قال المهندس وديع بوشيحة، الرئيس التنفيذى للشركة الفرنسية «آر. إيه. تى. بى ديف للنقل كايرو»، إن الشركة حرصت من خلال إدارة وتشغيل الخط الثالث لمترو الأنفاق وقطار العاصمة على تشجيع عملائها نحو استخدام النقل الجماعى بدلًا من سياراتهم الخاصة.

وكشف «بوشيحة»، فى حواره مع «الدستور»، عن أن الخط الثالث يستقبل ما يزيد على ٤٠٠ ألف راكب يوميًا، وتستهدف الشركة الوصول إلى نقل ١.٥ مليون راكب يوميًا من خلاله هذه الفترة المقبلة. 

وأشار إلى تجربة توفير خدمة «الواى فاى» فى محطة «العباسية» بالخط الثالث لمترو الأنفاق، كاشفًا عن سعى الشركة لتعميمها فى مختلف محطات الخط فى الفترة المقبلة.

■ بداية.. هل لك أن تعرفنا أكثر على شركتكم ومهامها ومشروعاتها فى مصر؟

- «آر. إيه. تى. بى ديف للنقل كايرو» هى الشركة المحلية التابعة لمجموعة «آر. إيه. تى. بى ديف» الفرنسية الرائدة، المتخصصة فى تشغيل وصيانة أنظمة النقل فى جميع أنحاء العالم.

وتتولى الشركة إدارة تشغيل الخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة، المعروف بـ«الخط الأخضر»، منذ يونيو ٢٠٢١ ولمدة ١٥ عامًا مقبلة، إلى جانب قطار العاصمة «القطار الكهربائى الخفيف»، وذلك منذ يوليو ٢٠٢٢ ولمدة ٢٠ عامًا.

وحددت الشركة ٣ مجالات أساسية لخطط التنمية المستدامة بمشروعاتها فى مصر، أولها الاستدامة البيئية من خلال تشجيع عملائها على استخدام مواصلات النقل الجماعى بدلًا من السيارات الخاصة، بهدف تقليل انبعاثات الكربون، ودعم استخدام الطاقة النظيفة، خاصة أن قطاع النقل يمثل أحد أكبر التحديات البيئية على مستوى العالم. وأشير هنا إلى حصول الشركة على شهادة «الأيزو ٥٠٠٠١»، فى ظل تطبيقها نظام إدارة يساعد على تحسين أداء الطاقة فى العمل، واستخدامها بشكل أكثر كفاءة. 

وتعد «آر. إيه. تى. بى ديف للنقل كايرو» من أوائل الشركات فى مجال النقل الحاصلة على شهادة «الأيزو ٥٠٠٠١»، وتسعى الشركة فى هذا المجال إلى الوصول لتخفيض ٢٠٪ من استهلاك الطاقة لكل رحلة، وخفض معدل الاحتباس الحرارى بنسبة ٥٠٪، بحلول عام ٢٠٢٥.

■ وماذا عن المجال الثانى لخطط التنمية المستدامة؟

- هو معْنِى بالاستدامة الاقتصادية، وتسعى من خلاله الشركة إلى تحسين وتخفيض التكاليف، عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة فى إدارة وتشغيل خطوط المواصلات، والانتقال إلى الصيانة الاستباقية بدلًا من الصيانة القائمة على الجدول الزمنى، ما يخلق المزيد من تدفقات الإيرادات، وتطوير خدمات جديدة. كما يتمثل أحد الجوانب الرئيسية للاستدامة الاقتصادية فى كيفية إدارة الأصول، وهى أحد المجالات التى تميزت بها مجموعة «آر. إيه. تى. بى ديف» الفرنسية خلال الفترة الماضية، عبر العمل المستمر لزيادة العمر الافتراضى للقطارات قدر الإمكان بطريقة آمنة تمامًا، وبالتالى القطار الذى يصلح للعمل ٢٠ عامًا كعمر افتراضى، يمكن أن يتضاعف عمره.

■ وعن ماذا يدور المجال الثالث؟

- المجال الثالث معْنِى بالاستدامة الاجتماعية، وهو نشاط متواصل يهدف إلى الارتقاء بأسلوب حياة الأفراد، وتسعى الشركة دائمًا إلى أن تكون عضوًا فعالًا وذا مسئولية اجتماعية، لذلك نجحت منفردة بمجال النقل فى الحصول على شهادة «الأيزو٢٦٠٠٠» وهو نظام إدارة كل ما يتعلق بالمسئولية المجتمعية.

وتعمل الشركة حاليًا على دراسة تطبيق هذا النظام فى مصر مثلما حدث فى فرنسا، عن طريق تبنى العديد من المبادرات الاجتماعية لتطوير قطاعات مختلفة مثل المدارس والخدمات العامة، وتأمل الشركة خلال الفترة المقبلة فى إحداث تحول جذرى عن مفهوم استخدام وسائل النقل العام للجمهور قائمة على سلامة وراحة الركاب.

■ إذن.. ما الآلية التى تتبعها الشركة للحفاظ على جودة الخدمة المقدمة لجمهور الركاب؟

- تحرص الشركة بشكل دورى على تحسين الخدمة المقدمة لجميع الركاب دون استثناء داخل محطات مترو الخط الأخضر الثالث ومحطات قطار العاصمة، وتدرب الشركة فريق العمل على كيفية معاملة الركاب والاستجابة لطلباتهم والرد على استفساراتهم بشكل فورى.

هناك فريق مخصص داخل المحطات لمساعدة ذوى الهمم وكبار السن، كما خصصت الشركة رقم «١٩٥٤٩» لخدمة العملاء واستقبال جميع الاستفسارات والشكاوى.

وتستقبل الشركة بشكل دورى الاستفسارات أو الشكاوى المقدمة من الركاب داخل المحطات عن طريق هذا الرقم، إلى جانب الموقع الإلكترونى للشركة «www.mobilitycairo.com»، بالإضافة إلى الحسابات الرسمية لها على وسائل التواصل الاجتماعى، وتبحث الشكوى بشكل فورى، فراحة الجمهور دائمًا فى المقام الأول لدى الشركة.

■ ما عدد الركاب اليومى بعد دخول المحطات الأربع الجديدة للخدمة؟

- يستقبل الخط الثالث للمترو نحو ٤٠٠ ألف راكب يوميًا فى الوقت الحالى، وتستهدف شركة «آر. إيه. تى. بى ديف للنقل كايرو» الوصول إلى مليون ونصف المليون راكب يوميًا خلال الفترة المقبلة، وتعمل الشركة على تقديم أفضل الخدمات للركاب أثناء رحلتهم داخل الخط، والتأكد من توصيلهم بشكل آمن ومريح.

■ هل اختصر الخط الثالث الوقت على المواطنين؟

- الخط الثالث أسهم فى توفير الكثير من الوقت للمستخدمين، خاصة أنه يعمل وفق منظومة تشغيل منضبطة على أعلى مستوى من الاحترافية والمهنية، وطبقًا لمعايير التشغيل العالمية لأنظمة المترو. فلا مجال داخل الخط الثالث للمترو لتباعد فترة التقاطر بين القطارات، وزمن الرحلة معلوم بدقة، نظرًا لالتزامنا بزمن التقاطر، الذى يعتبر أساسًا فى تحديد زمن الرحلة.

■ هل توجد شبكة «واى فاى» فى الخط الثالث؟

- أطلقت الشركة بإشراف من الهيئة القومية للأنفاق اختبارًا تجريبيًا لتشغيل خدمة الإنترنت «واى فاى» فى محطة «العباسية» ضمن الخط الأخضر الثالث، بالتعاون مع شركة «اورنج مصر» للاتصالات وخدمات المحمول، وذلك ضمن سعى الشركة فى تقديم خدمات متميزة للركاب، من خلال إدخال تقنيات حديثة داخل المحطات.

وتأتى هذه الخطوة التجريبية تمهيدًا لتعميم تجربة توافر خدمة الإنترنت «واى فاى» مستقبلًا داخل جميع محطات مترو الخط الأخضر الثالث، بالتعاون أيضًا مع «اورنج مصر»، لتقديم خدمات متكاملة للركاب، وفى مقدمتها إتاحة سبل التواصل من خلال القنوات الإلكترونية عبر الإنترنت.

كما تأتى ضمن توجه وزارة النقل ورؤيتها لترسيخ مفهوم التنمية المستدامة البيئية والمجتمعية بجعل رحلات المترو ترفيهية وتثقيفية للركاب.

■ ما الأفكار التى تنفذونها لزيادة مشاركتكم المجتمعية؟

- تحرص شركة «آر. إيه. تى. بى ديف للنقل كايرو» دائمًا على الشراكة المجتمعية والعمل الإنسانى، كجزء من أهداف الشركة لتقديم أفضل سبل الراحة والأمان لركاب الخط الأخضر الثالث وقطار العاصمة، مع تنظيم حملات توعوية.

وأطلقت الشركة مؤخرًا بالتعاون مع مستشفى «بهية»، حملة توعوية داخل محطات الخط الثالث، للاكتشاف المبكر وعلاج سرطان الثدى، بالتزامن مع الشهر العالمى للتوعية بسرطان الثدى، الذى يصادف أكتوبر من كل عام، تضمنت توفير معلومات طبية وتثقيفية حول هذا المرض.

ويأتى ذلك ضمن استراتيجية الشركة لدعم المرأة وتمكينها على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية، كما ننفذ أفكارًا ثقافية لنشر الثقافة داخل الخط الثالث للمترو لدعم المواطنين.

■ كيف تهتمون بوجود العنصر النسائى داخل الشركة؟

- الشركة سعت لتوفير فرص عمل للسيدات فى الشركة، سواء داخل المبنى الإدارى، أو بوجودهن داخل الخط الثالث كصرافات ومديرات مناطق «zone Manger»، إيمانًا منها بتحقيق المساواة بين الجنسين. وأطلقت الشركة أول مبادرة من نوعها فى مصر، وهى تعيين السيدات كقائدات للمترو، وتم بالفعل تخريج أول سائقتين فى أبريل الماضى داخل الخط الأخضر الثالث، بالإضافة لتدريب وتعيين سائقات كقائدات لقطار العاصمة منذ افتتاحه فى يوليو ٢٠٢٢. وتشجع الشركة السيدات بشكل مستمر على الوصول لمناصب داخلها، وتشغل المهندسة حنان حجازى منصب مهندسة سلامة سكك حديد بقطار العاصمة، لأول مرة فى مصر، من خلال تواجدها بالشركة.

ماذا عن تشغيل قطار العاصمة «القطار الخفيف»؟

- يعد نقلة نوعية فى قطاع المواصلات المصرى، فهو يقدم تجربة تنقل سهلة للركاب باستخدام الطاقة النظيفة، كما أتاح لسكان القاهرة الوصول إلى العديد من المدن الجديدة، منها الشروق والعبور وبدر وغيرها، لذا لقى ترحيبًا كبيرًا من قاطنى تلك المدن، وبدأوا فى استخدامه بالفعل، كما تم التعاون مع شركة «المتميز» لتوفير وسيلة نقل لائقة من المحطات للمناطق الحيوية المحيطة بها.