انطلاق القمة «العربية - الصينية» في السعودية.. وخبراء: بداية نظام عالمي جديد - تحقيقات وملفات


تنطلق غدا فعاليات القمة العربية - الصينية، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث تمثل القمة إدراكا مشتركا من الدول العربية ومصر والصين لما تقتضيه اللحظة الحالية التى تشهد أزمات عالمية متوالية وممتدة الأثر، مما يحتم مد جسور التواصل والعمل المشترك لإيجاد مبادرات فعالة للتعامل مع واقع الأزمات وتخفيف آثارها على الشعوب، فضلاً عن توظيف الإمكانيات المتاحة لدى الطرفين العربى والصينى لتحقيق الازدهار المنشود.

علاقات اقتصادية واستثمارية قوية

قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة الصينية العربية ضمن ثلاث قمم هى الأولى من نوعها للصين، وتأتى خلال مرحلة مهمة للغاية، بُنيت على علاقات اقتصادية وتجارية واستثمارية قوية مع معظم الدول العربية الرئيسية، فبالنظر إلى مصر هناك استثمارات صينية ضخمة والميزان التجارى بين البلدين يتراوح بين 10 و12 مليار دولار سنوياً، وهناك تعاون مشترك فى مجالات عديدة، أما السعودية والصين فهناك تبادل تجارى ضخم بينهما.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«الوطن»: «الصين تستورد نسبة كبيرة من المنتجات البترولية من دول الخليج العربى والعراق، وفى هذه المرحلة سيتم توقيع اتفاقيات مع المملكة العربية السعودية، بإجمالى 29 مليار دولار ضمن مشروعات وشراكات مختلفة».

وتابع: «موقف الصين من القضايا العربية يعتمد على عدم التدخل إطلاقاً فى أى شأن داخلى لأى دولة، وتأييدها لحل كل جميع الأزمات العربية وفقاً للقانون الدولى والاتفاقيات الدولية، وتأييدها للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى، ونمط التصويت فى الأمم المتحدة يكون مع الدول العربية»، مشيراً إلى تفاهمات وتقارب بين الدول العربية والصين.

واختتم حديثه لـ«الوطن»: «تأتى القمة فى مرحلة لتبادل الآراء ووجهات النظر بطريقة مباشرة بين الدول العربية والصين لبداية مرحلة ارتقاء للعلاقات».

علاقات تاريخية بين الصين والدول العربية

قال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن العلاقات الصينية العربية ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، كما أن الصين والعرب أصدقاء وشركاء وأشقاء، والعلاقات المصرية الصينية تمثل قاعدة راسخة ونموذجية، حيث كانت مصر أول دولة عربية تعترف بجمهورية الصين الشعبية عام 1956.

«العنانى»: تطوير فى العلاقات لتصبح نموذجاً للنظام العالمى الجديد

وأضاف «العنانى» لـ«الوطن»: «الثقة بين الجانبين الصينى والعربى قوية للغاية، وهناك فرصة مواتية وقاعدة راسخة يمكن البناء عليها لخلق مزيد من التطوير فى العلاقات بين الجانبين، لتصبح نموذجاً للعلاقات الدولية والنظام العالمى الجديد الذى نتطلع إليه، القائم على الشراكة وليس التبعية، وعلى الإيمان بتحقيق المصالح والمصير المشترك بين الطرفين»، مشيراً إلى أن ما حققته الصين من تقدم يمثل نموذجاً فى التنمية، مضيفاً أن ما تشهده العديد من الدول العربية، وبينها مصر، من جهود حثيثة نحو الانفتاح والإصلاح يُعد تربة خصبة للعمل معاً، إلى جانب دعم الجهود لانتشال بعض الدول العربية التى واجهت صراعات داخلية للعودة لطريق الإصلاح والتنمية، وحل القضية الفلسطينية، والقضاء على الإرهاب والتطرف، والحفاظ على الاستقرار الإقليمى والسلام.

قاعدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة

«العلاقات بين مصر والصين شهدت نقلات نوعية على مدى العقد الماضى»، وأضاف «العنانى» أن «الجانبين شيّدا قاعدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى تجمع البلدين، وعزز التنسيق والتشاور المنتظم والزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين».

وتوقع «العنانى» أن تتمكن الصين والعرب من إرساء أساس متين للعلاقات الودية، وتعزيز التعاون فى جميع المجالات، ولعب دور نشط فى الحفاظ على المساواة والمنفعة المتبادلة، وتحقيق شراكة مستقلة دون تبعية، وبالتالى تحقيق المصالح المشتركة والمضى قدماً نحو بناء مصير صينى عربى مشترك.

تعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية

قال المحلل السياسى التونسى «عصام البوسالمى» إن القمة الصينية العربية تُعد محطة مهمة ضمن السياق العالمى، مشيراً إلى أن الصين حريصة أيضاً على اغتنام فرصة القمة الأولى التى تنعقد اليوم فى المملكة العربية السعودية، والعمل مع الدول العربية على تطوير الصداقة التقليدية الصينية العربية، وإثراء وإقامة المجتمع الصينى العربى للمستقبل المشترك فى العصر الجديد، بما يعود بالخير على شعوب الجانبين ويدفع التعاون والتضامن بين البلدان النامية، ويحافظ على قضية السلام والتنمية فى العالم، لا سيما مع الأحداث التى يشهدها العالم خلال الفترة الماضية والمستمرة حتى الآن، وأبرزها قضية المناخ وملف الأزمة الأوكرانية الذى أثر على دول العالم بلا استثناء اقتصادياً، وأزمة الطاقة التى نتجت عنها، كما أن الكثير من دول العالم، خاصة الأوروبية، عانت من التضخم جرّاء تلك الأزمة.

 «البوسالمي»: 200 مشروع للتعاون فى مجالات الطاقة والبنية التحتية

وأضاف «البوسالمى»: «علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية حققت تقدماً مستمراً، وارتفع مستوى التعاون فى بناء الحزام والطريق، حيث أقيمت 12 علاقة شراكة ذات طابع استراتيجى على المستوى الثنائى ووقعت الصين وثائق التعاون بشأن بناء الحزام والطريق مع 20 دولة عربية وجامعة الدول العربية، ونفذ الجانبان، فى هذا الإطار، أكثر من 200 مشروع للتعاون فى مجالات كثيرة مثل الطاقة والبنية التحتية».

تاريخ الخبر: 2022-12-09 00:20:13
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

سوناك يعترف: المحافظون قد لا يفوزون في الانتخابات العامة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:07:28
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 98%

هل فقدت فرنسا صوابها؟

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:07:35
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 86%

بسبب مبابي.. رسالة جديدة من ماكرون إلى رئيس ريال مدريد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:07:31
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 98%

أردوغان يلعب ورقةَ مناهضةِ إسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:07:34
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 99%

بصورة ضخمة للأقصى وأطفال غزة.. ناد تركي يظهر دعمه لفلسطين (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:07:29
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 85%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية