين، مثل التوسع الاستيطاني والتحركات نحو ضم الضفة الغربية وتعطيل الوضع التاريخي الراهن في الأماكن المقدسة وهدم منازل الفلسطينيين".

وفقاً للمسؤولين الأمريكيين ، كان نيدز يحث البيت الأبيض ووزارة الخارجية على اتباع نهج أكثر دقة وحذراً تجاه الحكومة الجديدة وعدم التسرع في النقد العام أو اتخاذ إجراءات ضد الحكومة.

وتنقل "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن السفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هيرزوغ "ضغط على مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية خلال الأسبوعين الماضيين لعدم التسرع في وضع سياسة وعدم اتخاذ موقف متشدد تجاه الحكومة الإسرائيلية الجديدة".

وكشف المسؤولون أنه لم يُتخَذ أي قرارات في اجتماع البيت الأبيض ومن المتوقع أن تناقَش القضية في الأسابيع المقبلة، بما في ذلك مع الرئيس بايدن.

TRT عربي - وكالات